وديع العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 2254 - 2008 / 4 / 17 - 06:31
المحور:
الادب والفن
فيما كنت أستبعد الأمر.. كانت زوجتي تجلب طفلنا الأول إلى العالم. كان ذلك تحولاً كبيراً، عندما صرت أباً. تحولاً فكريا ونفسياً واجتماعيا لا يمكن وصفه. لا أحد، ما عدا الآباء الجدد يمكنه تصور الأعباء الإضافية والمشاعر الجديدة. شيء لا يوصف بالكلمات.
حدث ذلك في لحظة غير محسوبة؛ احدى ليالي مايس، من أيام الأحد، الساعة الرابعة والنصف. ولم أعلم بذلك على الفور، إلا الساعة السابعة صباحاً، عندما اتصلت بالمستشفى.
- بنت!
قالت الممرضة. أربعة كيلوغرامات وستة عشر غراماً. كان صوتها يرنّ كما لو أنها تعلن الفوز بجائزة نوبل.
- مبروك.. أصبحت أباً.
بعد دقائق كنت أسلك الطريق إلى المستشفى. دون حلاقة ذقن، دون اهتمام ملحوظ. هكذا إذن.. أب.. وأب لبنت.. أربعة كيلوغرامات.. وأكثر بقليل.. محلات الزهور ما زالت مغلقة. نسيت محطة القطار. لا شك أن كشك الزهور يفتح للتوّ. أخذت من كل نوع زهرة.
- كل هذا للأم الحبيبة؟!
قالت البائعة فسألت مبهوراً:
- كيف عرفت؟
- إهه.. اليوم عيد الأم!
صحيح.. صدقت.. أية صدفة. وطفلي الأول.. أعني طفلتي لا تأتي إلا في يوم الأم. عظيم. هذه لوحة جميلة. واضح. زوجتي لا تترك مناسبة لا تستغلها لنفسها. ما يترتب على ذلك ، تهنئة الأم. تهنئة الزوجة. تهنئة البنت الوليدة. تهننئة الـ... من يهنئني أنا!.
[]
حكمة متاخرة
أولئك الذين لم يستطيعوا أن يكونوا أبناء جيدين، لن يكونوا آباء جيدين!
[
#وديع_العبيدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟