تصحيح التاريخ العربي والعبري 2

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2265 - 2008 / 4 / 28 - 10:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ما زلنا حين نقرأ التاريخ نعتقد أنه مصدر غير تشريعي رغم أنه أكبر مصدر تشريعي للقوانين الإجتماعية وغير الإجتماعية .
فعاداتنا وتقاليدنا منسوبة إلى أنفسنا بالخطأ وهي ليست لنا بل هي تعود لأكثر من 2500عام أو 3000عام ولأننا لا نطور في حياتنا فهذا دليل على أننا ما زلنا نتمسك بأوهام قديمة ولا نطور في حياتنا أو في لغتنا فما زلنا نستعمل ألفاظ قديمة ولغات قديمة ولهجات قديمة .
فإستعمال كلمة بعل وبعلية كما سنرى لا تعود لجذور دينية إسلامية أو يهودية أو مسيحية نصرانية بل تعدو لجذور أبعد من ذلك
فهل نعرف مثلا أن إسم الفينيقيين لقب أطلقه اليونانيون على الكنعانيين ؟
نعم الفينيقيين لقب أطلقه اليونان على الكنعانيين وتعني (صناع الإرجوان أي اللون الأحمر )فقد كان الكنعانيون بارعون بصناعة مثل تلك الأصباغ الإرجوانية وكانوا يصنعونها من محار الصدف(الموريكس-murix(.

وكان الكنعانيون يعتبرون إيل الإله الأعظم أما بالنسبة للإله بعل فقد كان يأتي في الدرجة الثانية كونه يتحكم بمياه الأمطار وكان للإله بعل أيضا إبنا إسمه (عليان) وأخت لعليان إسمها (عنات) أي أنات وتلفظ أحيانا أناث ومنها إشتق العرب لفظ الإناث .

فالكلمة التي نطلقها على الإناث تعود بالأصل إلى إبة بعل وهي أناث أو أنات أو عنات وإنه لمن المعروف عندنا في لهجاتنا العربية أننا نقوم بتغيير وتبديل في الأحرف القريبة المخارج من بعضها البعض فهنالك لهجات تبدل العين همزة وهنالك لهجات تبدل الهمزة عينا .
وهذا التغير في اللهجات هو السبب الذي نحن بصدده اليوم حيث كلمة أنات أو عنات أو أناث كلها قريبة المخارج من بعضها البعض .

ويجب علينا أن نعلم أننا نطلق كلمة البعل والبندوره البعلية وعلى المزروعات الصيفية صفة مزروعات بعلية وهذه الكلمة لا أحد يعرف معناها غير القليل فإننا ما زلنا نمارس عادات وتقاليد شرقية قديمة لها صلة بالأساطير القديمة .
إن كلمة بعل تنسب أصلا إلى الإله بعل المسؤول أمام أبيه الإله إيل عن مياه الأمطار فكان سكان شمال الأردن وأورشاليم وبلاد الشام يعتمدون في فصل الصيف على زراعة مزروعات يسقيها الإله بعل بالأمطار ولهذا السبب كانوا يطلقون على كل شيء ينبت في الصيف لقب (بعل -أو- بعلي_أو_ بعليه-) وهكذا مارس الإنسان الشرقي تلك العادات والتقاليد ونسي الجذر الحقيقي لها نظرا لغياب عنصر التدوين والتأريخ وبهذا يصبح التاريخ الإنثربولوجي والتاريخ الإركيولوجي نسقا مهما لنا لمعرفة عاداتنا وتقاليدنا .

ومن هنتا على المؤرخين اليوم أن يعيدو النظر بتقييم تاريخنا وتصحيحه لكي يأخذ مسارا حقيقيا في التاريخ والمستقبل القادم .
إن الأمم كافة عرفت كيف تقرأ تاريخها وبهذا أرست بقراءتها الحديثة أسس قواعد النهضة العامة لها ولشعبها .
إن عاداتنا وتقاليدنا تعود أصلا في أغلبها لعادات الفينيقيين والكنعانيين التي ترسبت في أذهاننا كخيط رفيع إمتد على طول المسار التاريخي قبل ظهور الديانات الثلاثة الكبرى .

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات