أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هايل نصر - أمة تلفظ شبابها















المزيد.....


أمة تلفظ شبابها


هايل نصر

الحوار المتمدن-العدد: 2253 - 2008 / 4 / 16 - 10:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يوحي العنوان للوهلة الأولى أن امتنا من محيطها إلى خليجها في طريق التحول, لم تعد أمة فتية, وإنها تطرق أبواب الكهولة والشيخوخة, ثم العجز, (الجنسي), وان الإنجاب قد توقف عندنا أو يكاد. وأننا سنلتحق بالأمم الهرمة. أو سنتوقف عن مفاخرة الأمم بعديدنا, وبفحولتنا, وبالخصوبة. وان متوسط عدد أفراد الأسرة سيهبط مأساويا ليصل إلى ا لعشرة, دون تعداد الأبوين, وسنكون مجال شماتة الأسر الأوروبية التي لا يتجاوز متوسط عدد أفرادها الواحد والنصف, حسب الإحصائيات الدقيقة. وسنفقد دورنا كحملة شعلة البقاء الإنساني وديمومته.
ليس هذا مقصد السطور القادمة, ولن يحصل, إنشاء الله, ما يوحيه, خطأ, العنوان المذكور, فالرجال العرب رجال, والنساء ولودات, وكل أنواع الزواج مباح, ولا خوف ولا قلق من فقر وإملاق, فكل مولود جديد يأتي رزقه معه, إن لم يسبقه, يطمئننا بذلك فطاحل المنجبين الموثوقين. فلن تلحق بنا شماتة الشامتين, من المغرضين وأصحاب العيون الضيقة, وبعض العاجزين.
و ليس المقصود, أيضا, أن الأمة هي التي تلفظ, أو تطرد, أو تضطهد, أو تشرد, أو تسجن, أو تذل, أو تقصي, أو تجيع, أو تنشر الجهل والخوف, أو تجند للموت, بأنواعه, شبابها, فئات من شبابها. وان كان باسمها و"لمصلحتها" يُتخذ كل هذا, ويُقرر لها ما لا يمكن أن تقره. أمة مظلومة وبرئيه إلى درجة العجز الكلي ــ عدا الجنسي ــ لم تعرف في العصر الحديث, وللتاريخ, إلا قرارا واحدا صادقا صدر باسمها, وحسب أمنياتها, ولم يتكرر, وهو قرار عبد الناصر تأميم قناة السويس. قبل مصادرة وتأميم الأمة.
أمة بات يختلط عند المواطن اسمها باسم الوطن, والدولة, والحكومة, والحزب, وشيخ القبيلة, والزعيم ـ بالتفخيم العربي ـ إلى أن أصبح هذا الأخير, مفخّما, هو الأمة نفسها, والوطن, والشعب. فالهتاف له, وله الأناشيد والقصائد العصماء, والطرب لا يُطرب إن لم يصدح باسمه, وله ثرواتها, وخيراتها, وولاء أبنائها. مجد الأمة بدأ معه, ومعه إن ضاع يضيع.
ولا ندري لو بُعث الشاعر الكبير عمر أبو ريشة حيا كيف سيكمل قصيدته :
أمتي هل لك بين الأمم منبر للسيف أو للقلم
الأمة لا تلفظ شبابها, وأعداؤها الخارجيون غير قادرين عليه. وحدهم مغتصبوها, "ممثلوها" , القادرون على فعله, دون رفة رمش, أو تأنيب ضمير, أو أن يندى لأحدهم جبين.
وحدهم القادرون على اللفظين معا: لفظ داخلي خارج كل فعاليات المجتمع, والى هامش حياة تزداد ضيقا يوما بعد يوم . ولفظ عبر الحدود والى الخارج, بالاتجاهات الأربع, مضافا إليها الاتجاه الخامس اتجاه العالم الآخر.
اللفظ الداخلي, و لعله خاصية عربية بامتياز, يبدأ مبكرا, مع بدايات الطفولة, بإلغاء حق الطفل:
ـ في الطفولة.
ـ في عدم تحميله أعباء ما لا يسمح سنه بتحمله.
ـ في التربية والرعاية الصحيحة, والنفسية , والاجتماعية, والتعليم غير الموجه.
ـ في إشباع متطلبات الطفولة المادية والمعنوية, والمعرفية.
ـ في التربية في أحضان أسرة معيلوها غير مهددين في لقمة عيشهم, و في أمنهم, وفي كرامتهم, وفي معتقداتهم, غير مسلوبي حرية القول الصادق, والتعبير الصحيح, بعيدا عن كل بيع للضمير.
ـ في الشعور بالأمان عندما يرى الشرطي, والموظف, وسيارات الأمن ورجاله, والمناضل الحزبي. وحتى المختار أو العمدة.
ـ في إن لا يعتقد بان كل من يرفع صوته رجل خطير.
ـ في أن يناقش, ويسأل, ويدير نفسه بنفسه, بإرادة حرة, ويحلم بمستقبل زاهر.
ـ في أن يرى مربيه ومدرسه وأستاذه متحررين من الخوف بأنواعه, وأكثر علما من الشرطي, وغير مشكوك في وطنيتهم, وغير موضوعين تحت التجربة والاختبار في المسائل الوطنية, وأنقى ضميرا من رجل الأمن.
ـ في الاعتقاد بان الحاكم كائن بشري كغيره من المخلوقات.
ـ في رفض الظلم من أية جهة جاء.
ـ في كونه المواطن الناشئ صاحب الحقوق المساوية لواجباته ومسؤولياته.
وعند خروجه من الطفولة إلى الشباب, أو البلوغ ـــ فجأة ودون مقدمات أو شعور بالحدث, مؤشر السن وحده يذكره به, كونه في مجتمع يكبر الإنسان فيه في غفلة منه, دون علم أو رغبة. فيه تُحرق أو تُختصر المراحل, من الطفولة إلى الكهولة, مجتمع أريد له أن يتكون في القالب الواحد, ويسير بالاتجاه الواحد, ويتبع النموذج الواحد, والرأي الواحد ـــ يجد نفسه انه مازال طفلا تحت وصاية كاملة سترافقه طيلة حياته كتلك التي عرفها في طفولته, والخاضع لها أبوه, و لم يتحرر منها جده.
يُلفظ الشباب في هذه المرحلة للاصطدام بالحياة العملية بتشعبها وفوضويتها, واختناقاتها. أو ليدخل المحظوظون منهم الجامعات والمعاهد, لتكملة الدراسة والتكوين العلمي والثقافي والمهني. مع إلغاء كامل ومسبق لحقوقهم في:
ـ الوصول إلى التعليم والتكوين المفيد الذي يريدونه, أو القريب منه.
ـ أستاذة يشغلون بجدارة مهامهم و مناصبهم . كفاءة ونزاهة وضمير.
ـ مناهج ومواد وطرق عصرية, أو على الأقل قريبة من العصر.
ـ الكف عن الاتجار " العلمي" بهم وبمستقبلهم.
ـ احترام شهادتهم, المُتحصل عليها, في مجالات العمل والمراكز التي يجب أن يشغلوها.
ـ تكافؤ الفرص وتنظيم المسابقات التي يتوقف على نتائجها النزيهة شغل الوظيفة, أية وظيفة. ووضع "الإنسان المناسب في المكان المناسب".
ـ اعتماد معايير والكفاءة وحدها وليس الولاء.
ـ تشكيل اتحادات طلابية, دون امتدادات مخابرتيه, يكون الطالب وحقوقه, والمستوى العلمي, وأهلية الأساتذة, والوسائل التعليمية, ومسائل ما بعد التخرج, والمشاركة الحرة في قضايا الوطن وهمومه ــ وليس تنظيم المسيرات ومهاجمة الرأي الأخر بالعصي والسكاكين ــ هي الأهداف الحقيقية لتلك الاتحادات.
ـ الوصول إلى مصادر العلم بأنواعه, والى المراجع بأنواعها, دون منع أو رقابة أو تهديد, بما فيها المعلوماتية و الانترنت وكل الوسائل الحديثة.
ـ رفع الوصاية عنهم, و عدم السوق إلى الانضمام للحزب الواحد, وفروعه وروابطه وملحقاته, وربط ذلك بالوصول إلى العمل ولقمة العيش.
ـ حرية التعبير بإشكاله. تكوين الأحزاب السياسية, وجمعيات المجتمع المدني, والنقابات المهنية, وكل النشاطات التي تساهم في بناء الوطن.
ـ الإعفاء من دفع الرشاوى المادية, ورشاوى التملق الماسة بالكرامة الإنسانية.
ـ الوصول إلى العمل الشريف الذي يفي بالاحتياجات المادية والمعنوية لشباب حالم بأخذ مكان لائق في وطنهم, وبناء أسر أمنة من كل عوز وخوف.
ـ المواطنية الكاملة التي تتساوى فيها الحقوق والواجبات, دون امتيازات لأي كان.
في غياب هذه الحقوق وفي التنكر الصارخ لها, يستمر لفظ وطرد للشباب إلى هامش الحياة للإقامة الدائمة. هامش يحتله 90% من السكان من أبناء امتنا.
فالكثافة السكانية في الهامش المذكور, الأكبر في العالم, تجعل منه, خلافا لكل علم ومنطق, الفضاء الأوسع و الأرحب, والمركز هامشه.
ومن الهامش عينه, موطن الملفوظين داخليا, يبدأ اللفظ ,أو الطرد بأنواعه, خارج حدود الأمة, إلى الأمم الأخرى, وإلى والعالم الآخر. وهو اللفظ الذي سنشير إليه في مقالة قادمة.
فمعذرة أمتي لإقحام اسمك في الموبقات. استضعفوك فاغتصبوك وخزوك.
ثقافة الصمت والتستر لا تخدمك, وإنما تخدم المغتصب وحده, وتكرس الخنوع وتشرعه. د. هايل نصر



#هايل_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حق الدفاع في المواد الجزائية 4
- 2 الديمقراطية سعي للمساواة
- السياسة العربية. ممارسة فردية وخارج كل مساءلة.
- الديمقراطية. وبعض أوجه الحريات
- ضمير الأمة خارج فعاليات الأمة. القضاة.
- قتل طفل فلسطيني, خبر. مجرد خبر.
- رسالة من مغترب إلى الوطن
- في الشمولية.
- المرأة. المكانة المنشودة.
- في الطفولة
- من أخطاء القضاء الفرنسي 2/3 l’erreur judiciaire
- من أخطاء القضاء الفرنسي 1/3 l’erreur judiciaire
- في القانون
- الديمقراطية, مؤسسات وتكوين إنسان
- اللجوء إلى أوروبا. فرنسا تحديدا
- الدولة العربية. شخصنه علاقاتها الدولية
- في أدبيات المحامي la déontologie de l’avocat
- حقوق الانسان, العربي الحاق تضامني
- المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان والتحرشات السياسية
- نشر للثقافة والتثقيف.


المزيد.....




- إليك ما نعرفه عن اصطدام طائرة الركاب ومروحية بلاك هوك وسقوطه ...
- معلومات سريعة عن نهر بوتوماك لفهم مدى تعقيد البحث عن حطام ال ...
- أول تعليق من ترامب على حادثة اصطدام طائرة ركاب ومروحية عسكري ...
- حوافه حادة..مغامر إماراتي يوثق تجربة مساره بوادي خطير في قير ...
- كيف نجا قائد الطائرة إف-35 -الأكثر فتكا في العالم- بعد تحطمه ...
- إيطاليا تعيد كنوزا عراقية منهوبة.. قطع خلدت ذكرى من شيدوا ال ...
- FBI يستبعد العمل الإرهابي في حادث اصطدام طائرة الركاب بمروحي ...
- بعد كارثة مطار ريغان.. الإعلام الأمريكي يستحضر آخر حادث كبي ...
- جورجيا تنسحب من الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا بعد مطالباته ...
- الائتلاف الوطني السوري يهنئ الشرع بتنصيبه رئيسا للجمهورية


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هايل نصر - أمة تلفظ شبابها