أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بيسان عدوان - 2003 فيلم أمريكي طويل















المزيد.....

2003 فيلم أمريكي طويل


بيسان عدوان

الحوار المتمدن-العدد: 700 - 2004 / 1 / 1 - 03:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عام 2003 لا ينسي في التاريخ العربي الحديث ، ففي هذا العام دخلت المنطقة العربية في سبات عميق إلي مدي غير معروف ، يمكن أن نقول أن المنطقة العربية ستشهد بداية الدخول في عصر النيو كولونيالية جديدة حيث سيصوغ مفهوم الشرق أوسطية التي تحدثت عنها الولايات المتحدة الأمريكية في بداية التسعينيات من العقد الفائت ، هذه الشرق أوسطية التي تعتمد علي الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ما هي إلا ابنة شرعية للعولمة الرأسمالية ولكن الأمر الأهم في هذه الشرق الأوسطية هي اندماج إسرائيل في المنطقة عبر مشروعات التسوية السلمية ليس هذا فحسب بل أن الشرق أوسطية ستتزعمها إسرائيل باعتبارها الأكثر نفعا في المنطقة حيث التطور التكنولوجي والاقتصادي بجانب أنها نتاج الحضارة الغربية وعلي الأخص الأمريكية وهي المنوطة أكثر من غيرها في المنطقة بإحداث هذه التغييرات الجذرية .

عام كإرثي  بدأ بموت النظام العربي ، سقطت فيه بغداد، نهب آهل بغداد مدينتهم احرقوا مكتبتها الجميلة وسرقوا متحفها العريق، فيما وقف فيه الجنود الامريكيون المدججون بالسلاح ينظرون إلي الفوضي التي عمت بعد انهيار نظام صدام حسين وانتهي في الرابع عشر من ديسيمبر باعتقال صدام حسين وإظهاره كمتشرد ، أشعث ، هزيل وتنتهي الصورة بإنزال هزيمة نفسية مدمرة للعرب جميع.

2003 فيلم أمريكي طويل بدا بالتفتيش عن أسلحة تدعي أمريكا أن العراق كان يملكها وانتهي بالتفتيش عن أسلحة دمار شامل قالت ليبيا أنها قررت التخلص منها والخروج نظيفة، وبدأ العام بحمام القتل الاسرائيلي في فلسطين ولا زال مستمرا، وكل مرة يقدم فيها فلسطينيون علي الرد تخرج أمريكا شاجبة الفعل الفلسطيني، وتصمت عندما يقوم شارون بحرث قطاع غزة، مصادرة الأراضي الفلسطينية والقتل المجاني للسكان. كان عام 2003 سيئا بكل المقاييس فسورية عوقبت واقر مجلس الشيوخ الأمريكي قانونا لمحاسبتها، كما مارست الإدارة الأمريكية كل أصناف التهديد علي سورية التي اتهمت بدعم المتطوعين العرب وايواء بقايا النظام العراقي السابق ،و دخلت فيه السعودية حربا طاحنة مع الاسلاميين، واجبرت علي تعديل مناهجها الدراسية ووضعت الكثير من دعوات الإصلاح علي الرف، كما تعرضت فيه السعودية لهجمات مدمرة من القاعدة حيث تم تدمير مجمع في الرياض، ودخلت البلاد دوامة من الحرب السرية بين القاعدة وقوات الأمن، وقتل من قوات الأمن السعوديين اكثر من ثلاثين في عمليات لا تزال مستمرة في كل أنحاء المملكة كل هذا بدعوى محاربة الإرهاب الذي رفعت شعاره الولايات المتحدة بعد أيلول 2001 والإصلاح الذي يهدف إلي وقف العنصرية بأشكالها المختلفة حتى لو استدعي ذلك حذف القرأن الكريم كله. وتحت ضغط من أمريكا سمحت السعودية لأول مرة للمحققين الأمريكيين من المخابرات سي اي ايه ومكتب التحقيقات الفدرالي اف بي اي بالعمل مع المحققين السعوديين. وفي الوقت نفسه تعاظمت دعوات الإصلاح السعودية، حيث قدم اكثر من مائة مثقف وثيقة للأمير عبد الله في 23 كانون الأول (ديسمبر) 2003، وقبلها طالب 300 مثقف بتسريع جهود الإصلاح، فيما تقدم مثقفون في 30 كانون الثاني (يناير) بوثيقة دعت إلي اصلاحات دستورية وسياسية في البلاد، كما دعا مثقفون شيعة إلي إدخالهم في المعادلة السياسية السعودية، وضمان حقوق المواطنة لهم علي قدم المساواة مع بقية المواطنين السعوديين. ودعوا إلي الاعتراف بممارستهم الدينية، وحقهم بتدريس الكتب الدينية المعترف بها في الطائفة الأمامية. وجاءت الوثيقة علي خلفية الاحتلال الأمريكي للعراق والتغييرات التي حدثت في البنية السياسية العراقية. ولهذا قامت بحملة لإعادة تأهيل الوعاظ في المساجد. وقامت بتعديل المقررات الدراسية حيث حذفت الكثير من الفقرات التي اعتبرتها أمريكا تدعو لكراهية اليهود والنصاري. وفي تطور لاحق قيل أن السعودية قررت إغلاق كل الملحقات الدينية التابعة لسفاراتها في الخارج. وعلي الرغم من ذلك نجحت جماعات معارضة للنظام السعودي بتنظيم عدد من التظاهرات التي تمت في تشرين الأول (اكتوبر)، ونفذت جماعة الإصلاح المعارضة في لندن عددا من التجمعات في المدن السعودية، خاصة جدة والرياض.
وعقدت السعودية أول مؤتمر لحقوق الإنسان، لم تدع إليه منظمات دولية، مثل امنستي، أقامت عددا من منابر الحوار للتصدي لنزعات التطرف في السعودية، فلأول مرة شارك ممثلون من شيعة السعودية في هذه الملتقيات. ودعت السعودية في تشرين الأول (أكتوبر) لأجراء أول انتخابات محليــــة محددة.

 إما بالنسبة للإسرائيليين والمحافظين الجدد الذين يريدون إعادة رسم المنطقة من جديد يعتبر انتصارا، حيث  قامت  إسرائيل ببناء جدار فصل يشبه الجدار الذي اقيم بعد الحرب العالمية الثانية رغم اعتراضات القوي الغربية علي استحياء ، ومشروعات التسوية بمبادرات عربية ، لهذا خرج المحللون الإسرائيليون للقول إن عام 2003 هو العام الذي حسم فيه الصراع في المنطقة العربية، لصالح أمريكا وحليفتها العزيزة إسرائيل

ماذا حدث لنا

 ما حدث هو هزيمة النظام العربي، حيث تراجع دور مصر سواء في محادثات السلام وخريطة الطريق الأمريكية التي ماتت قبل اعلانها، وتراجع دورها في افريقيا حيث وقفت مصر متفرجة علي ما يحدث امام ناظريها في المحادثات التي جرت بين النظام السوداني والجبهة الشعبية لتحرير السودان بزعامة جون قرنق، ورعاية أمريكية.، ورغم الجهود التي بذلتها مصر في التوصل لهدنة فلسطينية، ألا أن شارون افشل كل الخطوات المصرية. وظلت مصر لاعبا خجولا، ومراقبا في الأحداث التي ضربت العالم العربي، خاصة بالعراق. ولكن الحدث الأهم مصريا هو صحة الرئيس المصري حسني مبارك الذي أصيب بوعكة أثناء إلقائه خطابا امام البرلمان المصري، في 19 تشرين الثاني (نوفمبر) وانقطع عن النواب 45 دقيقة ليعود مرة ثانية ويلقي خطابا قصيرا، وفتح الحادث الباب للحديث عن صحة الرئيس مبارك وموضوع خلافته. كما تعرض وزير الخارجية المصري احمد ماهر إلي رشق بالأحذية عندما زار الأقصى بعد اجتماعه مع ارييل شارون، في 22 كانون الأول (ديسمبر)
 أما ليبيا فقد سوت ملفاتها مع الغرب، ووافقت علي دفع تعويضات لعائلات ضحايا طائرة لوكربي التي فجرت فوق مدينة لوكربي الاسكتلندية في 1988، وبلغت قيمة التعويضات 2.7 مليار دولار أمريكي ، إلا إن مفاجأة نهاية العام التي قدمها الرئيس الليبي القذافي هدية أعياد الميلاد عندما اعترف بوجود أسلحة دمار شامل في بلاده ووافق علي السماح لفرق التفتيش بتفتيشها، واعتبر الانقلاب الليبي، رحمة سماوية لرئيس الوزراء البريطاني بلير والرئيس الأمريكي جورج بوش، الذي لم يفق بعد من فرحة القبض علي صدام حسين، وبذلك منحت ليبيا التي قالت إنها استبدلت السيف بالمحراث خيط النجاة لبريطانيا وأمريكا بعد فشلهما بالعثور علي أسلحة دمار شامل في العراق والتي كانت سبب للحرب. وكان اعتراف ليبيا علي الأقل الرمزي، مدعاة للسخرية، فدولة قالت أمريكا أنها تملك أسلحة دمار شامل، تعرضت للاحتلال ومع ذلك لم يعثر عليها، فيما قالت دولة لا تملك الأسلحة أنها تملكها ولقيت الترحيب. واعتبر الاعتراف الليبي نهاية لتسوية الملفات العالقة مع الغرب، لوكربي، دعم الإرهاب، وأسلحة الدمار الشامل.
 في 2003 تحولت منطقة الخليج العربي إلي ترسانة من الأسلحة الأمريكية والبريطانية، فقبل موعد الغزو الأمريكي علي العراق تم حشد 150 الف جندي امريكي، اضافة إلي 12 الف جندي بريطاني، فيما تحولت معظم اراضي دولة الكويت إلي معسكر ممتد للقوات الأمريكية والبريطانية. وبحلول آذار (مارس) قامت أمريكا بنقل مقر قيادتها الوسطي من أمريكا إلي قاعدة السيلية في قطر بعد أن فشلت في إقناع السعودية باستخدام قاعدتها العسكرية الأمير سلطان الجوية قرب الرياض، كما فشلت بالحصول علي دعم تركي للغزو. وبدأت العملية العسكرية في 19 آذار (مارس)  وما هي إلا أيام معدودة عاش الوطن العربي بمؤيده ومعارضيه للنظام العراقي قلق وتوتر حتى سقط النظام العراقي، وخرج صدام من بغداد ليبدأ رحلة اختباء استمرت ثمانية اشهر وبدأنا نحن رحلة السقوط المتوالي حتى القي القبض عليه في 14 كانون الأول (ديسمبر) 2003 في عملية لم تتضح ملامحها بعد إلا أنها أعطت بوش وبلير، السلاح الكافي لاقناع الرأي العام الشاك بـ عدالة الحرب علي العراق.

فيما احتد الهجوم علي سورية مباشرة بعد انهيار النظام العراقي، حيث قام وزير الدفاع الأمريكي، دونالد رامسفيلد، وبول وولفويتز، نائبه، وكوندوليزا رايس، مستشارة بوش للأمن القومي، بشن حملة علي سورية، واتهموها بإيواء أعضاء في النظام العراقي السابق، وحيازة اموال تعود لصدام ونظامه، وفتحها حدودها للمتطوعين العرب. قامت سورية باتخاذ الإجراءات اللازمة، لتخفيف الضغط الأمريكي، وقام كولن باول في أيار (مايو) بزيارة دمشق، وطلب منها تنفيذ قائمة من المطالب، منها إغلاق مكاتب المنظمات الفلسطينية الرافضة لأوسلو، وإغلاق الحدود مع العراق، وعدم السماح لاعضاء النظام السابق بالاختباء في سورية. ويبدو أن التهديد الأمريكي لسورية، كان يهدف لتحييد سورية عشية الإعلان عن خريطة الطريق التي دشنها بوش في ميناء العقبة الأردني. ومع ذلك تواصلت التهديدات ضد سورية باتهامها بامتلاك أسلحة بيولوجية وكيماوية، وأنها تقوم بمحاولات لامتلاك أسلحة نووية. كما بقي موضوع تسرب المتطوعين من القضايا المثيرة لغضب الأمريكيين مع أن سورية قالت أنها أغلقت كل المعابر، وكل الذين عبروا للعراق عبر سورية قبل واثناء الحرب لم يحظوا بدعم حكومي. وفي حزيران (يونيو) دخلت القوات الأمريكية الخاصة الحدود مع سورية، حيث قالت أنها كانت تلاحق مطلوبين من أعضاء النظام العراقي، وركزت أمريكا علي الحدود مع سورية وذلك لمنع اي مسؤول عراقي من الهروب لسورية. فيما طلبت سورية، من رجل المخابرات العراقي وسفير بغداد في تونس سابقا، فاروق حجازي مغادرة البلاد، حيث اعتقل علي الحدود مع سورية. ووصلت التهديدات لسورية ذروتها في الخريف عندما صوت الكونغرس الأمريكية بقسميه النواب والشيوخ علي قانون لمحاسبة سورية، ووقع بوش رسميا علي القانون في 12 كانون الأول (ديسمبر) 2003 حيث قال اليوم، وقعت علي القانون 1828، قانون محاسبة سورية وقانون اعادة السيادة للبنان لعام 2003 . أعطي احتلال العراق وانهيار صدام، أمريكا ثقة زائدة بالنفس.

كانت سورية وإيران من اكثر الدول التي تعرضت للتهديدات، حيث يدفع قادة في الكونغرس باتجاه تغيير النظام في إيران. فيما انشغلت أمريكا، بالملف النووي الإيراني، ووافقت إيران في كانون الأول (ديسمبر) علي التوقيع علي بروتوكول إضافي يقتضي تفتيشا صارما للمنشآت النووية الايرانية. كما أوقفت إيران وأمريكا في أيار (مايو) 2003 محادثات سرية عبر وسيط ثالث لبحث طرق التفاهم بين البلدين. واحتل ملف أفراد القاعدة المتواجدين في إيران مساحة من النقاش، ففي الوقت الذي نفت فيه إيران بالبداية وجود أعضاء من القاعدة في اراضيها، إلا أنها اضطرت بعد ذلك للاعتراف بوجود أفراد إلا أنها تحتاج للتعرف عليهم. وبعد ذلك أعلن عن قائمة بأعضاء القاعدة الذين سلمتهم إيران لبلادهم أو رحلتهم للبلاد التي جاءوا منها. وزاد النقاش حول أفراد القاعدة بعد تفجيرات مجمع الحمراء حيث قال المحققون السعوديون أن مسؤول القاعدة سيف العدل المتواري في إيران هو الذي اعطي الأمر بتنفيذها عبر الهاتف. وترفض إيران تسليم أفراد القاعدة لأمريكا. وانتهي العام لإيران بشكل كإرثي عندما ضربت هزة أرضية مدينة تاريخية تقع علي طريق الحرير، قرب إقليم بلوشستان في الأسبوع الأخير من كانون الأول (ديسمبر) وقتلت 30 الف مواطن.
 أما في السودان أجبرت الحكومة السودانية التي احتفلت بعامها الرابع عشر بالسلطة بعد ثورة الإنقاذ عام 1989 علي توقيع اتفاق سلام مع الجبهة الشعبية لتحرير السودان، بزعامة جون قرنق، والذي سيتم بموجبه تقاسم السلطة والثروة. وفي هذا السياق أطلقت الحكومة سراح الزعيم الإسلامي حسن الترابي في 13 تشرين الأول (أكتوبر) 2003 بعد حجز إجباري في بيته لمدة زادت عن ثلاثة أعوام

لم ينتهي المشهد بعد :

فلسطينيا، فعام 2003 لم يختلف عن العام الذي سبقه، استمرار الاغلاقات، وحظر التجول، والمداهمات والعمليات الكثيرة التي تفنن خيال الجنرال العنصري شاؤول موفاز باطلاق الاسماء عليها من اجل تفكيك بني الإرهاب ، وشهدت منطقة رفح في جنوب قطاع غزة اعنف العمليات التي قام بها الجيش الإسرائيلي، فقبل عيد الفطر، شرد شارون اكثر من ألف عائلة ودمر مجمعات سكنية. كما شهدت معظم مدن الضفة الغربية اغلاقات ومداهمات. وعلي الرغم من الهدنة التي اتفقت عليها الفصائل الفلسطينية، حماس والجهاد الإسلامي وكتائب الأقصى برعاية المخابرات المصرية، إلا ان شارون لم يستطع التعايش معها، فافشلها في مواصلته استهداف قيادات حماس، حيث اغتالت إسرائيل المسؤول الذي يوصف بالاعتدال اسماعيل ابو شنب في 9 أيلول (سبتمبر) 2003، وحاولت اغتيال عبد العزيز الرنتيسي ومحمود الزهار، وكذلك حاولت استهداف الزعيم الروحي لحماس، الشيخ احمد ياسين. واعتبرت حماس أن شارون تجاوز كل الخطوط الحمراء أعلنت الحرب علي شارون. ومع خرقه الهدنة ومواصلته الاستيطان، قضي شارون علي خريطة الطريق التي اعلن عنها الرئيس الأمريكي جورج بوش، مع رئيس الوزراء الفلسطيني، محمود عباس، وشارون في ميناء العقبة في الرابع من حزيران (يونيو). ولما أفلس شارون من كل الخيارات وجه طائراته نحو سورية، حيث قامت الطائرات بقصف معسكر قالت إسرائيل أن الجهاد الإسلامي تستخدمه للتدريب والتحضير لعمليات ضد إسرائيل وهو ما نفته سورية، حيث قالت أن المعسكر مهجور منذ زمن طويل. وواصل شارون تهديداته بطرد عرفات أو قتله، وقامت أمريكا باستخدام الفيتو ضد مشروع تقدمت به الدول العربية وطالبت فيه بحماية دولية. وفي تشرين الثاني (نوفمبر) قامت مجموعة من المثقفين والسياسيين المتقاعدين بالتوقيع علي وثيقة عرفت بوثيقة جنيف، ويعتبر يوسي بيلين وزير العدل الاسرائيلي السابق، وياسر عبد ربه وزير الاعلام السابق في السلطة الوطنية من أهم الداعمين لها. وجري احتفال في جنيف في سويسرا حضره عدد من السياسيين، بمن فيهم أسامة الباز، أحد كبار مستشاري الرئيس المصري. وبحسب وثيقة جنيف يتم حسم الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين بالتخلي عن حق العودة الفلسطيني، ورسم الحدود بين الشعبين بناء علي ما كانت عليه قبل الاحتلال الاسرائيلي عام 1967 للضفة والقطاع. ولم تحظ الوثيقة بموافقة شعبية من كلا الطرفين. ولكنها كانت تعبيرا عن حالة الفشل التي مني بها الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي وتعنت شارون الذي يريد فرض تسوية ويواصل قتل وتشريد الفلسطينيين في نفس الوقت. وبالنسبة للجدار الفاصل أو الجدار الأمني، فقد كان تعبيرا عن اثر معركة الحرب علي الإرهاب ، حيث اصبح هذا الشعار ذريعة لاغتصاب الأرض ومصادرة الحقوق من السكان بحسب معلقة بريطانية. فمن اجل حماية الكتل الاستيطانية يحاول شارون عبر هذا الجدار الذي يمتد أميالا في قلب المدن والقري الفلسطينية، وادي هذا الجدار إلي اقتلاع آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية، خاصة اشجار الزيتون. ولم تتوقف العمليات الاستشهادية، حيث آدت عملية رائد مسك في 19 آب (أغسطس) في القدس، وعملية مطعم مكسيم في حيفا، نفذتها هنادي تيسير جرادات في 4 تشرين الأول (أكتوبر) لوضع الجناح السياسي لحركة حماس علي قائمة المنظمات الارهابية، وانصاع الاتحاد الاوروبي للضغوط الأمريكية عندما صوت في أيلول (سبتمبر) في لقاء وزراء الخارجية الأوروبيين علي اعتبار الجناح السياسي لحماس منظمة إرهابية. أرادت أمريكا تكميم أفواه الفلسطينيين عندما قام الرئيس بوش في أيلول (سبتمبر) باعتبار عدد من الجمعيات الخيرية العاملة في مجال إغاثة الفلسطينيين جماعات إرهابية، منها جمعية خيرية بريطانية انتربال ، وجمعية فلسطينية في بلجيكا، وجمعية في لبنان. وقررت مفوضية الجمعيات الخيرية البريطانية الإفراج عن أموال الجمعية البريطانية بعد أن فشل مكتب التحقيقات الفدرالي اف بي أي

بتقديم أدلة مقنعة ، فيما لا يزال الرئيس عرفات  محاصرا في رام الله. إلا أن حكومة ارييل شارون المتطرفة، بعد أن يئست من إيقاف المقاومة الفلسطينية، فقد أعلن شارون انه يريد فك الارتباط، وفرض حدود مع المناطق الفلسطينية، وذلك بعد اتمام المراحل الاخيرة من الجدار العنصري.



#بيسان_عدوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في أوراق فلسطيني 1948 : حول الوعي الجماعي والضبط الاجت ...
- خارطة الطريق المتاهة القادمة للفلسطينيين
- إشكالية الهوية الفلسطينية بين المركز والأطراف - مقدمة لدراسة ...


المزيد.....




- مشتبه به بقتل فتاة يجتاز اختبار الكذب بقضية باردة.. والحمض ا ...
- في ظل استمرار الحرب والحصار، الشتاء يضاعف معاناة نازحي غزة و ...
- قصف إسرائيلي عنيف يزلزل الضاحية الجنوبية لبيروت
- صدمة في رومانيا.. مؤيد لروسيا ومنتقد للناتو يتصدر الانتخابات ...
- البيت الابيض: لا تطور يمكن الحديث عنه في اتصالات وقف النار ب ...
- نائب رئيس البرلمان اللبناني: لا توجد عقبات جدية تحول دون بدء ...
- استخدمت -القرود- للتعبير عن السود.. حملة توعوية تثير جدلا في ...
- -بيروت تقابلها تل أبيب-.. مغردون يتفاعلون مع معادلة حزب الله ...
- مشاهد للجيش الإسرائيلي تظهر ضراوة القتال مع المقاومة بجباليا ...
- ماذا وراء المعارك الضارية في الخيام بين حزب الله وإسرائيل؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بيسان عدوان - 2003 فيلم أمريكي طويل