|
ساركوزى يدعم دكتاتوريات الشرق .
رشا ممتاز
الحوار المتمدن-العدد: 2271 - 2008 / 5 / 4 - 10:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد إستقباله المثير لمعمر القذافى و بتصريحاته الأخيره حول ملف حقوق الإنسان فى تونس أكد الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى أن سياسته الخارجيه تهدف إلى تدعيم الدكتاتوريات فى العالم العربى وذلك بستضافته فى شهرإبريل الماضى للدكتاتور المصرى حسنى مبارك ذو التاريخ الأكثر سوادا و الذى يبلغ اليوم من العمر 80 عاما ومع ذلك لا يزال جاثم على أنفاس شعبه منذ ما يزيد عن ربع قرن !!
والغريب فى الأمر أنه لم يستضفه فقط ولكنه وصف سياسته القمعيه لشعبه على مدار ما يزيد عن 27 عاما من القهر بالسياسه الحكيمه !!و رغم علمه بمخطط مبارك لتوريث ابنه الحكم فى مملكة تتبع كذبا النظام الجمهورى مع ذلك لم يخجل ساركوزى من وصف سياسة مبارك بالحكيمه ..!!
فى بلد أرتفعت فيه نسبة الفقر لتصل إلى 35.8 مليون شخص أى نصف عدد السكان يقل دخلهم عن 2 دولار يوميا ..!و 2.5 مليون شخص تحت خط الفقر المدقع يقل دخلهم عن 1 دولارفى اليوم ! لتحتل مصر المركز 120 فى الدول ذات التنميه البشريه المتوسطه ويكفى معرفة أن كوبا المحاصره أقتصاديا منذ الستينات تحتل المركز 52 بين الدول ذات التنميه المرتفعه وأن فلسطين رغم الحصار ورغم المعاناة والاحتلال منذ ما يزيد عن نصف قرن تسبق مصر فى هذا المجال ! والفضل يعود لسياسة مبارك الحكيمه على حد وصف ساركوزى ...!!
فى بلد وصلت نسبة الأميه بين أفراده إلى 42% من السكان الذكورو 53% للأناث حسب احصاءات منظمة اليونسكو وتدهورت أحوال قطاع التعليم وساء حال المعلم وهمش دوره ..نتيجة سياسة مبارك التى يصفها ساركوزى بالحكيمه !!
فى بلد تبنت الاقسام والسجون فيه سياسة القمع والتعذيب الممنهج ضد أفراد الشعب لتحتل صدارة الدول المنتهكه لحقوق الانسان و لتتسرب مقاطع الفديو و صور التعذيب الذى يصل إلى الاغتصاب وهتك الاعراض على الانترنت مثيرة سخط العالم كله ومع ذلك لم يتردد ساركوزى فى وصف سياسة مبارك بالحكيمه !!
فى بلد أرتفعت فيه نسبة المعتقليين السياسين لتتجاوز ال 16 الف معتقل ضاقت بهم الزنازين وليصل عدد المعتقلين فى بعض السجون المصريه إلى 108 معتقل فى كل زنزانه بمعدل 20 سم لكل معتقل !!. بفضل قانون الطوارئ الذى تحول إلى قانون أرهاب ليمكن الشرطه من القبض عل اى مواطن يشتبه فى معارضته للنظام واعتقاله دون تحقيق أو محاكمه ...والفضل يعود إلى سياسة مبارك التى يصفها ساركوزى بالحكيمه !!
فى بلد يتصارع سكانه على رغيف العيش بعد الارتفاع الجنونى فى أسعار السلع ليسقط الضحايا وتسيل الدماء أمام الافران والمخابز بل بات من المألوف أن نقرأ على صفحات الحوادث عن إنتحار أسر بأكملها بسبب الفقر أوعن أب يقتل ابناءه لعجزه عن الوفاء بمتطلباتهم أو أم تقتل وليدها لإسكات صرخاته الجائعه ..مآسى إنسانيه لم نسمع بها من قبل إلا فى عهد مبارك وسياسته التى يصفها ساركوزى بالحكيمه !! فى بلد تفشى فيه الفساد نتيجة سؤ أحوال الموظف الذى يتقاضى فى المتوسط راتبا قيمته 160 جنيه أى ما يعادل 20 يورو !! وعليه أن يحيا شريفا بهم !!
ناهيك عن فساد الحكومه بحمايتها للطبقات الرأس ماليه المستغله والتى تسببت منذ ما يقرب من عام فى غرق 2000 مواطن مصرى فى عرض البحر داخل عباره مملوكه لأحد رجال الأعمال الجشعيين المتمتعين بحماية النظام دون أن يكون لأرواحهم البريئة ثمن أو قيمه ودون محاكمة عادلة فى واحدة من مئات قضايا الفساد الكبرى التى تحصد الأرواح والأموال لتمر بلا رادع ....والفضل يعود لمبارك وسياسته التى يصفها ساركوزى بالحكيمه...!!
لقد نجح مبارك فيما لم ينجح فيه الاستعمار والحروب والكوارث الطبيعيه نجح فى تخريب مصر وافساد أرضها وهواءها وتجويع شعبها وتخريب إقتصادها و تلويث ماءها وزرعها لتصبح أكبر دوله مستوردة للقمح بعدما كانت أكبر مصدرة له ولتسقط فى عهده زراعة القطن الذى كان الاول و الأجود عالميا..
بفساده أنتشر الفساد فى البر والبحر وأتسع نطاقه ليشمل الذمم والضمائر فسادا لم يشهد له التاريخ مثيلا ...
ورغم القهر والإرهاب الممارس على الشعب بسجن وتعذيب وإعتقال كل من تسول له نفسه بالاعتراض على الوضع أو الخروج فى مظاهره ضد رأس الفساد أنتفض الشعب المصرى يوم 6 أبريل وخرجو يطالبون بقوتهم و بأزاحة الكابوس عن صدورهم ليكون مصيرهم القتل والقمع و الاعتقال الذى شمل حتى كتاب المدونات على الانترنت و مشتركى الفيس بوك شباب لا تزيد أعمارهم عن 20 عاما يقبعون فى ظلمات المعتقلات دون أية محاكمة... بفضل سياسة مبارك التى يراها ساركوزى حكيمه !!!
ورغم تزامن تلك الانتفاضه الشعبيه الخجوله مع زيارة الدكتاتورالفاسد لفرنسا وبدلا من دعم الشعب المصرى المقهور والمضطهد فى إنتفاضته المشروعه فقد فضل ساركوزى دعم السكين المسلطه على رقاب المصريين وأكد على مساندته لمبارك و اصفا سياسته بالحكيمه ..!!
فلتعلم يا سيادة الرئيس..
أن ملف تصديك للهجره غير الشرعيه الذى عزز من صعود نجمك وتوليك الرئاسه تلك الهجره غير الشرعيه التى تدينها هى الإبن الشرعى للأنظمة الدكتاتوريه القمعيه التى تدعمها من أجل بضعة عقود ومصالح إقتصاديه متجاهلا مبادئ الثوره الفرنسية العظيمه التى هى حق لكل إنسان فى العالم..
لن أطلب منك مقاطعة نظام مبارك الفاسد أو إعلانك عن دعم الشعب المصرى المقهور والمضطهد فى انتفاضته المشروعه ولو معنويا أو أن ترفض إستقبال ومصافحة من تلوثت يداه بدماء شعبه .. فقط رحمة بنا نحن المصريين ومراعاة لمشاعرنا رجاءا.. أطلب منك .. أن تكف عن وصف سياسته بالحكيمه !!
#رشا_ممتاز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أوراق الخريف
-
آخر مستعمرات الرجل
-
لن أعيش فى جلباب أمى
-
فضفضه
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|