في معادلة الفن الثامن..توضيح

سرمد السرمدي

الحوار المتمدن-العدد: 2243 - 2008 / 4 / 6 - 09:59
المحور: الادب والفن
    

حياة الفن هي المرحلة التي سبق التقاء الفنون السبعة بنقطة التحول الى الفن الثامن , او الاتقاء اليه ويبدوا جليا ان الاختلاف ما بين الفنون السبعة والفن الثامن يكمن في كون الثامن ادخل المتلقي في منظومه صناعته بحيث لا يمكن ان يكون دون تفاعلية متلازمة للمتلقي , ودون فعل المتلقي لا يمكن ان يوجد فعل الفن بالتالي الفن الثامن قد ارتكز على المتلقي ماديا ومعنويا بوصفه وظيفيا ينشد ذات الاتجاه فعلية الانسان .
ان مسألة التفريق بين المحيط الفني الحي والمتفاعل تستند الى مبدأ بديهي بدائتا حيث تكون الحركة هي صفة التفاعل بين المحيط وما يؤطره من ذوات بالضرورة التي تؤهل الوصف ليتمكن من ترسيخ حكم اولي بحياة ما داخل نفس المحيط , وهنالك من باب التمييز حركيا حركة داخلية للشئ , للمادة , للمحيط , أي ما يحدث من تغيرات جوهرية باطنية قد لا تدرك كلها بحيث تؤهل هكذا تغيرات لكل من الطاقة او القوة الى الارتقاء الى مصاف الفعل ولكن تفاعلية المحيط الفني هي اساسا بفعل فاعل هو الواعز والعلة الخارجية لكل المحيط أي الفنان الذي يسبب بتركيبات بنائية ذات المحيط التوتر المطلوب تناقضيا لاجل اضفاء روح الحياة , الحركه , ولكي تبدو داخلية طبيعية يكون القياس في ان اختفاء الحركة الخارجية يمثل علاقة عكسية مع الحركة الداخلية الذي بالضرورة يؤهل قياس الجودة الى علاقة طردية بين ادراك الحركة الخارجية وعدمه , بحيث لا يمكن لعله الشئ ان لا تفسر نفسها وتلك درجة ارتقاء فنية ان لا يكون لالية حركة الفنان الخارجية على المحيط الفني نفيا للحياة المستقلة بذات فنية المحيط , مما يثبت مستوى الفنان .
من الواضح ان تعامل الفنان مع صور الحياة وتعاملة مع المادة الصرف التي لا تتحرك دون الدافع الخارجي , دافع الحياة , ولو دبت الحياة في الصورة الفنية بما يؤهل شخوصها للتمثل سواء كانوا افكارا او الوانا بحيث يتجلى لنا خاصية الادراك لديهم بعد اثبات خاصية الحياة للمحيط بالحركة الذاتية بوصف الادراك صفة تتيح للحركة الذاتية ان تتخذ جانبها الاعلى من التمثل نسبة الى احالة الحركة بشكلها العام الى هذه الخاصية لدى الفنان فتصبح لذلك الادراك حركة ذات الاشياء ممكنه لذاتها , مما يؤهل المحيط الفني لاخفاء حركة الفنان الخارجية كعلة ويجعل من هكذا عملية تحيل


العلل التغيرية او الحركية الى ذات المحيط ككل والاشياء المدركة بذاتها كتكوينات جزيئية لمجمل البناء الفني والمنتج الابداعي .
على اساس كون ذاتية احالة الحركة في المحيط الفني الية من قبل المتلقي , تنعكس بالنسبية الممنوحة من قبل الفنان للمتلقي في محيط الفن الثامن على الرغم من هكذا نسبية , الا ان مبدأ الفعلية قائم لا محالة ليحول دون انتفاء ذات الصفة عن الفعل الفني من جهة وارتباطه المباشر لفعلية المتلقي .
ان اهم نقطة تميز الفن الثامن هي الفعلية , ولكي نفهم معادلة الفن الثامن يجب ان نعي الامكانية المتوفرة لديمومه التفاعل بينه وبين الحياة , وبين الفنان والمتلقي داخل منظومة الفن الثامن .


ان البحث عن معادلة للفن بشكل عام ولمفهومها الرياضي البحت القابل للقياس الموضوعي قد لا يكون مدعات للجزم على اساس قابلية الكيف الذاتي لانسانية الظاهرة الفنية وقدرتها على التمرد والتملص من الاحاطة العلمية المختبرية الكاملة , ولكن كونها نسبية المحاولة تلك تنعكس على محتوى المعادل الموضوعي للعلمية في المجال الانساني , كنظرة مطلقة , تضمن هذه النسبية اعلى قدر ممكن من الموضوعية ويكفي المحاولة نسبية النتاج دليلا على الامكانية .
ان الغاية وجلها من تمكين الظاهرة الفنية تفعيل الفكر الانساني نحو تفعيل واقع الانسان الفعلي , كوظيفة عظمى للفن , لا بد ان تخضع جدلا للمقاييس الانية في صناعة فن او ابداع رؤية مقبولة عن الحياة , وتبقى حالة الفكره مكان تعميم الصورة الذاتية كنموذج انساني , او عالمي , هي هاجس فني بالضرورة وان امكانية مراعاة شروط القياس العالمي ليست الضامن الذوقي لمنتج ابداعي فتلك طريقة حساب رياضية لا تمت للفن بصله , اما كونها فنيا ممكنه فذلك لمراعاة الكيف لا الكم لافتراضية القياس لمجل الشروط والتي تحددت من قبل خوض تجريبي مسبق ولكن لا بد من ان تكون للمعادلة فسحة ضبط ممكنه القياس , لكي لا تضيع المحاولات في تكرار نفسها شرطيا .
تتالف الانتاجية الممكنة للتعادل مع كل الفنون السبعة في فن شامل اما ان يتاسس هكذا فن على وفق فرض سطحي كهذا , الشامل , فلا نتصور ان الشمولية ضمان وحيد وثابت لان التعادلية مع الفن لا تجعل منه بنفس الوقت متعادلا مع الحياة على الرغم من كون الصورة هي الحياة .
ان من الممكن اثبات اهمية صياغة معادلة للفن بفن جديد من خلال امكانية صياغة الحياة بصورة فنية عنها , فلولا هكذا توجه وظيفي بدراسة الحسياة لما كان للفكر ان يتقبل الاستنساخ الصوري مبدئيا , ولذلك ولتطوير الصورة بحيث تنعكس منها فاعلية فن وحياة لا بد من الضبط بالية بمعادلة يمكن ان تؤهل للكيف قياس كمي , مع الاخذ بنظر الاعتبار كون نسبية النتاج فكريا لا يمكن تجاهلها , وعليه فان فنا ثامنا يقدم صورة حياة معادلة للفنون والحياة الفعلية لا بد ان يكون مبنيا على اساس انطلاقة موضوعية , وهكذا هي معادلته ولذات الفن .

#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات