أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسام محمود فهمي - تصعيد المرأة .. بين الشعارات والاعتبارات














المزيد.....

تصعيد المرأة .. بين الشعارات والاعتبارات


حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 2268 - 2008 / 5 / 1 - 06:39
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


يشهدُ العالمُ مداً وجزراً، في سياساتِه وتوجهاته، مابين الرأسماليةِ والاشتراكيةِ، ما بين إعطاءِ حقوقٍ مطلقةٍ للفردِ وما بين تقييدها. وقد ترسخَت في الدولِ الأوروبيةِ والأمريكيةِ والعديدِ من الدولِ الكبري بأسيا مفاهيمُ المساواةِ بين الرجلِ والمرأةِ، وبين أهلِ الدياناتِ والمعتقداتِ المتعددةِ. للمرأةِ نصيبٌ من الاهتمامِ والرعايةِ، باعتبارِها الأضعف عضلياً في عالمٍ يقومُ علي القوةِ التي تصلُ كثيراً إلي حد الهمجيةِ. وقد كانت الحكومةُ الحريمي في أسبانيا أحدُ أبرزِ الأمثلةِ علي الاعتقادِ بوجوبِ تمكينِ المرأةِ إلي أقصي درجةٍ، وهو ما لم تستسيغه حتي أوروبا المنفتحة.
أما في البلادِ العربيةِ فقضيةُ المرأةِ تتراوحُ ما بين رفضٍ مطلقٍ لمشاركتِها في الحياةِ السياسيةِ والوظيفيةِ وحتي في الشارعِ، كما يتضحُ في السعودية ودول الخليج، إلي الدفعِ بها ولو من بابِ المنظرةِ وتصنُعِ التقدمِ الاجتماعي في دولٍ غيرِها. لستُ ضدَ المرأةِ ولا ضدَ توليها أي منصبٍ، بل علي العكسِ، أنا مؤيدٌ لمبدأ قدرتِها علي إعالةِ نفسِها بعلمِها وعملِها تحسُباً لتقلباتِ زمنٍ لا أمانَ فيه، إلا أنه من الضروري ألا نَغفَلَ أن لمجتمعِنا الجامدِ قوالبٌ صًُبت فيها عقولُ الرجالِ والنساءِ علي حدٍ سواءٍ. في مجتمعنا يتصورُ الرجلُ أنه سبعُ السباعِ إذا أخضعَ المرأةَ في زيِها وقيدَ حركتَها ولو نالَ ما نالَ من صنوفِ الضنكِ في المعيشةِ والمعاملةِ، هو أسدٌ عليها وفرفورٌ فيما عدا ذلك. أما المرأةُ، من طولِ سنواتِ تجاهلِها وتعويقِها، استحوذَ عليها بحقٍ أن الرجلَ هو سجانُها، وأنه وراءَ تحجيمِ طموحاتِها، وهو ما ينعكسُ علي تعاملاتِها معه في عالمِ العملِ، وآآه وآه لو تولَت منصباً قيادياً. إنه فرصتُها للأخذِ بثأرِها، للتسلطِ، للشخطِ والنطرِ ولو بدون سببٍ، للتفننِ في محاولاتِ كسرِ إرادةِ الرجالِ؛ الأمرُ خرجَ من إطارِ الالتزاماتِ الوظيفيةِ السويةِ إلي الأخذِ بالثأرِ وتخليصِ الحقِ. صحيحٌ أن نشأةَ المراةِ هي الفيصلُ الأولُ في كيفيةِ تعاملِها مع عالمِ المسئوليةِ الوظيفيةِ، لكن أحياناً كثيرةً تتغلبُ عندها التأثيراتُ الاجتماعيةُ وتسيطرُ علي مخيلتِها هواجسُ أنها في معركةٍ مع عالمٍ رجالي ظالمٌ لا بدَ أن تؤدبَه وتثبتَ أنها له ندٌ، بردودِ أفعالٍ حادةٍ مفتعلةٍ قبل العملِ الحقيقي.
الأمرُ إذن ليس في تعيين المرأةِ لكن في قدرتِها نفسياً علي تقبلِ فكرةِ تولي كرسي مسئولية دون أن تكونَ في حربٍ مع عالمِ الرجالِ، وهو ما يتساوي تماماً مع استعدادِ الرجلِ للاعترافِ بها دون أن تتغلبَ لديه القناعةُ بأنها أُجلسَت لشعاراتٍ مظهريةٍ لا لكفاءتِها.
كثيرٌ من الرجالِ فشلوا علي كراسٍ شغلوها، وكذلك النساءُ، لكن مجتمعنا يتذكرُ اخفاقَها، لا يتقبلُ أن تسيرَ امرأةٌ والرجالُ وراءها، أو أن تشخطَ وتنطرَ فيهم بمزاج. أسبانيا حرة، ونحن كذلك،،



#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متي تنتفض الكراسي؟
- التعليمُ -المميز- وتدميرُ الكلياتِ
- هل تصبحُ مصرُ خليجيةً؟
- المدير الزغنن
- مُغتصَبةٌ جانيةٌ .. وإعلامٌ خائبٌ
- عندما يُحرَضُ الطالبُ علي المؤسسةِ التعليميةِ
- لجان الترقيات بالجامعات..جولة جديدة؟!
- الجودة في التعليم .. الصراحة راحة وأمانة
- الحق في الميليشيات
- شركات تخريب الجامعات
- كركر يكسب
- الدينُ للهِ
- من القاتلُ؟
- رؤساءُ أقسامٍ معينون .. الحكايةُ من الأخِرِ
- ورجعَ الطاقمُ الطبي البلغاري
- عروضٌ عسكريةٌ
- غزو بريطانيا العظمي
- كياناتٌ هشةٌ
- عندما يهرِمُ النظامُ
- هل تُعيدُ حماسُ طالبان؟


المزيد.....




- المال الانتخابي.. كلفة الترشّح تسقط المرشحات المستقلات قبل و ...
- فضيحة مدوية.. زوج نجمة شهيرة يعترف بمثليته الجنسية بعد ربع ق ...
- تمساح يقتل امرأة في بحيرة بفلوريدا خلال نزهة بالقارب
- هجوم ثان خلال أسبوع على ملهى ليلي في دمشق ومقتل امرأة
- ناد ألماني يسمح بإقامة حفلات الزواج على ملعبه
- قنبلة موقوتة في بيتك تهدد خصوبة النساء
- تقرير داخلي للشرطة ”كان يمكن إنقاذ عدد من النساء المعنفات من ...
- من هي المغربية وداد برطال بطلة العالم في الملاكمة النسائية؟ ...
- أحصلي على 800 دينار جزائري “طريقة التسجيل في منحة المرأة الم ...
- بثقة متجددة وإصرار.. النساء يدخلن معركة الانتخابات البلدية ف ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - حسام محمود فهمي - تصعيد المرأة .. بين الشعارات والاعتبارات