أديب كمال الدين
الحوار المتمدن-العدد: 2250 - 2008 / 4 / 13 - 10:20
المحور:
الادب والفن
قلبي الطيّب كدمعة
والضائع كصحراء
قلبي الذي هو بحجم قبضة يدي اليسرى
كما يزعم الأطباء
أرسلَ لي برقيةَ عتابٍ قاسية
بسببِ قصص حبّي الفاشلة حتماً
وحين اعتذرتُ له بحروفيةٍ مطلقة
رفضَ اعتذاري
فقدمتُ له استقالتي
ومضيتُ في الطرقات
ضائعاً دون قلب.
*
قلبي الذي يشبه طفلاً مشاكساً
قلبي الذي نسي حاءَ الحقد إلى الأبد
وتشبّث كمجنونٍ بحاءِ الحرية
أرسلَ لي برقيةً يسخر من فشلي النونيّ العظيم
وحين قرأتها
ضحكتُ
وضحكتُ
وضحكتُ
ثم بكيت.
*
قلبي الذي يشبه نهراً كفَّ عن الجريان
أرسلَ لي برقيةً أخرى منتصف الليل
قالَ فيها: كيف وصلَ الأمرُ معك؟
أيّ غدٍ ينتظرك؟
وقالَ: لِمَ لا تكون مجنوناً مثلي
فتكفّ عن الجريان وسط الوديان
كقرويّ يحملُ صرّةَ ملابسه الممزّقة؟
*
قلبي... يا قلبي
خنتُ الباء فغدرتْ بي
والتجأتُ إلى الواو فبنتْ عليّ
طابوقَ الأزمنة الثقيل
وألقيتُ نفسي على النون عاشقاً
فذبحتني بسكين اللامبالاة
وألقتْ بي من عمارةِ النسيان
ذات الألف طابق
ولذا أعتذرُ إليكِ من كلّ شيء
وأعتذرُ إلى كلّ قطرةِ دمٍ فيك
يا قلبي
أيها المغفّل العظيم!
*
قلبي... أيها السيد الذي يتنقل
ما بين كهيعص وقاف وطسم
يا صاحب البوابة المنقوشة بالمحبّة
أرجوك
ادخلني في دارك
فإن لم تدخلني
فعند من أنام هذه الليلة؟
*
قلبي .. أيها النمر الجريح
الممتلىء بالحروف وهذياناتها،
جنّها، ونواميسها، وقواميسها
قلبي.. أيها النمر الحروفيّ الجريح
البارحة خفتُ عليك وأنتَ وسط البخور
ووسط الدخان
تستلهُم روحَ الماء
وآيات القاف
ومعجزات الجيم.
*
قلبي
يا صنيعة الكاف
ورؤية الكاف
يا جرح النون ونقطة الظنون
يا ندبة الباء ورماد الأزمنة
قلبي
يا معجزة القاف
بل يا اعتذار القاف بماهو مكتوب
في اللوحِ المحفوظ
قلبي
يا موسيقاي المتشظّية
وكفاحي المقطوع اليدين
قلبي
يا جنوني المتّزن
وأساطيري المحفوظة
في جيوبِ طفولتي المتهرئة
أعتذرُ إليك
ثانية وثالثة ورابعة وخامسة وسادسة وسابعة
حتّى تكتمل بي سمفونية الاعتذار
ويكفّ الاعتذار نفسه عن الاعتذار!
******************************
مقاطع من قصيدة طويلة
www.adeb.netfirms.com
#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟