نحلم ...........

حسن إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 2263 - 2008 / 4 / 26 - 05:45
المحور: الادب والفن
    

نحلم عندما تقشعر أرواحنا فجأة قشعريرة الرقص الملائكي ونحن على مسرح الروتين اليومي
نحلم عندما يفاجئنا ندى دموعنا المستحي والمتأخر بالسقوط
من زوايا عيوننا المتصحرة منذ زمن
نحلم عندما نعبر أمام ما لا يمكن العبور عليه عبور الكرام
دون أن تستيقظ حواسك الكامنة السادسة منها والسابعة والثامنة و....
نحلم عندما يأتيك الوحي في صورة لم تراها من قبل ولم تخطر على قلب إنسان
نحلم عندما ينشق حجاب قلبك فتواجه القمر متلبساً في ذات الفعل
ذات فعل الجنون .. ذات فعل الشجون
نحلم عندما نلمس هدب ثوب البحر الذي تعودنا لمسه دون ارتواء سنيناً
وفجأة نرتوي دون إذن .. دون شرط .. دون مقدمات
نحلم عندما نولد من جديد ونحن في سن الشيب .. في سجن العجز عندما نتمخض دون ألم
نحلم عندما نحلم دون أن نحتاج لتفسير .. دون أن نرتبك .. دون أن نتردد
دون أن يكون نير الحلم ثقيل يحني الروح
نحلم عندما نسبح في نهر لا يـُعبر
ولا يتوقف فيه الغرق
ولا يبخل عليك بطوق نجاة
نحلم عندما تكتمل وتـُنحت خريطة وطنك الصغير " بيت ووردة وقلب وعلم "
نحلم عندما نـُستر ستراً ليس من هنا .. بلا ثقوب
عندما نـُحتضّن .. حضن لا يـُخبيء أسفل جلده ثعالب صغيرة
عندما تكون حتى لدغة سمه .. ترياق
ترياقك المنشود .. ووترك المشدود برفق

نحلم عندما نـبرأ في مرآة عين آخر من برّص الأرض
عندما نسكن في حدقة تشبع مسامك .. عظامك .. روحك بالأمان
نحلم عندما يأخذ نبض قلبك شهيق عميق .. وتغمض عينيك دون قلق
وتترك أناملك بين راحتي آخر .. ولا تعود تنظر للوراء حيث يأخذك نحو مشيئة الحلم
نحلم عندما نضيء الشمع في ليل ليس حالك التوجه
وأسفل أقدام أيقونة غير صنمية الألوهه
وتحت سماء غير نحاسية الأصغاء .. نحلم
نحلم عندما يأتينا هذا النوع من البرق ليضيء قلوبنا للأبد
وليس لبرهة خادعة .. نحلم ..
نحلم عندما نصمت صمت الأسفار المجازي
ونرى رؤى البصيرة
وتسقط غشاوة الروح الضريرة
نحلم عندما نصير كالأطفال

عندما نحلق كالطيور
عندما نرقص كالآيائل
عندما نحترق كالفراشات .. نحلم
نحلم عندما نحاول أن نبدأ من جديد رغم كل النهايات
عندما نقدس الفجر
عندما لا يكفيننا الفشل
عندما نقدر أن تقول لا في وجه من قالوا أسجد
نحلم عندما نغلق أبواب الجنة
دون تردد .. ونلقي بمفتاح النار في بحر النسيان
ونقرر أن نكون
نحلم عندما نصبح مسئولين إلى حد النخاع
مناضلين إلى الدرجة القصوى
محبين إلى درجة الغليان
أحرار إلى درجة الإنسان
نحلم

#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات