|
قصة قصيرة
مفيد دويكات
الحوار المتمدن-العدد: 2249 - 2008 / 4 / 12 - 08:47
المحور:
الادب والفن
كان الوقت ظهرا رن جرس نقاله ، استخرجه من بيته للرد، نظر كعادته إلى الشاشة، ركزعينيه ليتأكد من الرقم الموجود، ثم فتح الخط: _ نعم وتحدث باهتمام، ثم صمت ليستمع إلى محدثه حتى النهاية، كثيرا ما هز رأسه، وأعطى ضوء الموافقة0 وهو يرد الجهاز إلى بيته قال: _ مراسل الجزيرة يريد مقابلة في برنامج الظهيرة سألته باهتمام: _ وافقت؟؟ _ نعم وتوقف حديثنا عند هذه النقطة حيث جذبنا دوي انفجار هائل وقع في وسط نابلس تبعته سحابة دخان ابيض وكانت الأباتشي ما تزال تحوم في السماء هناك فوق مكان الأنفجار،هو اتصل، لا أدري بمن، ليسأل عن نتيجة الأنفجار فامتقع لونه : _ نسفوا إحدى العمارات كنا في أحد أيام الأجتياح ألأولى
000 _ أتدري أنا ليس لدي قناعة بكل هذه الأنتفاضة كان يجب أن تكون بضع احتجاجات وكفى، مسارها الحالي اباح لهم سلبنا كل شيء، ليس فقط بعض مكاسب أوسلو، بل كل شيء، ابتداء من السلام ولقمة العيش،حتى الأرض0 أنا غير مقتنع وإلاّ لكنت هناك في وسط المدينة، أقاتل ! _ تبدو مثل كل الأشياء التي فرضت علينا _ ميزتها اننا نقنع انفسنا بأنها الطريق الوحيد لوصولنا لأهدافنا وضحك العقيد وعلق: _من يسمعني سيظن بوطنيتي الظنون، لكن مع الأسف هذه حقيقة موقفي، انني حائر ما ذا اقول للجزيرة _ كما يقول الآخرون يبدو لا مفر من ذلك، لا مفر وإلاّ سجلت في دفتر المتخاذلين0 0000
موقعنا على الشرفة، يتيح لنا رؤية الأطراف الشرقية من المدينة والمخيمين، وسفحي جرزيم وعيبال وطريق القدس المهجورة، فقط دبابات وجيبات عسكرية فوقها ويتيح لنا أن نسمع زخات الرصاص ونرى بقع الخان التي يصنعها على ظهور وصدور العمارت0 _ سمعت الأخبار عن القتال وأسر الجنود، اتصلت بصديق في المخيم، رمل على مرتي، قال انهم فوق كل دار، ويعربدون ويشربون البيرة، قال ثم أشعل سيجارة وعاد يتساءل: _ هل تنصحني أن أسجل رؤوس اقلام أم أدخل الحديث عفويا _ هذه ليست أول مرة تتحدث فيها إلى تلفزيون _ لكنها المرة الأولى التي أخاف منها 0000 جاء الموعد اتصلو به من قطر، هو الذي قال ذلك، تركته في الشرفة ودخلت الغرفة، بدأت أسمع أحاديثه سأله المذيع عن الموقف داخل البلدة القديمة هو أجاب: _القتال من بيت إلى بيت هناك شهداء بالجملة وجرحى وهناك خسائر فادحة للطرف الآخرنحن نقاوم هجمة شرسة جيش قاتل مزود بأحدث الأسلحة لا نصير لنا سوى بعض محطات التلفاز _هل تريد من العرب ان يدخلوا المعركة؟ سأله المذيع فأجاب: _ لا، لن يستطيعوا الدخول عسكريا، اريد منهم تضامنا سياسيا أقوى استخدام النفط استخدام الأرصدة الخروج من دهاليز التخاذل وسأله المذيع عن توقعاته قال: _ صمود حتى الرمق الأخير لم يبق لدينا ما نخاف عليه او نخسره وانتهت المقابلة رجعت إليه كان قد أشعل سجارة أخرى0 _ هل كنت موفقا في الردود سألني _ جدا
0000 كان يتحدث عن رجوعه إلى التدخين بسبب الأحداث بعد أن تركه لعدة أشهر حين رن الجرس اللعين كما كان يسميه0 _ لالالالا 00أنا في دار صديقي الذي حدثتك عنه، وشرفي لا اكذب فقط من اجل المقابلة تحدثت لو قلت لهم أنا فوق سطح بعيد عشرة كيلو مترات عن المعركة لما اجروا المقابلة معي اتكلي على الله وانتبهي للأولاد0 قال وهو يبتسم بمرارة _ زوجتي سمعت المقابلة فظنت انني في قلب المعركة0 لم تصدق بسهولة _ معها حق _ لا كهرباء ولا ماء وانتهى الخبز تقول _ كيف ستتصرف؟ _ نشيطة تستطيع تدبير نفسها
00000000
_الووو _ نعم كيفك يا حجة؟ ياما أنا بعيد لا تصد قي حكيت مع المحطة اعلاميا فقط وحياتك اطمئني هذا صاحبي تحكي معه؟؟ طمني الجميع وانتبهوا لحالكم يا ما وحياة عمرك بعيد صدقي واطمئني0 ابتسم بمرارة
00000000
_ الو واتصل ابنه الذي يدرس الطب في فرنسا وكذلك أخته في القاهرة وأخيه من الرياض الكل سأله عن مكان تواجده0لكنه اختنق امام مكالمة متأخرة غطى سماعة الجهاز وهمس لي : _ الرئاسة نعم نعم00 كما أخبرتك موجود هناك، لا لا لم أذهب إلى البلدة القديمة وكيف اذهب؟ الطرق مسدودة كل الطرق 0 نعم هل احتج أحد يا سيدي؟ كلام صحافة، قولوا لهم !!0 لا اعتقد حدوث ازمة علاقات سواء مع القاهرة أو الرياض0 يفهمون موقفنا يا سيدي، اعرف اننا بحاجة اليهم00 إذا أو قولوا لهم أنه يقصد تخاذل الجماهير العربية!! نعم نعم في مقابلة أخرى سأشيد بدعم الجميع، من سوريا إلى موريتانية حتى جزر القمر وأيضا والصومال00 هذه بسيطة!! نعم حاضر ونفخ بعد انتهاء المقابلة!! الرئاسة متضايقة من كلامي حول العرب لا حول ولا قوة الا بالله000
000 اوووووو وانفجر وجهه حيوية وتضرجت وجنتاه بحمرة خفيفة: _نعم00 اهلا، كيف حالك؟ حلي عني مطارد وعدت للتدخين ومرمي في بلد بعيد،لا أستطيع أن أجيء0 كيف عيونك؟ شكرا اعرف انك أصيلة ولا تنسي 0 انتبهي لنفسك اطمئني لا خطر علي الف مودة 0 هذا وقت قتال لا وقت قبل0 ونظر إلي بعد انتهاء المقابلة قال: _ زينب التي حدثتك عنها!! قال هي الأخرى قلقة
00000 السؤال الذي حيرني منذ ذلك اليوم إلى الآن كيف عرفوا مكان تواجده؟؟ ساعة بعد المقابلة واتصالات الأقارب وكان نتحدث مازلنا عن الأجتياح والتوقعات حين امتلأت ساعة الدار بالجيبات العسكرية0 كلمح البصر حدث ذلك0 اسود وجهه وهو يرى الحشد والسماعة تخاطبه بالأسم أن انزل، وسلم نفسك0 _ الاتصالات قالها وهو يمد يده مودعا، سأنزل وأمري إلى الله0
#مفيد_دويكات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حب داخل الحزب
-
أنت أعقل مني
-
الضرير قصة فصبرة
-
مفارقات قصيرة جدا
-
طيف
-
البكاء على الأحياء00 اربع قصص قصيرة
-
ابو الزعماء
-
أسئلة وأجوبة معروقة على بوابة المؤتمر
-
أول حاكم عسكري قصة قصيرة
-
وصية الشاعر
-
عود الى زرقاء اليمامة
-
رسالة من رئيس الوزراء
-
الرفيقة الثائرة قصة قصيرة
-
اصعب وظيفة في الدنيا 00 هي وظيفة رئيس السلطة الفلسطينية
-
بغل وقصص اخرى
-
ما حدث وما يحدث في غزة الآن
-
الفتاة اليهودية
-
ديقراطية الأباتشي
-
آختفووو على هيك عيشة
-
من عاديات الحواجز
المزيد.....
-
-طفولة بلا مطر-: المولود الأدبي الأول للأكاديمي المغربي إدري
...
-
القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
-
فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف
...
-
خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
-
*محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا
...
-
-كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد
...
-
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون
...
-
بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
-
بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر
...
-
دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|