أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم البهرزي - النظر المباشر لعيون الموت .....على مسافة عشرين خطوة من الجحيم














المزيد.....

النظر المباشر لعيون الموت .....على مسافة عشرين خطوة من الجحيم


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2256 - 2008 / 4 / 19 - 07:51
المحور: الادب والفن
    


شيء لايعقل !....لا يحكى ....لايمكن نقله رواية !....واقعيته الصادمة اشد هولا من مطهر ( دانتي ) ...ولكنه حقيقي ....حقيقي كله! ..كما هي الجريمة غدت الحقيقة الوحيدة المطلقة في عراق الذئاب والاغنام ...
اصدقاء احبة كثيرون يرجون مني ...شفقة علي ..التوقف عن الكتابة فورا ! (كما كتب احبهم لقلبي ...في رسالة اخيرة !)
اخرون ..يحذرون !
واخرون ..وهم (المدبغي ) القلوب ...الذين داست سرفات الحياة المستهترة على كل جميل في ايامهم ...مثلي !...يجدون ان لا فائدة بعد ترجى من كتابة ..في زمان ( الشخبطة ) الحرة على ارواح البشر ..في عراق الامية الانسانية المطلقة ....في عراق الابل والاعراب واولاد (ماخذات الولف !) ......_شكرا حميد قاسم لقد تذكرت قصيدتك ...وتذكرت (حمدية صالح ) ..وكل الغواني ..في عراق ( الرجال ) الغواني !_
قبل الساعة الحادية عشرة بدقائق ...في (بعقوبة )...في الشارع الرئيس فيها ...(شارع المحطة )........انبثق امام ناظري شعاع من نار بلغ العنان ...اهتزت السيارة بي ارتجاجا ...وفقدت السمع مؤقتا :

العين تحدق :
شبح نحيل احمر يركض باتجاه السيارة
فتح له السائق الشاب الذي كان اشطر مني الباب الخلفي للسيارة ..
لاول مرة اسمع الصوت البشري ..منذ ..عصر الانفجار البائد !:
يقول ويكرر هاذيا :
اسمي جليل حسين
انا من منطقة ( التحرير )
هذا اول يوم اخرج فيه للعمل كصانع (سكند ) في سيارة نقل ..
ارجوكم ..لا تتركوني ..خذوني الى المستشفى ....
اسمي جليل حسين ..
الخ .....الخ ...الخ ...........
الشرطة تطلق الرصاص بكل الاتجاهات ..لا اعرف لماذا !
المشهد كما في التحريك البطيء slow motionاصوات بعيدة ...ركض في مختلف الجهات ...ذهول ...
قلت للسائق الشاب :
لنسع به الى المستشفى انه ...ينزف .....ويهذي !
قال:
السيارة تتسع لاخرين....... انظر! ...انظر! :
على بعد عشرين خطوة ....وربما اقل
كانت سيارة نقل اشخاص سعة العشرين راكبا ..تشتعل :
البشر المشتعلين يتقافزون من النوافذ...
حوالي عشرة سيارات اخرى كانت تشتعل ايضا ...ولا اظن ان احدا يستطيع الخروج من جحيمها ....
شيوخ واطفال ونساء يتراكضون بجراحهم الى حيث لا مكان :
لم يكن هناك اله يدل على بوابة الخلاص ...
كانت سيارة مهشمة النوافذ ..يقودها شاب يعول ..وجواره امراة تمسك بطفلين ( بل هما طفلتين ..تاكدت من ذاك حين ارتد لي بصري ..) ..لماذا يعول هذا الرجل ؟
قلت للسائق الشاب :
سيموت هذا المستجير بنا ...انطلق باتجاه المستشفى ....
حين بلغنا المستشفى
كان الشاب الذي يقود سيارته باكيا ياخذ بيد المراة التي تحمل طفلتين باتجاه ظل جدار .....وضعا الطفلتين وعادا للسيارة .....نظرا الى المقعد الخلفي ..وانهارا على بعضهما .....لطما راسيهما باكفهما .....ثم احتضنا بعضا في نحيب ونشيج ...ربما لن يسمعه مطلقا ...عابر الجنة على جثث الاطفال !
الغبي انا نظرت ايضا للمقعد الخلفي :
كان ( ذكرى ) طفل ...بين الرابعة والخامسة من العمر ..مزق (بالكامل ) زجاج النافذة الخلفية للسيارة راسه الاصهب الرشيق ...كان دماغه الابيض لم يزل رطبا على قماشة المقعد !
بعد قليل بدات تتوافد ...ليس بسيارات الاسعاف فحسب ..بل حتى على ظهور ( الحمير ) بقايا عبيد الله ...
امراة عجوز مسربلة بالدماء تابى الدخول الى ردهة المعالجة تنتظر ثلاث ابناء كانوا معها لحظة الانفجار ....وجريح يوميء لي ..خذها ...هذا الفحم في سيارة الاسعاف ...هم ابناءها !
بضعة اطباء شباب من ( المقيمين ) كانوا يغرقون بالدم البشري والصراخ ....انهم (بضعة ) انبياء بواسل !

من ( افلام ) الكوارث التي رايتها ...ولازال لبعض المشاهد منها حضور في ذهني :
مشهد ( الصمت ..البارد ) بعد غرق الباخرة (تايتانك ) ..وكنت اعجب لعبقرية المخرج ( جورج كاميرون )وهو يضع المشاهد في موقع ( الغريق ) ..عند سماع نداء المنادين :
لقد حدث هذا الفاصل الصامت في السماع والرؤيا حقا امام ناظري ..في (ثلاثاء ) بعقوبة الاسود ...
تتحرك الاجساد المحروقة ...ولا صوت !
او العكس :
تستغيث الاصوات ..
ولا مشهد !
يبدوا ان الطبيعة تراف بنا ..ولا (تشغل ) كل حواسنا ...عند استفحال البشاعة ...ربما رافة ...بانساننا القديم المتبقي في مقابر ضمائرنا !!
.........
ماحدث
قبيل ظهيرة الثلاثاء 15-4-2008 في محطة (بعقوبة )يعني واحدا من اثنين :
اما ان العراقيين فصيل من الكلاب المسعورة التي انطلقت من عقالها عضا ونهشا بلا مبرر .
او
ان هنالك اله يكيد كيدا شديدا باهل العراق الكفرة .........

في كلا الحالين
فان الكلب والاله
ينبغي ان يضربا بكل الاحذية التي تركت ضائعة عن اقدام اهلها بعد الانفجار .
هل للعراقيين اله رؤوم ..يعتمد عليه عند الكارثة ؟؟
اصدقاء كثيرون ...اشكر حرصهم !
لان الموت الذي لم يوفر لهذا الاب وهذه الام طفلهما الاصهب الراس الجميل ...
وهويستلقي ممزقا في مقعد السيارة الخلفي
ماجدوى ان يوفر حياة لمن مل ..وتململ ؟؟!!!
(لا ادري لم وانا نظر الى راس الطفل الاصهب الممزق ....عبرت امام عيني كل الوجوه الممنوعة من الضحك لسادتنا ومشايخنا حماة ديننا السمح الحنيف الرؤوم من امثال الشيخ الضاري والسيد الحكيم والسيد الصدر
..
تعالوا انظروا الدماء في الشوارع !
هكذا ينادي (بابلوا نيودا ) الشيوعي الكافر ..يا احباب الله



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار والطبقة العاملة في العراق المحتل ...الراسمالية تراود ...
- ان كان كل مثقفينا ملائكة مثلك يا سيد ( ميري )....فمن اذن خلف ...
- من فواجع الهجرة والتهجير ...الحنين طير يحوم فوق مزابل الطفول ...
- رسائل الى امراة عراقية كثيرة .......(الرسالةالرابعة)
- رسائل الى امراة عراقية كثيرة ....(الرسالة الثالثة )
- رسائل الى امراة عراقية كثيرة !...(الرسالة الثانية )
- في اعيادها الحزينة ...رسائل الى امراة عراقية كثيرة !....(الر ...
- الرباعيات الضالة_4
- الرباعيات الضالة__3
- الرباعيات الضالة_1
- الرباعيات الضالة __ 2
- اسفا ايها الاصدقاء ...ساصير( خوش ولد! ) ر غما عن انفي ..
- عراقيون نبلاء في زمن غير نبيل .....1-عمو بابا
- وفيت وفي بعض الوفاء مذلة ...
- الفكر تاه......... واسعفيني يادموع العين!
- ثمة فاصلة ...بين اللعنة والنسيان
- ايها الاصدقاء في قواعد الحزب الشيوعي العراقي.....لا تشتموا ر ...
- من لي بخنجر وربع عرق قديم لاجبر ( ابناء المهد ) من رواة السي ...
- عن صديقي العزيز صالح .......ومحنته في بلدة ثمود
- الى باسنت موسى ...عن التلميذة والمعلم ....وتهافت معضلة العمر ...


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم البهرزي - النظر المباشر لعيون الموت .....على مسافة عشرين خطوة من الجحيم