أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد المحيسن - مراكز البحث الأميركية والمكارثيون الجدد














المزيد.....

مراكز البحث الأميركية والمكارثيون الجدد


جهاد المحيسن

الحوار المتمدن-العدد: 703 - 2004 / 1 / 4 - 12:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بإقرار مجلس النواب الأميركي يوم الحادي والعشرين من تشرين أول الماضي مشروع القانون الذي يطلب من الدوائر والمؤسسات البحثية الدولية في الجامعات الأميركية  إظهار المزيد من الدعم للسياسية الخارجية لأميركية التي تنتهج حيال المنطقة العربية، تكون مفهومة وموضوعة الديمقراطية في الولايات المتحدة بشكل عام والديمقراطية الأكاديمية والبحثية بوجه خاص، قد دخلت منعطفا خطيرا يؤكد أن الواقع" المكارثي" الجديد الذي فرضه اليمين الحاكم والممتدة جذوره إلى  خارج الإطار السياسي الذي نعهده ، يهدد مختلف جوانب الحياة العامة والثقافية في المجتمع الأميركي، وان التضييق الجديد سوف يعصف بالمؤسسات البحثية والأكاديمية الأميركية ويجعلها رهينة التصورات اليمينية الجديدة للعالم.
فقد تمت الموافقة على القانون المذكور  بعد أن قدم العديد من الأكاديميين والباحثين شهادات تبين أن هناك تأثيراً سلبياً وضاراً لفكر المفكر الراحل " إدوارد سعيد" على دوائر الدراسات الشرق أوسطية ،ومصدر الخطر في ذلك القانون الذي تم إقراره يبين بشكل واضح طبيعة المكارثية الجديدة التي تتشكل في الولايات المتحدة ، تلك المكارثية التي تحمل طابعا ذا توجهات صهيونية معادية للعرب على وجه الخصوص، وكذلك على الحريات العامة والأكاديمية للمواطن الأميركي، وتؤكد العودة إلى النسق الكولنيالي في التفكير الاستراتيجي الأميركي ، الذي عانى منه العالم الثالث في القرنين الثامن والتاسع عشر  والذي عراه المفكر " إدوارد سعيد" بعد نشره كتابه الشهير حول " الاستشراق"   .
ومشروع  ذلك القانون والذي حاز على إجماع في التصويت من قبل الكونغرس يطلب وبشكل واضح من الجسم الأكاديمي الأميركي كله دعم السياسية الخارجية الأميركية ، ورفض تبني ذلك القانون من قبل المراكز البحثية يعني وقوعها تحت طائلة حجب المساعدات المالية عن أي جامعة ترفض الانصياع لذلك القرار ، أليست تلك" مكارثية" جديدة تهدد المشروع الديمقراطي العالمي ، وتطيح بمؤسسات البحث العلمي ومع التأكيد أن العلم ليس محايدا ،وان البحوث الإنسانية بشكل خاص ليست محايدة، ولكنها تسعى في بحثها عن الحقيقة ان تبدي قدرا اكبر من الموضوعية في طروحاتها حتى تصبح مقبولة للمتلقي والباحث على حد سواء!
وقد بدا أن الكونغرس الأميركي قد شهد صيفا ساخنا حول هذا الموضوع فقد سمع العديد من الشهادات التي قدمها منظرو هذا التيار المكارثي  وكان من أبرزهم " ستانلي كيرتز" الذي أكد أن الدعم المادي لتلك الكليات اسهم في تعميم نقد مضاد لسياسة أميركا الخارجية ، ومع أحداث 11 أيلول 2001 ظهرت على السطح عداوة كبيرة بين جزء ليس يسيراً من الأكاديميين الأميركيين المهتمين بالدراسات الشرق أوسطية وبين الإدارة الأميركية والهيئات الأكاديمية التي تدور في فلكها فقد نشرت زوجة نائب الرئيس الأميركي "لين تشيني" ، بالاشتراك مع النائب الديمقراطي "جوزف ليبرمان" دراسة موسعة تحت عنوان" دفاعا عن الحضارة: كيف تفشل جامعاتنا وما العمل" ، تضمنت وصفا يبين ذلك القصور للجامعات، وعجزها عن تنشيط الروح الوطنية ووصفت الدراسات الجامعات بأنها " الحلقة الأضعف في الحرب على الإرهاب" .
وفي الوقت نفسه ظهر كتاب " مارتن كريمر"ابراج عاجية في الرمل : فشل دراسات الشرق الأوسط في أميركا" والذي وصف فيه سقوط الأبحاث الأكاديمية ووقوعها في فخ " الرومانسية العالمثالثية" ، وإغفالها للأخطار الأيديولوجية المتنامية في العالم الثالث وعلى وجه الخصوص منطقة الشرق الوسط ، ويرى كريمر ان الباحثين في هذه المراكز عندما يصفون السياسة الخارجية الأميركية بالفشل إنما يعبرون عن فشلهم هم وسعيهم لإفشال السياسة الخارجية الأميركية ، ونتيجة للعدوانية التي يضمرها كريمر الأميركي – من اصل إسرائيلي والذي شغل منصب "مدير مركز موشي ديان للدراسات لإفريقية والشرق أوسطية في جامعة تل أبيب " فقد كافأه الرئيس" جورج بوش" وعين أحد المقربين له والمتبنين لأطروحته " دانيال بايبس" مديرا لمركز" السلام الأميركي"، الذي بداء حملته المكارثية الجديدة والواسعة النطاق  والتي طالت الأساتذة الجامعيين والطلبة والباحثين على طول الولايات المتحدة، بل ان مركز" السلام الأميركي" الذي يديره دانيال بايبس" طلب من الطلبة الدارسين في مجال دراسات الشرق الأوسط كتابة التقارير عن"سلوك"أساتذتهم؟
وخطورة ذلك القانون تكمن أيضا في أنها تطلق يد اليمين الديني الأميركي المتطرف  للتحكم في مسار الأبحاث والدراسات التي تكتب عن منطقة الشرق الأوسط" العالم العربي تحديدا" ، مما يؤكد على طبيعة التدخلات السافرة لتلك الإدارة في كل شؤون الحياة العامة الأميركية بل ان انه حوى في بعض بنوده نقاطاً واضحة توصي بتعيين ممثل عن وكالة الاستخبارات المركزية  وأخر من" أف.بي .آي"  في فريق لمراقبة ومواكبة النشاط الأكاديمي كله!
ماذا يعني ذلك أليس هو التعبير عن سقوط إلى الهاوية ولانحدار بالمكتسبات الديمقراطية الأكاديمية التي كان يتمتع بها بعض الباحثين في تلك المراكز؟ أليس المستفيد الوحيد من هذا الانحدار في الديموقراطية الأكاديمية والبحثية اسرائيل، التي تريد ان تروج لوجهة نظرها الوحيدة في شكل الصراع العربي الإسرائيلي؟  وكيف ان الحرب المزعومة على " الإرهاب" التي يقودها اليمين الحالي طالت المكتسبات الديمقراطية الاميركية ذاتها، وجعلت من الحرب على الإرهاب ذريعة لخلق مكارثية جديدة تعصف بالمجتمع الأميركي خصوصا والعالمي عموما!
والأبطال الحقيقيين لهذا المشروع كما يشير الدكتور"الخالدي"الذي عين كرئيس  لكرسي الراحل "إدوارد سعيد" للدراسات العربية في جامعة كولومبيا ان أبطال هذا المشروع هم أنفسهم  الذين دعوا الى الحرب على العراق لاسباب تبين بكل وضوح أنها واهية ومختلقة.



#جهاد_المحيسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحداثة كنقيض لقيم السلفية
- في نقد الخطاب الديموقراطي الغربي


المزيد.....




- الكونغو الديمقراطية: مصرع 50 شخصًا على الأقل في حريق قارب شم ...
- برفقة ابنته.. كيم جونغ أون يدشّن مجموعة جديدة من المباني الس ...
- بوتين يهنئ تروفانوف بإطلاق سراحه من قطاع غزة ويقول: علينا إب ...
- بيسكوف: بوتين وويتكوف لم يناقشا الملف الإيراني في اجتماع بطر ...
- وسائل إعلام: إيقاف ثالث مسؤول في البنتاغون عن العمل على خلفي ...
- مفتي مصر السابق يثير تفاعلا بحديثه عن هجوم 7 أكتوبر
- ربما هناك أمل.. ماسك يشيد بقرار المحكمة العليا البريطانية حو ...
- حكومة نتنياهو تصف الوضع بالـ-خطير على أمن إسرائيل- وتتحرك لإ ...
- إعلام: الرسوم الأمريكية قد تكلف ألمانيا نحو 290 مليار يورو ب ...
- دوديك: على الغرب التوقّف عن شيطنة روسيا و محاولة فهم ما تريد ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد المحيسن - مراكز البحث الأميركية والمكارثيون الجدد