|
عاهات الكترونية..1/12
عزيز باكوش
إعلامي من المغرب
(Bakouch Azziz)
الحوار المتمدن-العدد: 2250 - 2008 / 4 / 13 - 09:49
المحور:
الادب والفن
اتصل ساعي البريد الالكتروني خدمات "ياهو" هذا الصباح حوالي 10 ودقيقتين معتذرا . وقال في أدب زائد" " آسف سيدي ، لم استطع تنفيذ أمر الإرسال للأسباب الآتية" وشرع يسرد بيانات الخدمة بدون كلل، وأسباب فشل مهمته بدقة رقمية متناهية بلا ملل. ألقيت نظرة ماسحة على الرسالة الراجعة لتوها ، كانت تزدحم بالأرقام والرموز والعلامات الدالة على المرسل والمستقبل ، ثم قبلت الاعتذار على مضض من غير أن انبس ببنت شفة. كانت دواخلي معبئة على نحو تام ، وهي تطرح سؤالا واحد محيرا، عنوان مضبوط ، رسالة هامة ، وعاجلة ، لم تصل ..لكن، " لماذا لم تصل الرسالة ؟ لأول وهلة ، لم أجد جوابا مقنعا ، وسجلت الأمر ضد مزعج مجهول . ذلك أن بريد الياهو بالنسبة إلي كان معتمدا وكفؤا، وما يزال حريصا كعادته على الدقة في تنفيذ الأوامر بشكل حميمي لا يقبل الجدل . ثم إن ضبط بيانات الإرسال ، والالتزام بقواعد النشر كخدمة وامتياز ليس من اختصاصي لوحدي ،إذ كثيرا ما يتدخل الحاسوب بتنبيهي وتحذيري الى أنني نسيت إدخال ، او أهملت تدوين، او أسأت تفعيل ، لكن ما حصل يدعو الى الاستغراب فعلا ، فالزميل الذي ناولني عنوان المؤسسة الالكتروني إطار كبير في مؤسسة سامية ،وله دكتوراه دولة ، ويدير مصلحة عصب الإدارة والمجتمع ، ولا يمكن أن يكون مستهترا او ينتج عبثا ، قلت في نفسي ، اتصل به ، واعتذر له عن تأخيري في الرد، مفتعلا أحد الأسباب الواهية ، لكن الصدفة أبت إلا أن تحبك لقاء وديا على مدرج المؤسسة التي يديرها.كان اليوم حينها ربيعيا في شطره الأول ، والردهة الطويلة المفضية الى مكتب الحسابات خالية، إلا منا نحن الاثنين. - العزيز مكتوم..كيف حالك؟ - جيد ، لكنك لم تف بوعدك ، حتى أنني أمرت ديواني بالبحث عنك في كوكل ، لكننا لم نعثر عن شيء. وبذلك أخفقت ، ومرت عليك فرصة التكوين. - عذرا سيدي ...لقد أرسلت إليكم المطلوب في حينه، وأضفت في لياقة مفرطة سيدي ، لقد كنت حريصا أكثر من اللازم ، حتى إني لازلت احمل العنوان معي وهو بخط يدكم، ضحك مكتوم خفيفا تفحص العنوان مليا ،ثم قرأه على مسامعي في ارتياب قائلا " - لنغيره إذا؟؟ شعرت بقصف معنوي كثيف ، وحدثت نفسي ، كيف نغير بريدا الكترونيا تم إحداثه انطلاقا من تعاقد ملزم . لمجرد انه لم يصل ؟ وتابعت في مناجاة كتومة ، ربما يمزح ، لان الأساسي في المسالة ، ليس صلاحية عنوان من عدمه، بل محاولة مني لفهم كيف يمكن للمرء أن ينشئ عنوانا الكترونيا في ثوان على قارعة طريق . ومع اقتناعي الصارخ في أن القاعدة الالكترونية لتدمير عنوان ما ، هي إهماله او عدم تنشيطه باستمرار خاصة فترة ما بعد إنشائه بقليل. أحسست بقلة ذوق لو أنني سالت موظفا ساميا عن تاريخ الانخراط والاستفادة من خدمات البريد الالكتروني وزمن إنشاء حسابه ، وفيما إذا كان النت من وسائط الاتصال المفضلة لديه لإدارة شؤون موظفيه ، وفيما إذا كان سهو التفعيل ناتج عن زحمة العمل ، واختزلت الأمر في استطراد بسيط. - هذا يحصل وكثيرا ما يحدث . وتابعت بنبرة المتعالم - صحيح أستاذي ، للبريد الالكتروني انزلاقا ته أيضا .. ضحك صديقي بحذر وقال في هدوء" - تصور ، لقد وعدتني الإدارة المركزية بربطي بالانترنيت قبل سنة ، لكنها لم تفعل . رسمت سؤالا ، لكني كتمته ، موظف سام ينتظر الإدارة زمنا طويلا لربطه بالشبكة. وجاءني مستطردا - مادام البريد لم يصلني ، إذن لنغير العنوان؟ ، - هل ستعيد إنشاء حساب جديد؟؟ قلت في لباقة. - لا عليك، الأمر لا يتطلب أكثر من دقيقة ، قال ، ثم اخذ قلما رفيعا وورقة لاصقة، ودون اسمه كاملا باللغة الفرنسية ، ثم رسم الاروباس من اليمين الى اليسار ، بعد ذلك كتب هوتمايل ثم وضع نقطة ونطقها كوم ، لكنه تردد ، وفي لحظة، قام فشطب النقطة كوم ، ثم وضع رمزا آخر ...ثم ناولني الورقة وهو يقول" - جرب هذا العنوان.؟ ثم أضاف " أنا متأكد من أن اسمي يكتب هكذا..وتابع بثقة - إذا لم يفلح هذا الجهد...أنشئ لي عنوانا على ذوقك ؟؟؟؟؟؟؟. عزيز باكوش
#عزيز_باكوش (هاشتاغ)
Bakouch__Azziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكاميرا المُواطِنة متسع لحفز السلوك المدني
-
-الكفايات التواصلية اللغة وتقنيات التعبير والتواصل-
-
ليل الغربة – جديد الشاعر والزجال المغربي محمد اجنياح
-
حتى لا يكرر العرب أخطاءهم التاريخية
-
الدجل ، الترفيه، الإباحة ثلاث فرامل تعيق تطور الإعلام الفضائ
...
-
غزة أولا....ياولدي /يتبع
-
- مسارات- العابر للقارات
-
الإعلام العربي الفضائي يشبه نبتة -الخس- ثلث أرباعها للرمي في
...
-
شذرات مالحة
-
-علامات تربوية- رصد الحكامة وآفاق الإصلاح التربوي بالمغرب
-
الصحافة العربية قبل وبعد تأسيس قناة الجزيرة مالذي تغير؟؟؟؟
-
كالندى فوق أقاحي الصباح ..جديد الأكاديمية الجهوية للتربية وا
...
-
الكاتب المغربي عزيز باكوش في ضيافة المقهى الأدبي 12
-
الدكتور محمد الفتحي في حوار هام حول الحكامة في تدبير المشروع
...
-
العقيمان -قصة واقعية-
-
الشاعرة المغربية ثريا حمدون ترتاد فضاء نورانيا عبر شاهد العص
...
-
حراس مواقف السيارات نهارا وليلا ، مورد بشري خارج التغطية
-
4+4=16
-
-التنشئة- المغربية ترصد علاقة الفن والثقافة بالدماغ
-
ذبابة تهشم واقية بورش -قصة قصيرة-
المزيد.....
-
ثبتها الآن.. تردد قناة كراميش للأطفال 2024 على القمر الصناعي
...
-
جيمس كاميرون يشتري حقوق كتاب تشارلز بيليغريمو لتصوير فيلم عن
...
-
كأنها خرجت من أفلام الخيال العلمي.. ألق نظرة على مباني العصر
...
-
شاهد.. مشاركون دوليون يشيدون بالنسخة الثالثة من -أيام الجزير
...
-
وسط حفل موسيقي.. عضوان بفرقة غنائية يتشاجران فجأة على المسرح
...
-
مجددًا.. اعتقال مغني الراب شون كومز في مانهاتن والتهم الجديد
...
-
أفلام أجنبي طول اليوم .. ثبت جميع ترددات قنوات الأفلام وقضيه
...
-
وعود الساسة كوميديا سوداء.. احذر سرقة أسنانك في -جورجيا البا
...
-
عيون عربية تشاهد -الحسناء النائمة- في عرض مباشر من مسرح -الب
...
-
موقف غير لائق في ملهى ليلي يحرج شاكيرا ويدفعها لمغادرة المسر
...
المزيد.....
-
توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ
/ وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
-
مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي
...
/ د. ياسر جابر الجمال
-
الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال
...
/ إيـــمـــان جــبــــــارى
-
ظروف استثنائية
/ عبد الباقي يوسف
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل
...
/ رانيا سحنون - بسمة زريق
-
البنية الدراميــة في مســرح الطفل مسرحية الأميرة حب الرمان
...
/ زوليخة بساعد - هاجر عبدي
-
التحليل السردي في رواية " شط الإسكندرية يا شط الهوى
/ نسرين بوشناقة - آمنة خناش
-
تعال معي نطور فن الكره رواية كاملة
/ كاظم حسن سعيد
-
خصوصية الكتابة الروائية لدى السيد حافظ مسافرون بلا هوي
...
/ أمينة بوسيف - سعاد بن حميدة
المزيد.....
|