اسمي عبد الرازق
مهاجرٌ
أم مطرودٌ قسريًا ؟ ؟
أم متخاذل ؟ ؟
تلطفاً تسميني الأمم المتحدة مواطناً عالمياً
.. هــا ...
يا صاح
نحن في القرن الحادي وعولمة
بلادي بعيدة كرائحة الغبار التي تخنقني الان
لن أبوح أين موقعها من الكرة الأرضية
ربما للـ C.I.Aأسلاك تصنت تحت الرخام
لكنها قريبة من قلبي
ليت لي هاتفاً محمولاً
كي أودع في الأثير رسالة لكل الذين أحبهم هناك بين نهرين
ومقبرة
في عالم ما بعد الثالث
ظللنا احتياطي للسخرة الجديدة منذ كولمبوس
تروساً لا تتوقف عن الحنين المرضي
أو
الهذيان
ـ ما الذي جاء بي إلى هنا
ـ إنهم أبناء العم سام
أطلقوا من اجلي نداءاً لحقوق الإنسان
حين جئتهم على ظهري خارطة لتضاريس الأنهر
وبالروح
ندوب
وقروح
وأوشام
وها أنا محصورٌ بين الخرائب
تماماً
تماماً
كتلك الليالي الباردة في زنزانة يطل من بين قضبانها قمر زاجل
به وجه أمي وطفلتي يرفرف بي إلى ما وراء الأطياف
خلف اللوعة المجنونة
.. إنه أيلول الأسود
وما أطـــــــــــــــــــــــولها من ثلاثاء
الحجارة الأسمنتية تفتت من حولي رماداً
شظايا في رئتي
وألعن منها تلك الجرذان
التي كسرت عدسات نظارتي الطبية
اقتلعت أحدى عينيا
قرضت حلمة أذني
وصارت تقتات من فتات قدمي المكسورة
ـ اللعنة ! ـ
أنا لا املك تأميناً صحياً
أنا عبد الرازق
مهاجرٌ
أم مطرودًٌ قسرياً
أم ميتٌ مجهولٌ تحت ركام
القاهرة
12سبتمبر 2001م