تقبّل الرياح أذني هامسة: لا تقلق!
أنا سجين صقيع الشتاء كشيخٍ صامتٍ،
يجلس خلف نافذة، تظلم كل زفرة،
يغذي الموقد بكِسَرٍ من عظامه،
يضحك..
يعبر درباً، مغمض العينين، بارداً كالشتاء منذ عصور،
إنها المرأة التي تسبح في النهر،
تنمو لها أجنحة؛ تحترق في الشمس،
وتغدو قطراتِ ندى على جبينه.
ألسنة النار
لقد حبلتِ الأشكالُ من أطيان غريبة،
و دموع تصبو غيومها نحو الشمس.
من خلال شميم حرائق مجهولة،
أسمع معزوفات المطر ترقّص ألسنة النار العربيدة،
أهو ماء، أم نحاس يفور من الألم ؟!
إذ تملأ السماواتُ النهرَ بالآلام.
نساء
نسور تحوم في سماء رفعت فوق رؤوس نساء متمردات،
تنشر عليهن ظلالاً قدسية،
ولدن في البرق وترعرعن في العاصفة،
أحرقن واحترقن في أوحال الحروب،
فتطهرن في نيرانها،
ذئاب القرية تحرسهن،
وتتمسح بهن تحت نور القمر.
هذا البدر
هذا البدر يخرج من بئر الفؤاد،
يسيل بشجن على مآقي العيون،
يلوّح لي بمنديل بلله هديلُ البعاد.
حين تنفض الفاختة جناحيها،
تنزع الأزهار بأنامل البدر
أشواكاً مغروزة في راحة الماء،
أدثر فوهة البئر بعشب الأحزان،
لئلا يجرح ملح ُرؤياي
وجنات القمر،
ويعبث بها ضجيج النجوم.
......
ملاحظة: كتبت القصائد في شتاء 2000