أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - الإرادة السياسية واستخدام العنف الشرعي














المزيد.....


الإرادة السياسية واستخدام العنف الشرعي


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2243 - 2008 / 4 / 6 - 11:11
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تؤشر حالة التشتت والتناحر بين فئات المجتمع لضعف أجهزة الضبط والتحكم وعدم والولاء للدولة بالإضافة إلى وجود جهات ذات نفوذ (سياسي-مافوي) تحاول فرض إرادتها على الدولة والمجتمع. إن وجود أجهزة ضبط وتحكم (قمع وعنف) قوية قادرة على فرض النظام على الجميع لكنها منزوعة القرار يجعلها عاجزة حتى الدفاع عن نفسها فتعمل على تجنب المواجهة مع الجهات ذات النفوذ السياسي والمرتبطة بالسلطة (صاحبة القرار) وغض الطرف عن مظاهر خرق القانون تحاشياً للمساءلة والحساب من السلطة ذاتها وحفاظاً على حياتها من القتل والتصفية من الجهات الخارجة على القانون التي تخترق أجهزة الدولة.
إن تولي النخب السياسية غير المؤهلة للعمل كرجال دولة زمام الحكم والتي تعاني من نقص الخبرة والتخصص بإدارة مؤسسات الدولة، يتداخل القرار السياسي مع القرار المهني فتصاب أجهزة الدولة بالعطالة ويطغى النفوذ السياسي لأحزاب السلطة على النفوذ المهني فيتفشى الفساد، وبتعدد مراكز النفوذ لأحزاب السلطة في مرافق الدولة تتعدد مصادر القرار فتنهار مؤسسات الدولة.
إن وجود إرادة سياسية لإتخاذ القرار الصائب يعني وجود سلطة قوية تستمد رؤيتها واتخاذها للقرار من رجال دولة ذوي تخصصات مختلفة لتعزيز النظام الاجتماعي. فمن مهام أجهزة الضبط والتحكم العنفية إعداد الخطط المهنية اللازمة لفرض النظام دون أي اعتبار للمحاباة والتداخلات والتقاطعات السياسية بين القوى الحزبية في البلاد.
لكن تنفيذ تلك الخطط المهنية بحاجة إلى قرار سياسي فإن كانت السلطة السياسية ضعيفة الإرادة ومترددة في إتخاذ القرارات لاعتبارات حزبية وفئوية ضيقة ومتعارضة مع مهامها كجهة مسؤولة تقود الدولة والمجتمع، ضعفت هبية الدولة فتتطاول الجهات الخارجة على القانون على أجهزة الدولة القمعية وتتزعزع ثقة المواطن بالقانون والدولة معا فيسعى لحماية نفسه بنفسه من الخارجين على القانون.
يقول ((باريتو))"إن عجز الطبقة الحاكمة (لاعتبارات إنسانية أو غيرها) عن استخدام العنف الشرعي لفرض النظام، هو تهرب واضح من واجباتها تجاه المجتمع مما يشجع الطبقة المحكومة على استخدام العنف المفرط لإسقاط الطبقة الحاكمة وقتل وترويع مناصريها وتولي زمام الحكم وفرض النظام على المجتمع وإنقاذه من حالة التشتت والتناحر. لأن نخب الطبقة الحاكمة الجديدة تتألف من الشجعان والأقوياء الذين أزاحوا الضعفاء عن سدة الحكم مما يبشر بعودة الاسقرار والأمان للمجتمع".
إن وجود أشخاص ضعفاء ومترددين في إتخاذ القرار في هرم الدولة لفرض النظام يضعف أجهزة حفظ النظام في أداء مهامها ويخلق حالة من التردد والخشية للقائمين عليها. فالتناحر وتغليب المصالح الفئوية والحزبية للسياسيين على المصالح الوطنية ينعكس سلباً على أداء أجهزة الدولة فيدفع المواطن الثمن بأنفلات الأمن وغياب سلطة القانون وأنعدام الخدمات. فحالة أنعدام الأمن التي تطال المجتمعات المتناحرة يعود بالدرجة الأولى لتغليب المصالح السياسية على المصالح الوطنية ووجود سلطة ضعيفة تستمد شرعيتها وإستمرارها من تحقيق مصالح الجهات الحزبية المؤتلفة منها. فعند تقاطع المصالح الحزبية بين أحزاب السلطة ذاتها، تصبح السلطة عرضة لسحب الثقة منها فتذعن لتحقيق المصالح غير المشروعة للجهات الحزبية الأخرى طمعاً في إستمرارها في السلطة.
يعتقد ((هوبز))"أن غياب القوة القهرية يؤجج الصراع بين فئات المجتمع (حرب الكل ضد الكل) لفرض الإرادات، فالطبيعة الغريزية للبشر تدفع البعض لاستخدام القوة والعنف للهيمنة على الآخرين فإذا ما أريد الحفاظ على النظام الاجتماعي، فلابد من وجود قوة قهرية قادرة على فرض النظام على الجميع".
إن الهوة الشاسعة في أداء المهام في أجهزة الدولة بين رجال الدولة من ذوي الاختصاص والكفاءة وبين السياسيين المتدني الكفاءة والخبرة والمنسبيين قسراً لأجهزة الدولة يؤشر لحالة الفشل وسوء الإدارة، فمسؤولية أنعدام الأمن وتفشي الفساد في مؤسسات الدولة يعود بالدرجة الأولى لتسلط الحثالات من السياسيين على مراكز القرار والعمل على إقصاء الكفاءات والخبرات التخصصية عنها.
الموقع الشخصي للكاتب: http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استخدام العنف الشرعي لتعزيز النظام الاجتماعي
- استخدام العنف الشرعي لإعادة النظام
- آليات الضبط والسيطرة في المجتمع
- فساد الجهاز القضائي
- مهام السلطة القضائية والتنفيذية (التداخل والتعارض)
- القانون والمواطن
- صراع النفوذ داخل الجماعة
- مهام القيادة والقائد
- غريزة القطيع عند الكائنات الحزبية
- صناعة الأصنام في المجتمعات المقهورة
- مسؤولية السلطة في تفشي الفساد في مؤسسات الدولة
- مظاهر الفساد والإفساد في مؤسسات الدولة والمجتمع
- بنية الكيانات الحزبية في السلطة والمعارضة
- المفاهيم التقليدية للسياسية العربية
- الأسباب والمعالجات لإنهيار السدود (سد الموصل نموذجاً)
- ((سلطة الاستبداد والمجتمع المقهور))
- ((دور الفكر في السياسة والمجتمع))
- كتاب جديد للباحث صاحب الربيعي بعنوان ((رؤية الفلاسفة في الدو ...
- نداء وتحذير للبرلمان العراقي والقوى الخيرة من أبناء شعبنا -ب ...
- الخطاب النسوي في المجتمع


المزيد.....




- السيسي وولي عهد الأردن: ضرورة البدء الفوري بإعمار غزة دون ته ...
- نداء عاجل لإنهاء الإخفاء القسري للشاعر عبد الرحمن يوسف والإف ...
- -الضمانات الأمنية أولاً-..زيلينسكي يرفض اتفاق المعادن النادر ...
- السلطات النمساوية: هجوم الطعن في فيلاخ دوافعه -إسلاموية-
- نتنياهو: انهيار نظام الأسد جاء بعد إضعاف إسرائيل لمحور إيران ...
- نتنياهو: ستفتح -أبواب الجحيم- في غزة وفق خطة مشتركة مع ترامب ...
- كيلوغ المسكين.. نذير الفشل
- تونس تستضيف الدورة 42 لمجلس وزراء الداخلية العرب (صور)
- -مصيركم لن يكون مختلفا-.. رسالة نارية من الإماراتي خلف الحبت ...
- مصر تعلن بدء إرسال 2000 طبيب إلى غزة


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - الإرادة السياسية واستخدام العنف الشرعي