أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هادي الحسيني - مدينة الثورة ، مدينة قاسم














المزيد.....

مدينة الثورة ، مدينة قاسم


هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)


الحوار المتمدن-العدد: 2272 - 2008 / 5 / 5 - 10:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما من مدينة عراقية تحملت الويلات والمصائب على مدى أكثر من أربعة عقود من الزمن مثل مدينة الثورة التي شيدها الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم عند تسلمه السلطة في العراق عام 1958 ، فهذه المدينة الفقيرة باحيائها وناسها الطيبين ، سلط عليها النظام المقبور جُل ناره ، الامر الذي جعل من تلك المدينة المليونية بالسكان وان كانت هي حي من احياء العاصمة بغداد ان تتلقى الكدمات الكبرى الواحدة تلو الاخرى ولسنوات طويلة ، وانتهى الامر بمقتل العديد من شبابها في حروب النظام وفي سجونه المقيته جراء الاعدامات المستمرة لاي تحرك غريب كانت تقوم به هذه المدينة الباسلة ، وعلاوة على ذلك فان مدينة الثورة وهكذا يجب علينا تسميتها باسمها الحقيقي وحتى لا ننكر فضل صاحبها الشرعي الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم الذي جمع فيها فقراء العراق ووزع عليهم أراضيها ليبنوا بيوتهم منذ ذلك التاريخ ولهذا لقب قاسم بابي الفقراء ، وممن يطلقون عليها في السابق مدينة صدام كان قسراً على الناس بقوة السلاح التي كان النظام يفتعلها وبتصفيق الانتهازيين المستمر على طول عمر النظام ، اما بعد سقوط النظام فمن المخجل علينا تسميتها بمدينة الصدر مع الاحترام للشهيدين الصدر الاول والثاني ، لكن هذا تجني ونكران جميل بحد ذاته ، فالثورة هي مدينة قاسم ارادها مدينة البسطاء والفقراء والمظلومين في العراق لكنها في ذات الوقت مدينة عملاقة وكبيرة وصاحبة الفضل الاول والاخير على كل مرافق الحياة العراقية ..
فمدينة الثورة كانت ومازالت الحاضن الكبير لمبدعي العراق من الادباء والفنانين والرياضيين الذين رفعوا أسم العراق عالياً في كل المحافل الدولية والعالمية وعلى كافة المستويات ، ومن تلك المدينة ايضا تعالت اصوات الاحزاب العراقية الكبيرة وعملت سنوات طويلة في العمل السري ، ومدينة الثورة هي شريان العراق الذي لا ينضب ابدا ، وكيف لا وانها مدينة الزعيم عبد الكريم قاسم الذي جعلها ماوى العامل والفلاح الذي كان يشعر بالضياع في ذلك الوقت ..
وما ان انزاح من تلك المدينة شبح النظام الصدامي على يد قوات التحالف ، حتى خرج اهالي تلك المدينة بالذات وهم يشكرون تلك القوات التي اسقطت الصنم في التاسع من نيسان عام 2003 ..
لكن بعد شهور قليلة من سقوط النظام وما ان تنفس سكان مدينة الثورة الصعداء حتى خرجت بعض الزمر التي ادعت الاسلام وحاولت ان تكسب الشباب الى الحركة الصدرية التي تزعمها مقتدى ابن السيد محمد الصدر والذي اغتيل على يد النظام المجرم في العام 1998 هو وولديه ، لكن ذلك الرجل كان بحق الامتداد الحقيقي للسيد محمد باقر الصدر الشهيد الاول الذي اعدمه صدام في العام 1980..
وعندما تسلم مقتدى التيار الصدري تغلغلت في داخله العديد من زمر النظام السابق ، والعديد من رجالات الامن والمخابرات السابقين ، الامر الذي جعل من هذا التيار بان يحذو حذو المُدافع عن سقوط الصنم وعدم القبول بقوات الاحتلال كبديل مؤقت عن نظام العوجة الهمجي ،
واذ تشتد المعارك منذ شهور عديدة داخل مدينة الثورة البائسة بكل شيء بفعل التحريض الذي يقوم به اعوان مقتدى الصدر من المعممين السذج الذين ابتلانا الزمن فيهم بعد ان ولى النظام الدكتاتوري , فليس لهم هدف محدد يصبون اليه كي نعرف ماذا سيجنون من تدمير مدينة تكتظ بالسكان كمدينة الثورة ، سكان المدينة غالبيتهم تمردوا على التيار الصدري بعد ان اصبح بايادي غير امينة ، ايادي تافهه اذا صح التعبير , ايادي كل همها سيل الدماء البريئة ، ايادي اتخذت الدين مخرجا لتغطي على جرائمها السابقة ، بينما اهالي المدينة الذين كانوا فرحين بسقوط النظام ظلوا منذ شهور طويلة تحت سوط عصابات مقتدى ، فمن يعمل مع اي حركة سياسية من اهالي المدينة يقيموا عليه الحد ، وفي اليوم الثاني تجده خلف السدة قد نفذ فيه حكم الاعدام شرعا ! العشرات من الشباب من هذه المدينة قام باعدامهم التيار الصدري تحت ذريعة التعاون مع المحتل او العمل مع الحركات السياسية والاحزاب العراقية .. لكن من ينقذ اهالي المدينة من هذا التيار ؟؟؟
المدينة محاصرة منذ اكثر من شهر بسبب الاحداث الاخيرة التي تمرد فيها التيار الصدري على سلطة القانون بعد أن تمرد على سلطة الله في الارض ، والمدينة تلاحقها الاوبئة من كل صوب ، المياه الآسنة تحولت الى انواع من البكتريا التي اصابت المئات من الاطفال ، المدينة مهدمة والناس تقتل يوميا ، العمائم المزيفة تتحكم بعامة الناس ، التقارير كتابتها على قدم وساق ضد شباب المدينة ممن لا يودوا الانضمام الى تيار مقتدى ، حركة العمل داخل المدينة معطلة تماما ، الاسواق اصبحت مغلقة في اغلب الايام , الامريكان يحومون حول المدينة لتصفية هذه العصابات الغير منظمة ، واشياء واشياء كثيرة تعصف بتلك المدينة المحتلة من قبل عصابات القتل والظلم والتعسف بحجة الاسلام والتيارالشيعي !
الامر الذي سيجعل شباب المدينة ان يعلنوا تمردهم على دينهم الاسلامي بعد ان اصبح بيد هؤلاء المتطفلين المعممين بدون وجه حق ...
فالثورة مدينة الفقراء ،
والثورة مدينة عبد الكريم قاسم ،
والثورة مدينة التضحية والفداء في زمن الطاغية المعتوه ،
والثورة شريان العراق الذي لا ينضب ابدا ،
والثورة اطلق عليها هذا الاسم تيمنا بثورة الزعيم قاسم في الرابع عشر من تموز عام 1958 ،
والثورة بابنائها الشرفاء ستخرج المرتزقة ممن يدعون الدين ،
والثورة سيعود اسمها كما هو على الرغم من التسميات المجانية التي تطلق عليها بين الفينة والاخرى ،
والثورة هي التي تثور دائما على كل معوج كي تعدله ،
والثورة ستقذف بالمعممين المزيفين الى المزبلة حتماً وفي اقرب وقت !
انها مدينة الزعيم عبد الكريم قاسم وليس مدينة صدام أو مدينة الصدر !!!!!



#هادي_الحسيني (هاشتاغ)       Hadi_-_Alhussaini#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بشتاشان الجريمة المغيبة
- حوار مع الشاعر نبيل ياسين
- حوار مع الشاعر العراقي حميد قاسم
- فيزياء مسعود البرزاني
- حوار مع الشاعر العراقي شاكر لعيبي
- حرامية العراق
- الزعيم
- موازنة 2008
- الرآية المعضلة
- كيمياء جلال الطلباني
- عام أسوء من عام !
- تحالفات مشبوهة
- قلب عبد الستار ناصر
- السياب في ذكراه ال 43
- ثعالب النار
- رياض ابراهيم وانتفاضة عصفور طيب
- وداعاً راسم الجميلي
- سركون بولص ، ايها الشاعر الفذ
- حوار مع الشاعر العراقي سركون بولص
- قضية رأي عام


المزيد.....




- فيديو متداول لقيام -داعشي- بأعمال تخريب في كنيسة بإيطاليا.. ...
- من هم أبرز المرشحين لخلافة منصب البابا فرنسيس.. مراسل CNN يت ...
- البيت الأبيض: ترامب يزور السعودية وقطر والإمارات شهر مايو ال ...
- خبير إسرائيلي: لبنان لا يزال ضعيفا للقيام بخطوة جريئة نحو ال ...
- بوتين: هناك قوى في الغرب تسعى الآن لاستعادة العلاقات مع روسي ...
- بنعبد الله يستقبل وفداً روسياً برئاسة السيد فياتشيسلاف كارتو ...
- أمريكا - جامعات تتحد لمواجهة سياسات ترامب تجاه التعليم العال ...
- غزة.. مجاعة واستهداف للعمل الإنساني
- ترامب يجري محادثة هاتفية مع نتنياهو
- إعلام عبري يكشف تطورات جديدة لمقترح وقف حرب غزة لـ 7 سنوات


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هادي الحسيني - مدينة الثورة ، مدينة قاسم