أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - الهاجس الأمني وراء السعي للحصول على السلاح النووي















المزيد.....

الهاجس الأمني وراء السعي للحصول على السلاح النووي


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 2264 - 2008 / 4 / 27 - 05:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا نختلف جميعنا أن الأسلحة النووية والمحرمة دولياً تشكل خطراً حقيقياً لا على الوجود البشري فحسب بل على جميع الكائنات الحية وهو ما يعني فناء الحياة بمختلف أشكالها، ومنذ أن كشف النقاب عن اكتشاف القنبلة الذرية استخدمت من قبل الولايات المتحدة الأمريكية في اليابان وهي أول دولة تستخدم هذا السلاح الرهيب بدون داعي ولا حاجة لهُ لان الحرب العالمية الثانية كانت على وشك أن تضع أوزارها ماعدا بعض المقاومة هنا وهناك فأدى إلى قتل وجرح عشرات الآلاف من اليابانيين وأكثريتهم من الشيوخ والنساء والأطفال والعجز فضلاً عن تلويث نووي حمل الموت البطيء للذين يصابون به وقد أدى إلى تشوه حتى الأجنة في بطون أمهاتها وما زالت أثاره مستمرة إلى الآن، فضلاً عن التدمير الواسع النطاق للبنى التحتية قلما كان له مثيلاً ولم تكتف الولايات المتحدة بهذا القدر من الاختراع بل وسعته إلى أنواع جديدة أكثر فتكاً وقتلاً وتدميراً وتفننت في اختراع القنابل التي تقتل الكائنات الحيّة فقط دون المباني الصناعية والسكنية والخدمية وقد تبعها الاتحاد السوفيتي السابق بسبب هاجسه الأمني بتوجيه ضربة استباقية نووية لهُ في اختراع وتطوير هذه الأسلحة إضافة على امتلاكها من قبل بريطانيا وفرنسا ولاحقاً الصين الشعبية وهكذا بقى هذا السلاح محصوراً في هذه الدول واعتبر فترة من الفترات عامل للتوازن الدولي ومنعت الدول الأخرى من الحصول عليه بأي طريقة مخافة من انفلات غير محسوب يؤدي إلى حرب نووية شاملة ، كما نشأت معاهدة دولية لمنع انتشار هذا السلاح ووقَعت عليها أكثرية دول العالم ما عدا إسرائيل وبعض الدول لكن الفترة ما بعد قيام دولة إسرائيل واستحواذها على الأراضي الفلسطينية بدأ الحديث في وسائل الإعلام العربية وتصريحات البعض من المسؤولين العرب عن امتلاك إسرائيل للقنبلة النووية وحتى انه ذكر بأنها تمتلك حوالي ( 200 ) رأس نووي بالتعاون مع حكومة البيض العنصرية في جنوب أفريقيا حينذاك ولسنا هنا بصدد صحة أو تكذيب ذلك فانا مثلاً لا اكذب ولا اصدق هذه الأخبار، لا اكذب من جهة لأن الولايات المتحدة الأمريكية الحليفة المتزوجة علناً من دولة إسرائيل تستطيع أن تُخزن سلاحها النووي في الاراض الإسرائيلية وبخاصة وجود المواقف المتضادة من الاتحاد السوفيتي السابق وارتباط مصالحها بالثروة النفطية العربية، أما إسرائيل فبدورها لا تمانع من وجود أسلحة نووية لأسباب كثيرة منها الحفاظ على أمنها وتهديد وإخافة الدول العربية، من الجهة التي لا اصدق فيها هي قضية التلويث النووي للمنطقة لو جرى استعمال هذا السلاح الفتاك من قبل إسرائيل ضد دمشق أو القاهرة أو عمان أو بيروت أو بغداد...الخ فالتلوث سوف يلحق أضراراً لا تقل عن أضرار الاستعمال المباشر ضد منطقة معينة وهو بالتأكيد سيلحق أضراراً بالإسرائيليين أكثر من العرب الذين يمتدون من المحيط إلى الخليج وسوف تتلوث أكثرية مياه الخليج والبحرين الأبيض المتوسط والأحمر وتكون المنطقة شبه جحيم مما يضر النهب الاستعماري الذي يسيل لعابه لخيرات المنطقة وبخاصة بترولها.
إن نشر أخبار امتلاك إسرائيل السلاح النووي عزز الموقف الساعي من قبل بعض الدول على امتلاكه تحت طائلة ظروف وحجج وبراهين في مقدمتها وجود تهديد لأمنها ولخلق توازن يجعلها في مأمن من الاعتداء الخارجي وهذا الشيء دفع الهند وباكستان للسعي منذ فترات طويلة على امتلاك السلاح النووي وهو ما حصل مؤخراً مما زاد القلق بين شعوب المنطقة وشعوب العالم لوجود العداء التاريخي والنزاع حول قضية كشمير، هذا السعي كان يجري من قبل بعض الأنظمة العربية وفي مقدمتها حينذاك نظام صدام حسين والنظام الليبي وكوريا الديمقراطية ثم إيران إلا أن احتلال وسقوط النظام ألصدامي واستسلام القذافي وتسليم أوراقه للولايات المتحدة وتراجعه عن برنامجه النووي أدى إلى تخفيف الهجمة وتوجيه الاتهامات له بمساندة الإرهاب أما إيران التي أصبحت في فوهة المدفع أكثر من السابق فان سعيها لامتلاك هذا السلاح يدل على هاجسها الأمني بوجود خطر التدخل والاعتداء عليها ليس فقط من قبل الولايات المتحدة الأمريكية فحسب وإنما إسرائيل أيضاً المالكة للسلاح النووي وبالتالي جعلها تدرك أن الاحتلال العسكري الذي قيل انه انتهى بانتهاء المرحلة الكولونيالية العسكرية عاد أقوى من السابق ويأتي مثال احتلال العراق ليؤكد هذه الحقيقة ، حقيقية أن الإمبريالية وأساليبها المختلفة لم تنته وهي تستطيع العودة إلى أسلوب الخيارات العسكرية مطبقة النهج الكولونيالي القديم وما زالت الشعوب تعاني من عنجهية هذه السياسة العدوانية ونلاحظ الاتجاه الجديد الساعي لامتلاك المفاعلات النووية بادعاء الاستفادة من الذرة سلمياً إلا أن الغائب عن البال أن إمكانية تطوير مثل هذه البرامج إلى تصنيع الذرة عسكرياً ممكناً في ظروف التقدم العلمي والتطورات الكبيرة في مجال الفيزياء والكيمياء النووي وعلم الالكترونيات وإمكانية الحصول على السرية فيها وتتجه دولاً عديدة وفي مقدمتها مصر وأخبار عن نية المملكة العربية السعودية في الظروف الراهنة هذا التوجه ونرى الضجة الجديدة حول اتهام سوريا بالسعي للحصول على هذا السلاح بإنشاء مفاعل نووي على حد اتهامات الولايات المتحدة الأمريكية لها وقيام إسرائيل بدعم أمريكي بتنفيذ غارة جوية ضده بينما نفت سوريا وجود مفاعل نووي على أراضيها وذكرت أنها وقعت على معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي، بينما خرست ومازالت تخرس أمريكا وغيرها من الدول المالكة للسلاح النووي عن البرنامج النووي الإسرائيلي على الرغم من الفضح الذي أثير قبل سنين بان إسرائيل تمتلك مثل هذه الإمكانية .
على ما يبدو أن حافز امتلاك السلاح النووي والسعي الحثيث لإيجاد طرق وأساليب للتوصل إليه سوف يستمر ما دام الهاجس الأمني موجود والتهديد باستخدام القوة نتيجة للسياسة العدوانية ذات المكيالين التي تنتهجها الولايات المتحدة وحلفائها ودفاعهم المستميت غير المبرر ولا الموضوعي عن الأخت إسرائيل وسياستها العنصرية" انصر أخاك ظالماً أو مظلوما " وهذا السعي الذي يأخذ أشكالاً مختلفة إذا لم تحدث تطورات جديدة لكبح العدوانية العسكرية والتهديد باستخدام القوة والسلاح النووي سوف يتكلل بالنجاح في يوم ما مهما طال الزمن إلا إذا كشفت إسرائيل عن برنامجها النووي ووقعت معاهدة الحد من انتشار السلاح النووي وتخلت الدول التي تمتلك هذا السلاح عن برامجها العسكرية باتجاه القضايا السلمية عند ذلك سيخف القلق ولا ينهيه لدى الدول و الشعوب المحبة للسلام، ونؤكد " لا ينهيه " بسبب الجوهر العدواني للرأسمالية الاحتكارية وإصرارها على بقاء الأحلاف العسكرية وسباق التسلح وتطوير الأسلحة النووية بهدف السيطرة والاستغلال والهيمنة .





#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خرق حقوق الإنسان لطالبي اللجوء في السويد والنرويج
- نشأت الدولة ووظائفها ليس بالخدعة او من خلال اصطدام سيارتين
- الصراع الإقليمي والدولي وتصفية الحسابات على الساحة العراقية
- الكرد الفيليون بين المواطنة والحقوق المغتصبة
- مواقف التحالف المتناقضة
- القمة العربية الاعتيادية العشرون وماذا بعد؟
- جزر الإمارات العربية تطابق بين موقفين
- حزب شيوعي عراقي طائفي بعد 74 عام
- كركوك وتفجير العراق
- هل إسقاط النظام والاحتلال جاء نتيجة حرب تحرير شعبية؟
- نوروز يغني لعيون الورد
- القوى الوطنية الديمقراطية وعنق الزجاجة
- شعار التخلف : نحذر المرأة العراقية من التبرج والسفور
- وبقى السؤال يحاوره الجواب
- الأوضاع الصحية المأساوية والفساد المالي والإداري
- تداعيات الوضع الحالي ومستقبل القوى الوطنية الديمقراطية
- البطاقة التموينية سلة الفقراء العراقيين الغذائية
- الانتخابات ولعبة الديمقراطية المطلوبة
- التعديل أو إعادة تشكيل الحكومة مطلب وطني ملح
- مَنْ يدافع عن الأرض العراقية المستباحة؟


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - الهاجس الأمني وراء السعي للحصول على السلاح النووي