عذرا ..أيها الشهداء لقد أخطأتم الطريق

علي الصفار

الحوار المتمدن-العدد: 2272 - 2008 / 5 / 5 - 11:06
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

هذه رساله متأخره الى عدد من ألأصدقاء ممن أستشهد في معتقلات الطاغيه ، بل هي لكل من أستشهد في زنازين النظام الصدامي من مختلف التيارات السياسيه الوطنيه.إنه إعتراف متأخر لبضع سنوات بعد أن رأينا بأعيننا إن من حملتم راياتهم وانتميتم لأحزابهم لايختلفون عن الطاغيه وأزلامه.
كنتم وكنا نعيب عليه تمتعه بثروات العراق وبناء القصور وتبديد ثروات الوطن وحرمان العراقيين من رغيف الخبز،وإذا بقادتكم اسوأ، فقد استلموا الحكم بأسمكم واسم الفقراء فجمعوا بسنوات قليله من الثروه مالم يجمعه الطاغيه طيلة حكمه ،لايجتمعون إلا على الموائد ، شرهين في حبهم للطعام والنساء.
أتذكر كم انتقدنا وكنتم معنا وحشية النظام في قمعه انتفاضة آذار واذا ببعض قادتكم يقصفون مدن العراق بالطائرات بوحشية وهمجية تفوق مافعله النظام، فيما يقف قاده آخرون متفرجون على جثث الفقراء المشوهة برصاص رفاقكم.
إنهم لايذكرونكم حتى في المناسبات ،تاجروا بدمائكم ليحصلوا على المكاسب وكراسي الحكم.
لايعرفون أسمائكم ...لايسألون عن عوائلكم ولايعرفون مصيرهم....
حرمتم انفسكم من الشهادات العلميه وانتم ألأذكياء ...فيما حصلوا هو واولادهم وهم ألأغبياء على الشهادات العاليه المزيفه يتاجرون بها....
ذهبتم للعالم السفلي بارادتكم معتقدين انكم تعبدون طريق الفقراء.... بينما صعد قادتكم الى عرش السلطه يتذللون لأصحاب البيت ألأبيض...
نساؤكم ترملن وقضين العمر محرومات حتى من ذكر اسمائكم....ونساءهم مثقلات بالذهب ينتقلن من بلد لأخر.
أولادكم عاشو يتامى محرومين من حنانكم ، لم يكمل الكثير منهم دراستهم بسببكم فاصبحوا عاطلين عن العمل ..المضحك المبكي إن قادتكم يرفضون تشغيلهم إلا بعد انتسابهم لأحزابهم ..لم تكفهم دمائكم..يريدونهم حراسا لهم او في ميليشياتهم او ناخبين لهم بل خدما لهم ..بينما يجول أولادهم في مدن العالم لايعجبهم العوده للعراق لأنهم لم يتعودوا شمسه، فيما جباه اولادكم تنزف عرقا في مساطر العمال.
امهاتكم ثكلى إبيضت عيونهم من البكاء عليكم..ابيضت روؤسهم بإنتظار ان تكونوا شبابا توفرون الرعايه لهم ..وإذا بكم تنكثون بوعودكم لهن وتتركوهن وحيدات ينتظرن عطف قادتكم بل ينتظرون صدقاتهم.. ولا من مجيب ... لماذا فعلتم ذلك؟؟؟؟
آسف لأخبر البعض منكم إن رفاقهم يجتمعون يوميا مع قاتليكم !!! نعم مع قاتليكم يقهقون ويأكلون سويه بشراهه وكأنهم يأكلون من أجسادكم..هل تذكرون كيف حميتموهم واحطتم بهم خوفا على القياده...هذه نتيجة أعمالكم !!!
رفضتم ان تشتموا قادتكم الوطنيين!! ودفعتم حياتكم ثمنا وإذا بقادتكم يصبحوا نوابا وحكاما لايتمنون في حياتهم إلا رضاء السفير ألأميركي.
أيها ألأحبه ..حتى رفاقكم لم يعودوا يتذكرونكم ...إنهم أيضا دون وعي دخلوا اللعبه وهدهم التعب وباتوا يلهثون وراء الوظائف المغريه والرواتب العاليه بعد أن إكتشفوا الحقيقه واصابهم الخدر واصبحوا يسارعون الزمن ليكونوا مستقبلا لهم ولأولادهم ولسان حالهم يقول :لانريد أن نكون مغفلين مثل الشهداء، فالوقت قصير ولم يعد في العمر بقيه.
أبشركم بأن جلاديكم من البعثيين المجرمين أصبحو ضباطا كبار في جيش يقوده قادتكم واصبحو كذلك مدراء عامين ووزراء ، بل إن جهاز مخابرات النظام عاد بكامل طاقمه وحتى مدير الحاكميه الذي كان يتسلى بتعذيبكم....لماذا دفعتم حياتكم ثمنا لمعاداتهم !!!!
قادتكم يبكون ليل نهار على مظلمة البعثيين الذين حرم البعض منهم من وظيفته لسنه أو سنتين والكل يتسابق ليكسب ود ألأمريكان بدفاعه عن قتلتكم الذين اصبحو الضحايا ...فهل كنتم جلادين؟؟؟ وإذا كان هؤلاء أبرياء ..فمن قتلكم إذن ؟؟؟
حصل قتلتكم على التقاعد ولازالت عوائلكم بأنتظار رحمة قادتكم ...الجلادين هم ألأولى...أما انتم فأنتظروا لأنكم تعودتم ألأنتظار..ضحكوا عليكم إذ قالوا لكم ان الجنة الخضراء بأنتظاركم وقد لاتكون حقيقه ..أما هم فينعمون بالمنطقة الخضراء ..الجنة الحقيقيه التي صنعها ألأمريكان لهم على ألأرض..أما أنتم فتمتعوا بما جنته عليكم عقولكم....
لو عدتم للحياة لبصقتم في وجوههم...
كم أتمنى أن تعودوا للحياة ولو لساعة واحده لتقتصوا منهم فلم يعد لنا امل إلا أنتم ...صدقوني سينضمون لصفوف جلاديكم ويحاربوكم..
أخيرا لماذا فعلتم ما فعلتم بأنفسكم...لماذا تركتم زوجاتكم ملتاعات حائرات بتربية أولادكم لايجدن قوت يومهن..
لماذا قسيتم هكذا على امهاتكم وتركتوهن وحيدات
لماذا حرمتم أولادكم من حنانكم واحضانكم.....بل لماذا حرمتم أنفسكم...
أمن أجل هؤلاء ال.... ؟؟؟؟
اقر بأنكم ألأنقى وألأشرف وألأحسن...
ولكن عذرا ......لقد أخطأتم الطريق

#علي_الصفار (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات