أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أحمد قاسم - الحوار السوري الاسرائيلي وماهية فرصة السلام المتوقعة















المزيد.....

الحوار السوري الاسرائيلي وماهية فرصة السلام المتوقعة


أحمد قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 2267 - 2008 / 4 / 30 - 11:14
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


كثيرون هم من يتناولون في هذه الايام موضوع السلام في الشرق الاوسط بين سوريا واسرائيل بعد ان صرح الرئيس السوري بشار الاسد عن حدوث تقدم في المفاوضات الغير مباشرة بين سوريا واسرائيل وبوساطة تركية مفادها: (ان اسرائيل مستعدة للانسحاب من جولان مقابل السلام..) .
يبدو ان هذا التصريح فتح آفاقاً جديدة لتناول مجمل المشاكل العالقة والفاعلة على الساحتين العربية والاقليمية .
فهناك من يتكهن بأن المسار الفلسطيني السوري انفصل عن بعضه البعض منذ عام 2000 ، وذلك عند فشل الوصول الى اتفاق بين حافظ الاسد وكلينتون في لقائهما الشهير في جنييف .
ومنهم من يعتقد ان ابرام اية اتفاقية جزئية بين الاطراف لا يسجل لها اي نجاح من دون اشتمالها على كل اجزاء المشكلة.
حيث ان هذا الاعتقاد بني على اساس اكثر موضوعية وصحة في التفكير، لأن القضية من الاساس ليست مجزأة، فهي متشابكة المسارات ومعقدة في تناولها الخيار الاوحد لحلها مما ادى الى صعوبة تفكيكها جزئيا والتعامل مع جزء دون الاخر او عقدة دون الاخرى.
ولا يمكن تناول الموضوع برمته اذا لم يمر بدمشق التي تملك العديد من الاوراق المهمة والمصيرية في التفاوض تََمَكنها من وضع شروط قاسية على اسرائيل.
واليوم وحسب المعطيات المتوفرة فاسرائيل تحتاج الى سلام دائم وشامل اكثر من غيرها بكثير، حيث انها تعيش في وسط ينبغي فيه التعايش مع الجوار بكل مفرداته التعايشية، وهي لا تمتلك اية ورقة استراتيجية للامد البعيد، تجعلها تستمر في وضع متوتر بعيد عن الاستقرار، وفي عصر لم يعد فيه مفهوم الحرب الباردة والتقسيمات المؤدلجة مقبول الا عند الطرف العربي، حيث يتصاعد فيه مفهوم الاسلمة الاصولية ومشروعها المخيف في المنطقة ، والتي ستتضرر اسرائيل من ذلك قبل الجميع .
فالمطلوب من اسرائيل تدارك هذا الواقع ومشاركة القوى المعتدلة في المنطقة لصد هذا المد الاصولي .
ولكن على ما يبدو اليوم ان اسرائيل تستخدم هذه الورقة لكسب الرأي العام العالمي الى جانبها ولكنها ستخسر كل شيئ في الامد الطويل اذا ما استمرت في نهجها الحالي حيال ازماتها مع الجوار .
وعلى ما يبدو ان الولايات المتحدة الامريكية من جانبها تدير هذه الازمة وفقا لترتيباتها المستعصية في منطقة الشرق الاوسط، وهي ترى من منظورها العام الكل المتكامل في مواجهة مصالحها المستقبلية من خلال تكتلات شبه عقدية بين انظمة ومنظمات عابرة للقارات ضمن اطار ومفهوم واحد على السطح المرئي وهو الوقوف امام المد الامريكي في المنطقة، وهي ايضا عقد يصعب تفكيكها في الامد المنظور،اذ أن احد الاطراف الرئيسية في هذه العقد هي سوريا، ولذلك اصبحت سوريا رقما صعبا امام الحلول المطروحة لدى الولايات المتحدة الامريكية .
و محاولات تركيا للعمل على اقامة حوار مباشر بين سوريا واسرائيل ليس الا تضييع للوقت.
حيث ان مفهوم التسويات الجزئية على شاكلة عقليات الحرب الباردة بات من الماضي ولا ينفع شيئ سوى اعطاء فرص اكبر ليتمترس كل طرف ضد الاخر وتعزيز موقعه ضمن صفوفه استعدادا لما هو اسوأ.
ومن المعلوم والواضح جدا ان التعامل مع الدول يسهل كثيرا مهمة العمل على حل المشاكل العالقة بين دولة واخرى، ولكن من الصعب جدا ان تتعامل مع المجهول والمبهم( المنظمات العقائدية الغير دولية و الحركات الاصولية التي لاتعترف بحدود الدول ...) واليوم اصبحت هذه المجموعات تشكل اكبر خطر على العقد الدولي والتعايش السلمي بين الشعوب في العالم، وخاصة في منطقة الشرق الاوسط والتي اصبحت على جمرة من النار، كما أن ايران وسوريا تتحقق مصالحما في التفاهم الاستراتيجي مع هذه المنظمات كخط دفاع امامي لصد اي هجوم محتمل عليهما، ووفقا لهذه المعطيات ، بات من الصعب جدا حصول اية تسوية بين سوريا واسرائيل في الامد القريب، حيث ان سوريا لا تملك قرار التسوية بمفردها كما لا تملكه اسرائيل بمعزل عن الولايات المتحدة الامريكية، في وقت تتشابك فيه مصالح كل طرف بمصالح محوره الذي يحيطه بجملة من المصالح والارتباطات المعقدة والمشروطة .
عندما نتفهم التحالف الاستراتيجي بين الولايات المتحدة واسرائيل، علينا ان نتفهم ايضا التحالف الاستراتيجي بين سوريا وايران وما يتشعب عنهما من منظمات منتشرة من المغرب العربي الى حدود الصين، وخلايا نائمة تستطيع ضرب اية بقعة في المنطقة تريدها ايران والتي بدورها اصبحت قوة ضاربة في المنطقة على اقل تقدير، وبناء عليه لا توجد اية فرصة للسلام في الامد القريب والمتوسط المنظور منها .
اما البحث عن الملف النووي الايراني والتهديدات الامريكية والدولية لها، هي ان ايران استفادت كثيرا من تجربة كوريا الشمالية.
ومهما تكن تلك التهديدات ستذهب قدما للحصول على الاسلحة النووية ان لم تكن قد حصلت عليها حتى الآن ؟؟ وهي تدرك تماما بأن مصيرها مهدد على قدم وساق، وان اية خطوة تراجعية ستكلفها راس نظامها، وما حصول كتلة احمدي نجاد المتشددة على نتائج الانتخابات الاخيرة الا حصيلة للسياسات المتبعة منهجيا على الساحة الايرانية والاقليمية والدولية، وهي تسير قدما في زرع خلاياها اينما تسنى لها من موطئ قدم لتقوية امكانياتها البشرية على الساحة العالمية، معتمدة في ذلك على الطاقة البشرية الهائلة التي لم يتسنى لها الحصول على فرصة عمل في المنطقة وتجنيدهم كيفما تشاء هي اي ايران، وهكذا يمكنها تهديد التواجد الامريكي والانظمة الاقليمية على حد سواء .
فهل بمقدور الولايات المتحدة الامريكية مواجهة هذه القوى المعقدة في المنطقة ؟
منطقيا ، نسبة النجاح ضئيلة جدا.
وقدر المنطقة هو اختيار احد الامرين اما المواجهة او مسايرة القدر الذي كانوا غائبين عن مجرياته منذ عقود، فعليهم دفع الثمن.
الحصيلة النهائية هي، ان المنطقة برمتها تتجه نحو الاخطر بعكس ما يتصوره بعض المحللين الذين تتحرك آمالهم بتحريك الحوار الفلسطيني ـ الاسرائيلي ، والسوري ـ الاسرائيلي دون ان يلتفتوا الى ما هو حاصل في المنطقة بجزئياتها المعقدة.
فلا سلام ولا تسوية على الاقل في الامد القريب والمتوسط .
والقريب هو المجهول الاخطر، والمتغيرات كبيرة جدا قد تفاجئ اكثر المحللين نشاطا في الوسط السياسي .
اي انها ستشمل المنطقة برمتها دون استثناء (دولة او طرف او مجموعة).
وان هذه الحوارات الجارية على المستوى الاسرائيلي والعربي تصب في محاولة كسب اكبر قدر من الوقت للاطراف من دون الوصول الى اية تسوية نهائية.
وجدير بالذكر في هذا السياق هو انه علينا ان نتنبه للدور الروسي والصيني الذان يعملان في الخفاء بعيدا عن اعين وآذان الاعلام، فكليهما يلعبان دورا سيئا في المنطقة، ويراهنان في تحركهما على افشال الولايات المتحدة الامريكية لفسح المجال لهما في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والعسكرية بعيدا عن النفوذ الامريكي.
وهذا مايقودني لاقرأ قراءة مغايرة لوجهة النظر المتفائلة فيما يتعلق بحدوث تقدم في المسارين السوري والاسرائيلي والذي لن يقبل التحرك عن العصيات الفكرية في المفاهيم والمحاور لكلا الاطارين المتصارعين .

*كاتب ومحلل سياسي



#أحمد_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الكرد عامل تمزق في المنطقة ام عامل استقرار
- تركيا تحاول وقف رزنامة الزمن


المزيد.....




- بوتين يكشف عن معلومات جديدة بخصوص الصاروخ -أوريشنيك-
- هجوم روسي على سومي يسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين
- طالب نرويجي خلف القضبان بتهمة التجسس على أمريكا لصالح روسيا ...
- -حزب الله-: اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع ال ...
- لبنان.. مقتل مدير مستشفى -دار الأمل- الجامعي وعدد من الأشخاص ...
- بعد 4 أشهر من الفضيحة.. وزيرة الخارجية الألمانية تعلن طلاقها ...
- مدفيديف حول استخدام الأسلحة النووية: لا يوجد أشخاص مجانين في ...
- -نيويورك تايمز- عن مسؤولين: شروط وقف إطلاق النار المقترح بين ...
- بايدن وماكرون يبحثان جهود وقف إطلاق النار في لبنان
- الكويت.. الداخلية تنفي شائعات بشأن الجنسية


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أحمد قاسم - الحوار السوري الاسرائيلي وماهية فرصة السلام المتوقعة