أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - ذات كيان الذات















المزيد.....


ذات كيان الذات


سرمد السرمدي

الحوار المتمدن-العدد: 2271 - 2008 / 5 / 4 - 09:30
المحور: الادب والفن
    



اصوات الطبول تقرع بنظام ثلاثي متواصل ,دم دم دم دم دم دم , وبعد تكرارها لمرتين تسمع صرخة مدوية لرجل يتردد صداها الى ان ينتهي تماما ثم تعود الطبول تقرع ( ترتفع الستارة ) رجل جالس على مقدمة المسرح منحني الراس و المسرح خالي من كل شيء مظلم الا بقعة من الاضاءة على الرجل

الرجل + ( يرفع راسه ويبطيء ينظر للسماء ) متى؟ بصوت اعلى متى ؟ يصرخ موجها ووجهه ويده للجمهور متى ؟ ( يبقى صدى الكلمة مدويا ينتهي صوت الطبول ) اه ( يتاوا ممسكا براسه ) اه

( ياتي رجلان اخران من جانبي المرح عند انتهاء الاه الطويلة المنخفضة للرجل وهما يسيران باتجاهه يتوقفان خلفه ينظر احدهم للاخر نظرة استغراب )

الاول + ماذا الان ؟! ( موجها كلامه للثاني

الثاني + وما قبل الان ؟! ( موجها كلامه لنفسه كانه يبحث عن تفسير )

الرجل + ( الذي يشعر بوجودهما .. يترك راسه ويرفع عينه للسماء ) وماذا تضنان سيتغير !

( ينهض ليتوسطهما وظهرة للجمهور ) ها ماذا ؟ الان وما قبلها مرهونه بكم

الاول والثاني + لا (بقوة )

الرجل + بل انتم

(يندفعان بنفس اتجاه ودخول كل واحد منهم يصرخ فيه )

الرجل+ سابقى وحدي .. ( يتوقفان دون حراك ) الاخير .(يدخلان ) الاخير من ذلك لطالما كنت وحدي كالشمعة اذوب لاترك لكم الدروب , كم هدرت وقتا لاعلمكم ما عندي بلا ثمن بل حتى شكرا التي لم انتظرها ولكني انتظرت ان تقدموا قيمة ما علمتكم .. (يثور) وتاتون الان لتلقوا علي دروسا في تكنيك الهرب الى أللاشبيلية التي يتضللون بضلها الذي لا يقاوم شمس الشتاء ان اشرقت (يخرجان سريعا باتجاه ليسكتاه )

الاول والثاني + اخفض

الرجل + لا (يتوقفان . يتلفتان خشية ان يسمعه احد ما )

الاول + نحن نحميك من نفسك

الثاني + تهورك انظر الى جسدك النحيل الذي لا يقاوم النسيم ان وقفت امامه اتحسب البقاء على حالتك هذه يغنيك شيئا .. اخطات

الاول + نعم صحيح كل صبح نقول لك ذات النصائح وانت لا تفكر حتى في الاصغاء لنا اتحسبنا نكرهك ؟

الرجل + بل لا تفهموني

الثاني + لا نفهم ماذا ؟

الرجل + (منطلقا في عالم حالم .. يرافقه صوت رياح الصحراء والعود العربي ) منذ كنت اخطوا كالغريب اسال من لا تجيب عن شئ ازلي رهيب , عن احتضان الرمل المحرق العجيب طول تلك السنين كالحزين الذي طال الدمع صدرة كالحائر يخفي عنكم ذعره كالمن وقد فقد وزنه كنت اخطو كالغريب

الاول + وما العجيب .. دوما كنت تحب دور الكئيب

الثاني + والمريب

الرجل + وحين تردد الحامي بالسؤال .. لا بد للجواب للمنال , فتلاطمت بين الرجل أصداءه وعلت شمس الحقيقة فوقه تمحو .. تمحو

الاول والثاني + ( يتضايقان من ظهور الشمس فوق رأس الرجل ويصرخان وهما يدوران حوله ) اه .. اه

الرجل + تمحو الظلام وتهز ما لديكم من ركام فقد ولت ايامه والامة .. ها قد اصبحت ارى كل الرمل المبارك بصحرائي التي طالما سالتها يرتفع الى اعالي اعالي الذرى .. فلا اله من طين ولا تمر ولا رنين .. نزل من الفار ليشفي من ساءت اهواءه ليريح من طالت بيداءه بشراك بشراك يا محمد .. بشراك يا رسول الرحمة للعالمين .. ها انا وجدت جواب سؤالي ( يقع الرجلان من التعب , تتوقف اصوات الرياح والعود العربي )

فكل الاصنام خاوية .. من الهواء خوت .. وكل التعاويذ بالية .. مهما محت وما قد محت .. فالالم يكون بها او بغيرها هو هو مسكون .. لطالما درت فيكم .. في الغيافي , ابغي الارتواء وما غير الجفاف انتم .. كل الجفاف , انتم ...

الاول + يكفيك يكفيك .. ( للثاني ) لا تستمع اياك والخضوع اياك والنكران من يضمن لك الغفران ؟ من

الرجل + من ؟

الثاني + الا تعرف ! حسبتك تعرف , حقا (يقترب الثاني من الرجل وينظران لبعضهما بينما الاول ينتهز الفرصة ليتسلل خارجا دون ان يروه ) لابد ان تعرف

الرجل + من ؟ الا تعرف من يغفر لك ام انك نسيت ؟

الثاني + انا اضعف من النسيم الذاهب .. مريض ذو وجه شاحب والغفران لمثلي يروح لمن لا شئ غير الروح يروح

الرجل + أتستصغر من شان الروح ؟

الثاني + لا ولكني لا ارغب بفقدانها كرغبتك

الرجل + انا ابذلها ولا اضيعها .. ابذلها لمن يهبني الغفران لكي لا اضيعه

الثاني + لا يوهب الغفران لناكري الجميل

الرجل + بل لا يوهب لناكر الحقيقية

الثاني + انه يجعلك حرا

الرجل + ( يقطعه) بقيود

الثاني + من وهم .. من صنع وهمك لا ذريعة لك صدقني انك تهوى الشجون متحججا بالبعد عن المجوم عن حياتك تهوى مماتك على مشارف المدن التي حلمت بتحريرها من لا مغتصب الا رغبتك في التحرير .. تحرر من رغباتك اولا .. لقد ولدنا احياء لا اعداء انت الوحيد فينا الذي ينكر التالف بيننا وبعد كل هذا تحسبنا لا نفهمك انت من لا تفهم ما ندعوك اليه ..

الرجل + النار

الثاني + بل الفردوس ها هنا .. ثلاثتنا معا .. لا حرب لا كرب لا لهب غير الحب يحرق صفائر نفوننا .. ما اجمل من ارضه تزهو تهتف بالسعادة بلباق الكواكب دعنى نبني ارضا

الرجل + ما ان تفهموا تبني ما ان لا تغنى (يصرخ ) افهم

(تعلوا صوت الطبول دم دم دم دم دم دم دم )

اه .. اه ( يمسك راسه متالما في وسط المسرح )

الثاني + ماذا دهاك ما الذي يؤلمك ؟

( يدخل الاول ماسكا معولا يضرب به الارض على انغام الطبول والرجل يهتز لكل ضربة الما .. بينما الثاني يسير خلف الاول وكانه يبذر البذور في الحفر الوهمية التي يصنعها الاول على طول الاول في معوله )

الرجل + ستنبت ايها الشر المحدق فينا وستهدا الاعين حينا .. وما اقصد ما ستقضي بذاك فلسوف تنهمر الدماء وينقطع المطر عن السماء والارض تبعث بما راق وتفوح رائحة الصعود ويحدث ان تصدق الوعود فلم تكذب هذا مال الوجود ..( تسرع حركة الاول والثاني ) فلا خلود (يتردد صدى الكلمة ) فلا خلود ..

( ياتي صود كالرعد ليوقف الثلاثة كانه في صورة وهم لا يسمعون الصوت )

الصوت + الا .. الا .. الا

(تعود حركة الاول والثاني لتبطؤ اكثر فاكثر .. ويخرجون ببطئ .. ويبقى الرجل في شكل صورة فتتضح علية اضواء حمراء تنبع من صدرة لتشمل كل جسده بقعة ضوء تتسع عليه حمراء اللون تشمله .. ظلام )

(الاول والثاني يبحثان في ارض المسرح الثاني يتبع الاول حيثما يذهب الاول غاضب )

الثاني + لا نبات

الاول + لا

الثاني + ما السبب

الاول + لا ماء . لم تمطر السماء لم تمطر

الثاني + اخشى

الاول + ماذا .. اله يدا في ما حصل اتضنه يوقف السماء عن مباركة ما اوصت به

الثاني + بل ما لم توصي .. ولكن كيف ؟

الاول + اسمع انما جمعنا تحت السقف المقدس الخير لا الغير فلا تصغي لمن يهوى ايثار النفس على الخير

الثاني + والغير ؟

الاول + اسباب خير وتعددت الاسباب والخير واحد

الثاني + هم

الاول + بل كلنا اتذكر كلام الرب ؟

الثاني + اشكك في المصدر لا المصدر

الاول + في المسيح ابن الرب (يقف الاثنان مذهولان )

الثاني + ولا هذا

الاول + بشعب الله المختار

الثاني + ولا هذا ايضا

الاول + اذا نحن متفقان

الثاني + اعلم ذلك ولكن هو لما لا يتفق معنا ؟

الاول + انا لا يهمني هو .. ما يهم هو نحن ونحن فقط .. اسمعت , هو سيرضخ كما اعتاد بعد اجتهادته النحوية وخطبه الصرفية .. وها ها ها تكسر سيوفه الخشبية لطالما كان بعيدا عنا يحلم بتراس الركب وكانه ينهل من الحكمة التي تستعص على غيرة .. نحن مثلا

الثاني + اتشكك في دينه

الاول + بل في ان هذا الدين يقتل تابعيه بدعوى الجهاد في سبيل الله .. العنف يا صديقي مرحلة من مراحل الانسانية عفى عليها الزمن

الثاني + صحيح

الاول + فيما تشكك اذا .. ان كان صحيح ان العقل ينبذ القتل

الثاني + لقد اوصانا المسيح بالحب والقتل لا يولد الا الكره

الاول + دعنى الان لما لم تنبت البذور

(يدخل الرجل والمعول في يده )

الرجل + لم تنبت في ارضي ما حييت (يدير الاول وجهه غاضبا ولا ينظر للرجل )

الثاني + الارض ملك للجميع يا

الرجل + رجل .. نادني بالرجل ان كنت تروم الحديث معي

الاول + (بغضب) رجل تشبه ارض .. كلمة مجرة تحتاج من يعطيها معنى وقيمة .. ارض للجميع والجميع رجال لا ارض لا رجال

الرجل + ارض الرجال للرجال ان ذهبت منهم ليس من معنى للرجولة

الاول + والاحتكار برايك .. رجولة؟

الثاني + الرجل .. الرجل لا يقبل الظلم

الرجل + ولا الخضوع ايضا

الاول + التعقل ما تعني

الرجل + بل الخضوع ما تعني بالتعقل .. فلا تعقل مع الخضوع

الاول + والقتل تعقل يروق لك على ما اضن .. القتل من اجل الارض التي للجميع .. لا فائدة انت انت ولن يجدي النصح شيئا .. خسارة

الثاني + ولكن .. ماذا فعلت للبذور كي لا تنبت

الرجل + ( لا يجيب وقد بدا يضرب الارض ليحفرها بالمعول )

الاول + فعل ما فعل .. ستنبت رغما عنه .. ان الصخرة لو تمثلت بالراس لها الف مطرق تقوى على كسرها ولو لم يكن فالزمن كفيل بتصدعها

الثاني + يبدوا ان هذا الحل لا يجدي مع الكل فها نحن قد قضينا سنينا معا نحن الثلاثة على ما بيننا من فروق كثيرة

الاول + تجاوزنا

الثاني + (يقطعه ) قد تكون هذه النظرة خاطئه

الاول + لقد عشنا معا نحن الثلاثة .. الا ترى كيف تالفنا انا وانت الا هو .. ان العيب فيه لا في الحل .. ان خطة البذور اتحسب ان من السهل علي ترك اهلي طوال هذه السنين .. انه امر صعب ان تترك عائلتك عشرة اعوام لتعاشر اشخاص لا يبتون لك باي صلة .. ولكن الاصعب ان تذهب هذه السنين هباء منثورا

الثاني + لم يكن لي ادنى شك في ان هذه الطريقة ستنجح وستوقف اراقة الدماء وتحقق السلام المستقبلي لنا نحن الثلاثة .. فلم اتقاعس حين نوديت اليها ابدا ويعلم الرب كم عانيت لفراق اهلي ساعة الرحيل .. ولكنه خيب ظني في نجاح الطريقة

الاول + قلت لك انه السبب .. ( رعد في السماء )

الرجل + ( يتوقف عن الحفر ) لم تمطر السماء ما لم انتهي .. ( يعود للحفر)

الاول + يحسبها تستجيب له .. انه يهذي ترى بماذا اخطانا

الثاني + هل اعجبته اختك ؟

الاول + انت تعلم انه الوحيد بيننا انه جاء مكرها على هذه الخطة وكرهه لها عم كل شئ حتى النساء .. مادام رافضا المبدا .. انه اعلان الفشل الذي يتمنى ان لا يعلن

الثاني + نعم فنحن اما ننجح معا او نفشل .. الفشل صعب هنا فانا انتظر الكثير الكثير الذي احلم به وصبرت لاجله .. المكافئة .. ستضيع بسببه

الاول + لم لا تجرب اختك فاختي من جانبي الذي يبغضه فلو احتوت جمال الكون بعينيها

الثاني + صحيح قد يكون الحب سحرا لم نستخدمه وقد نكون اخطانا بذلك .. ساكتب لها .. لا سأكلمه هاتفيا حالا (يخرج)

(تبرق السماء)

الرجل + (يتوقف عن الحفر) لا بد ان انتهي قبل ان تمطر (يعود للحفر )

الاول + (مع نفسه ) لا بد ان تنتهي لنبدا نحن

(يصل الرجل وهو يحفر مسرعا لاقدام الاول فيتوقف ناظرا كل منهم للاخر في صمت وغضب يدخل الثاني مسرعا مسرورا فيفاجئ بما يرى يتوقف مراقبا بقلق تبرق السماء )

الثاني + (يستدرك) أ .. انا احمل لك مفاجئة يا .. يا رجل

الاول + (دون ان يتحرك ) اهي سارة هو بحاجة للمفاجئة السارة على ما ارى في عينه من تعب فقد حفر كثيرا ولا اضنها ستمطر اليوم (للرجل ) اليس كذلك

الرجل + (ينظر للافق ) حان وقت صلاتي (يترك المعول في مكانه تحت اقدام الاول ويخرج )

الثاني + (يحاول ان يكلمه ) ولكنه ..( فلا يلتفت الرجل خارجا ولكن ما الذي حدث

الاول + بل الاحرى ان تسال عن الذي سيحدث ( مع نفسه )

( صوت الرجل يؤدي الاذان الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله الاثنان يسمعان باستغراب )

الثاني + الا يمل من ذلك مرات ومرات في اليوم الواحد عشر سنوات لم يفته الموعد

الاول + ( يحمل المعول ويحفر باماكن الرجل بغضب ) حتى ولو امطرت فلن يجد ما ترويه ها هنا

الثاني + ستكرهه فينا بفعلتك هذه وتفسد علينا عشرة سنوات من المحاولة ستحيلنا الى تفاهة ان جعلته يحقد علينا سنخسر كل شئ لم يبقى الا اسبوع واحد

الاول + ( يضحك بيأس) ها ها ها .. ماذا .. بقي يومان يا جاهل يومان

الثاني + ( مندهشا ) يومان .. ولكنه هو الذي اكد لي ذلك كيف يكذب او او حتى يخطا وهو منتظرا نهاية مدة الحجز اكثر منا .. كيف ؟

الاول + انه يحسب باشهرهم .. الهجرة او ما اسمها لا اعرف ولكن الحاخامية لا تحسب كما تحسبون لها حساباتها وقرأن او اننا يومان فقط

الثاني + ولكن اختي ستصل خلال ثلاثة ايام على الاقل

الاول + (للارض ) ان لم يكن يبذر فيك فلماذا يحفر (يستمر بالحفر) لعلها بذور صغيرة

الثاني + في دينهم لا يسمح بالزواج من يهودية اما المسي ..

الاول + نعم ها ولكنه لن يزوجنا اختا له لا فائدة لن ينجح الامر فلا عوائل مزدوجه ولا تقاليد تذوب بل اعمارنا بالفشل هي التي نالت

الثاني + لا يعقل ان لا يكون الاصرار على شئ غير مقترن بقوة هذا الشئ وصدقه .. كلما فكرت فيما كان يقول اعجز عن البت في انه هراء كما تعلمنا

الاول + هراء لا هراء .. لا يهم ولم يهمني ابدا (تبرق السماء ) كل الذي يهمني هو ان تنبت البذور ها هنا في هذه الارض تتفرع منها الاغصان وتثمر عوائل واناس لا يحتكمون للماضي في مستقبلهم .. اناس لا يضمرون الحقد لبعضهم بسبب اختلاف الديانات لا بد ان تنبت بذورنا وتمطر السماء

الثاني + ولكنكم تضربون على هذا الوتر بالذات

الاول + ( توقف عن الحفر ) ماذا تقصد ؟

الثاني + لولا الدين لما احتليتم ارضهم هذه

الاول + تقصد التشرد والضياع الا يحق لنا ارضا لنعيش حتى لو كنا لا نملك واحده الا نحاول الامتلاك للعيش

الثاني + انا وهو من العرب واختلاف ديانتينا لا يجعل تجاورنا صعب وعلى الرغم من اصلك العربي ايضا الا انك لا تحضى قبولا عنده وهو كذلك رغم اخفائك لحقدك لا يحضى ادنى قبولا عندك احيانا اشعر ان الحق معه

الاول + جئت هنا وقضيت تلك السنين للمال .. المال فقط فلا تعلن علي الان بعد انقضاءها وفشلك انك تميل اليه طالما خططنا معنا حسب ما املت علينا به التعليمات لهذه الخطة طالما خططنا معا ضدة والانتصار عليه وهو هدف الخطة الوحيد ولا اضنك تنكر خير ما اتاك خير انت وعائلتك من جراء ذلك

الثاني + ( يصرخ ) لم لم تنبت البذور لحد الان ما دمنا نخطط منذ عشرة سنوات

الاول + لا بد من خطا في ما نفعل والا لم لم تنبت برايك

الثاني + راي .. ان الخطا ما نفعل .. صحيح ان مقتل ابي على ايدي رجال الجهاد اثر في اقناعي بالامر وصحيح ان العيش الرغيد صعب في دنيانا ولكن من غير الصحيح بيع العمر في سبيل المال .. انا اتحدث من منطلق ديانتي فقط فرغم التباعد الذي جاهدت لتقنعني بين ديانتي وديانة الرجل الا ان المصدر واحد وكما قلت لك انا اشك بالمصدر لا المصدر ولا احسب الرب يرضى بان اظلم الرجل من اجل المال واقناعه على التخلي عن ارضة كما ظلمت نفسي ببيعها من اجل المال ساجزم حقائبي (يخرج)

الاول + (يثور ) ستندم سيطالبون على ما اعطيت عائلتك من رواتب طوال عشر سنين ساكتب عن تخاذلك وستطاردك الموساد ستموت (يرمي المعول بعيدا) لا تتركني يا جبان (اصوات تتداخل تسمع والاول يتخوف ويسد اذنيه عنها )

الاصوات + شاؤول .. جبان رعديد .. الرب .. الارض .. اسرائيل .. جبان افعل شيئا يا جبان .. جبان .. جبان يا شاؤول

شاؤول + أي الاول لست جبانا لا لقد قتلت 5 عوائل باطفالها ونسائها هدمت بيوتهم فوق رؤوسهم وانا اضحك مخمورا في دبابتي لم اضعف للحضة ولم اتردد ابدا انا بطلك يا اسرائيل ما دمت اذكر حين انتهيت من تلك البيوت كيف خرج يزحف من بين الانقاض (يتهستر ) يزحف محاولا الوصول لعقاله كان يبغي .. ها ها ها .. ارتداء العقال لاخر لحضاته كان الدم يملا ثيابه ويده الممتده لامساك بذلك العقال ها ها ها فدست (ترعد السماء) على الدواسه بقدمي بهدوء فتقدمت الدبابه من راسه بلطف وهدوء .. هدووووء .. ها ها .. وحطمت الراس والعقال ها ها .. هنيئا لك العقال يا شيخ عيسى يا كبير قرية الناصرة .. ها ها ها

(يدخل الثاني مسرعا وكانه سمع كلام شاؤول فرمى حقائبه وحمل المعول واسرع مقبلا عليه ليضربه )

الثاني + (يصرخ ) كان ذلك ابي يا قاتل (يضرب عنقه بالمعول فيسقط ميتا ورمى المعول قرب الجثة وانهار باكيا بعيدا عنها ) لو كنت اعلم .. فقط لو كنت .. سامحني يا رب سامحني يا يسوع انا عبدك المذنب اطلب الغفران لقد قتلت روحا .. لم استطع التوقف لم استطع شيئا مع فوران غضبي لاخذ الثار لابي لقد زورا علي الحقائق خلطوا الامور امامي .. القاتل يعاشرني عشرة سنوات باكملها ولا اعلم انه قاتل ابي .. والبرئ القاتل اعاشره تلك السنين لظني انه يشبه قاتل ابي ولانه على مبدا القتل يتهم من قبلي .. كم من الذنوب جمعت .. اه اه كم من الآلام ارتكبت واغلبها بحق الرجل .. هل ستغفر لي يا ربي يسوع .. كيف وقد امرت بعدم القتل .. وكيف بي وانا قاتل الان .. لعل هذه البذور التي بذرتها ستخفف من غضب الرب علي .. ولكن كيف .. ااخدع نفسي انها بذورهم .. سلامهم الكاذب ستارهم الخافي .. لا يا رب يدهم التي تقطر دماء دماء بريئة .. كدماء ابي الطاهرة .. (يثور) لا بد من اقتلاع كل البذور من هذه الارض قبل ان تمطر وتنبت وحينها سوف يكون مراد القتله .. اختلاط الحابل بالنابل .. وضياع المبادئ هو بقاء لمبادئهم .. فلا فرق ان تزوج اليهودي من اختي .. فهو يهودي في الحالتين .. لا بد من اقتلاعها (يهم بحمل المعول وحفر الارض ) لن تنبتي.. لن تنبتي ..(يتوقف عن الحفر )لا بد ان انادي الرجل ليساعدني .. (يتغر لون المكان ليعود كما كان حين يسمع الثاني كلام الاول وهو واقف ممسكا بحقائبه دون ان يراه الاول .. فينزل حقائبه بسرعة ويحمل المعول ويتحدث مع نفسه .. بينما الاول مستمرا بضحكته الاولى التي يزداد انخفاضا )

الثاني + (مع نفسه ) لا استطيع فعلها .. فنحن ولدنا احباء لا اعداء ..(يرمي المعول تحت قدميه )

الاول + ( يشعر بوجود الثاني ) هل سترحل ؟ ( مستمر بالضحك الذي اصبح يشبه الانين)

الثاني + (يجيبه ويجمل حقائبة ويخرج منحني الراس ) ليسامحني الرب على ظلم الرجل ... ليسامحني ..

(الاول يزحف في الارض كانه جن جنونه )

الاول + ( مع نفسه ومع الارض ) لن تسمحي للبذور ان تنبت .. ها ؟ لن تنبتي يا بذوري .. اهو المطر ؟( تبرق الارض ) اما ان ان تنزل يا مطر طال انتظاره .. اما ان ان تعصر يا غيثا حان احتضاره .. ما ذنب بذوري المسكينه .. اتقتل لانها ترغب في حقها بالحياة .. اتمنع عنها الماء يا رب يا من خلقها .. لمن خلقتها (يثور) لمن خلقتها اذن ان كان الكل يلفظها حتى الارض .. (يهدا) لا بد من سبب من عائق يحول دون طريقتها للاعالي .. للعمق .. اهي الجذور مرة اخرى .. حسنا (ياتي بالمعول) هاهي الجذور التي تعيق بذوري .. اه (يتوقف بعد ان اراد الحفر ) ذلك الخسيس كان يفتح بالمعول طريقا لها .. لم يكن يبذر كما كنا نقول ونظنه يفعل .. كان يزيل بذورنا ويجعل المكان يتسع ( وهو ينظر للارض ) لكي تتنفس هذه الجذور الكريهة .. أي ان المطر سيحييها ان نزل فعلا .. لم تمطر ما لم انتهي من اقتلاعها ( يحفر في الارض ) ساقتلع جذورك يا مسخ يا كريه .. (تبرق السماء) ساقتلعها (يحفر على انغام الطبول دم دم دم دم دم دم )

(يبقى الاول يحفر على انغام الطبول بينما تبرق السماء مع اخر كل نغمه دم دم ليتضح لنا الاول من خلال ضوء البرق فقط وهو يدور في الارض وكان البرق يصور الاول .. فحين تبرق السماء يكون الاول رافعا المعول لينزل به على الارض ونسمع اهات الرجل مع كل ضربه يصورها لنا البرق .. وفجاة يصل الاول الى قدمي الرجل فيتوقف عن الحفر وينهض امامه (بنفس المكان الذي سبق وكان الرجل يحفر ووصل الى قدمي الاول ثم ذهب ليصلي )

الاول + ( منهكا من التعب .. يترك المعول يسقط من يده وهو يلهث وهو ينظر للافق ) الن يحن موعد ها ها ها صلاتك .. ( ويعود لينظر للرجل ) يا طوطمي ..

الرجل + (دون ان يتكلم يحمل المعول ويقول ) نعم (فيرفعه بقوة ويهشم راس الاول الذي يضحك ضحكة تنخفض تنخفض مع نزول المعول على راسه .. فيعلوا العود العربي مع ريح الصحراء اكثر .. فاكثر يتقدم الرجل بعد ان اظلم المكان الا البقعة التي كان جالس فيها في بداية المسرحية في مقدمة المسرح .. وقد ترك معوله عند جثة الاول .. يجلس في مقدمة المسرح ويرفع راسه للسماء ..)

متى ..؟

(فياتي صوت الرعد مدويا .. ويظهر من خلفه ستة رجال .. كل اثنين منهم .. اولهم يحفر بالمعول على انغام دم دم دم دم , والذي خلفه يبذر البذور .. فيؤلمه راسة ويتولى مع انغام الطبول , ويبقى صوت العود وريح الصحراء متداخلا مع انغام الطبول .. فيمد الرجل يده للجمهور بينما الاشخاص الذين وراءه يقتربون بالحفر منه .. فيتوقفون خلفه مباشره وبحركة واحدة يرفعون المعاول كانهم يودون تهشيم راسه .. فيصورهم البرق حين يبرق عليهم وهم رافعين تلك المعاول .. اما الذين يبذرون فكانهم يحاولون البذار على راس الرجل .. ولكن الجميع الان كالصورة .. وحين يصورهم البرق ثلاث مرات على انغام الطبول .. يتلوى الرجل متالما ماسكا راسه مع المرات الثلاث .. ويمد يديه للجمهور قائلا ..)

متى تنبت بذور الرجال لتمطر سماءنا ...؟

متى ؟

متى ؟

( تنزل المعاول على راس الرجل بضربة واحدة .. ولكن الضلام يحول دون ان ترى كيف تهشم راس الرجل (( فيصرخ نفس الصرخة التي سمعناها في بداية المسرحية ))وينخفض صوت العود العربي وبعده تنخفض ريح الصحراء تدريجيا تنزل الستاره )



#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقطة التلاقي الأفتراقية..افتراضية فن ثامن !
- نقطة التلاقي الأفتراقية في اخر الفنون واخيرها !
- في اخر الفنون واخيرها !
- تداخل افتراضات الفن الثامن !
- جدلية فن الفن الثامن !
- نحو فن للفن..الفن الثامن !
- ميثولوجيا قصة و انحراف معرفي
- ميثولوجيا معاصرة للأديبة العراقية سارة السهيل !
- ميثولوجيا قصة و انحراف معرفي !
- نظرية الفن الثامن..المتلقي
- فلسفة الفن الثامن..ماهي؟
- حول علمية الفن الثامن
- فلسفة عراقية للفن !
- حول الفن الثامن..توطئة
- في معادلة الفن الثامن..توضيح
- سارتر والأديبة العراقية سارة السهيل !
- حول الفن الثامن
- علمية الفن الثامن
- تجربة الواقع الأفتراضي وفق علمية الفن الثامن
- واقعية التجربة الأفتراضية في ضوء علمية الفن الثامن


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - ذات كيان الذات