سُلاف رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 2267 - 2008 / 4 / 30 - 11:37
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
إلى روح الراحل أبو عامل
دفءٌ أبويٌّ عبر الهاتف
ألو
ألو
حاولت أن اشحذ كل حواسي ،من أجل أن أسمع صوته، وهو يجيب على ندائي المتكرر ، ربما مر ّ أكثر من دقيقة ، حتى جاءني صوته بشكل جلي، وهو يسألني وبلهجته الالقوشيه عن منْ أكون ، وقبل أن أجيبه، أمطرته بأسئلتي كأي عراقية، حين تلحُ بأسئلتها عن شخص تعتز به وربما دون تراه مثل حالتي ، سألته عن صحته وكررت السؤال أكثر من مرة ، شكرني وكرر سؤاله عن من أكون ، وعندما أخبرته ، من إنني أبنه سعيد عيسى ، ملأني غبطة وإعتزازا ً بأبي ، حين قال أهلا بنتي ، كان أبوك من أعز طلابي، وواصل يكيل المديح لأبي ،كنت أشعر أنني ليس فقط أسمعه ، وإنما أراه ، أحسست كم انبسطت أساريره ، وهو يسمع صوتي ، وازدادَ فرحا حين أبلغته عن رغبة والدتي ، في التحدث معه ، ومن أجوبة والدتي على أسئلته ، شعرت كم من الحنان يريد أن يمنحنا هذا الإنسان ، لم يذكر شيئا عن استشهاد والدي ، ولكن بدفق الحنان الدافئ الذي منحني ، حاول أن يجسد اعتزازه باستشهاد والدي، وبالصفات التي ذكرها عنه ، حاول أن يزرع التمسك في روحي ، بالمبادئ التي من اجلها استشهد والدي.
لك مني ألف سلام، أيها الإنسان الذي أعاد إلى روحي، ذلك الدفء الأبوي، الذي افتقدته باستشهاد والدي.
#سُلاف_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟