محسن صابط الجيلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 2237 - 2008 / 3 / 31 - 11:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تعرض التركمان ولأزمنة طويلة إلى اضطهاد متعدد ومتداخل المستويات والأهداف والأغراض وخصوصا تحت حكم النظام الدكتاتوري السابق حيث القتل والتشريد والتهجير والإقصاء هي محطات بارزة لما تعرضوا له، كانوا يتلقون كل ذلك بصدور عارية فلا سهول واسعة أو أهوار أو جبال تحميهم، لقد صمدوا كالأسود بوجه كل ذلك وبقوا متمسكين بوطنهم ( العراق )، وكانوا يفرقون دوما بين السلطات الجائرة وبين حبهم وانتمائهم لشعبهم العراقي الذي تحمل معهم أوزار الدكتاتورية والطغاة، ومن أجل حرية الوطن والإنسان قدموا تضحيات غالية وباهظة وعزيزة..لم يبخلوا على الوطن بشيء، فقد كانوا دوما عنوان للنضال وللتآخي والحب والإخلاص والإيثار..لقد تعرفت على اخوة أفذاذ وكبار من هذه الفصيلة الهامة المكونة لشعبنا العراقي سواء في أيام الدراسة أو في كوردستان أو خارج الوطن، فرغم الأخطاء السياسة التي ارتكبها الحزب الشيوعي في بعض مراحل تاريخه بحقهم لكن رغم كل ذلك تناسى البعض وتسامى فوق ذلك ليرتبط الكثير منهم بالحزب حبا بالشكل المفترض والمتخيل والمفترض في أدبياتنا وشعاراتنا لعراق جديد تكون فيه المساواة والمواطنة هي الأساس في بناء الوطن، وعندما كنت اسأل عن سبب هذا الارتباط كان جوابهم عميقا ومؤثرا وجليلا ومتقدما على السياسة وكواليسها، كون الحزب شكل أممي جذاب وهام لحياة شعب مثل العراق ونحن جزء منه واليه ( طبعا كان الحزب هكذا قبل أن يتحول إلى شكل آخر من التوازنات القومية والطائفية ومعها تشتته تبعا لذلك وبهذا لم يعد حزبا أمميا كما كان شكلا وتنظيما وفكرا وممارسة..) كانوا دوما يلوذون بالعراق وبأهله وبأرضه عندما تشتد المحن عليهم، واليوم يؤكدون ذلك، يؤكدون عراقيتهم وانتمائهم للعراق والدفاع عن أرضه وحرماته وثرواته رغم كل الواقع السياسي المعقد الذي يحيط بهم، فهناك تعقيد وتداخل ومصالح قومية وطائفية ومذهبية ودينية تبدو أقوى منهم، لكن عراقيتهم وحبهم للوطن جعلهم غير هيابين لكل تلك المخاطر، لهذا نراهم يتصدون ويعملون من أجل العراق ورفعته وعزته ووحدته..وهم مثلهم مثل الأقليات والمكونات الأخرى لشعبنا العراقي كالأشور والكلدان والأيزيدية والصابئة والشبك، قدموا عناوين عريضة وهامة وملموسة لمعنى حب الوطن وبهذا يستحقون وبجدارة تقييم وتثمين كل وطني عراقي شريف، لقد اثبتوا ولائهم أكثر منا، من الذين يدعون بأنهم الأحجام الكبيرة التي تُقرر، لقد تجاوزوا الصغائر التي حطمت كل شيء عابرين بأرواحهم وعقولهم نحو العراق أرضا وشعبا وسماء وإنسان..المطلوب من كل عراقي الدفاع عن قضايا هذه المكونات الجميلة التي أثبتت حبها للعراق وولائها المطلق له، فهم كبار بكل المقاييس..لنعطي هذه العناوين التي حفرت عميقا في الروح والجسد والعقل العراقي مكانا بارزا في تشكيل الدولة والمسؤوليات الهامة فيها لأنهم لا يعرفون أي مسميات أخرى غير جسد موحد وكريم وفاضل..فجدير بهكذا إخلاص أن يكون منعكسا في دولة حرة وديمقراطية نطمح لبنائها جميعا تحت مظلة العراق الموحد والعصي على التفتت والتخريب ..!
عاش الشعب التركماني المناضل..!
عاشت مكونات شعبنا التي أثبتت كونها تنتمي للأصالة وللوطنية الحقيقة التي بدون تعزيزها والأيمان بها لا مستقبل لوطننا وامتنا البهية بكل هذا التنوع والتآخي والمتألقة بشرف الانتماء إلى العراق الكبير..!
#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟