أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مازن كم الماز - الرأسمالية العالمية تتأرجح على الحافة , بقلم توماس هومر ديكسون















المزيد.....

الرأسمالية العالمية تتأرجح على الحافة , بقلم توماس هومر ديكسون


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2236 - 2008 / 3 / 30 - 10:28
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الرأسمالية العالمية تتأرجح على الحافة
لقد انتقلنا من عالم الخطر إلى عالم المجهول
بقلم : توماس هومر ديكسون
ز نت
يقوم البنك المركزي الأمريكي بتخفيض معدلات الفائدة , قابلا بذلك أكواما من الأوراق المالية التي تكاد لا تساوي شيئا من البنوك التجارية كضمانات لقروض طارئة , و يضخ مئات المليارات من الدولارات إلى الاقتصاد . إن المشكلة التي بدأت في الصيف الماضي في سوق الرهن العقاري الأمريكي الأضعف قد امتدت حول العالم , رافعة بدون رحمة سلم النوعية و هي تقوم بامتصاص الديون من المنظومة المالية العالمية كما تمتص النار الأوكسجين . لقد غرقت تدخلات البنوك المركزية الأمريكية و الأوروبية و اليابانية المبكرة لتثبيت الوضع في خضم المفاجآت التي رفعت هذه الأزمة إلى مستوى جديد .
تحدث الخبراء في نهاية الأسبوع عن خطورة انهيار المنظومة المالية لتجارة البيع بالجملة . حتى أن بعضهم ماثل بين الوضع اليوم و أزمة الدين التي سببت الكساد الكبير .
ما الذي يجري ؟ هل نحن ببساطة وسط تقلب جديد للاقتصاد العالمي الميال إلى حدوث انفجارات متقطعة لكن الذي يبدو دائما قادرا على أن يقف على قدميه من جديد ؟ أو أننا أمام حالة طارئة أكثر عمقا , تصل حتى قلب الرأسمالية الكونية المعاصرة ؟
قد تتمكن جهود الاحتياطات الفيدرالية الأمريكية الأخيرة من تثبيت الأسواق في الوقت الراهن , كانت أسواق الأسهم أعلى في الأمس بشكل واضح . لكن هناك سبب للاعتقاد بأن الأزمة هي نتاج لصعوبات عميقة في اقتصاد العالم .
ثلاثة عوامل أساسية – كل منها كانت تعمل طوال و اكتسبت زخمها خلال عقود – قد اجتمعت معا لتسبب هذه الأزمة . أول هذه العوامل هو انحراف ( زيادة ) إنتاجية الرأسمالية الكونية المعاصرة . الشركات العالمية مدفوعة بالمنافسة الكونية و السباق الذي لا يتوقف لتحسين الإنتاجية و تخفيض التكاليف , قد أتقنت إنتاج سيل يتزايد باستمرار من البضائع و الخدمات . و للتأكد من أن هذه البضائع و الخدمات سوف يتم شراؤها و أن هذه المصانع و الشركات ستستمر بالعمل يحتاج الاقتصاد العالمي إلى ضخ دائم من السيولة التي توفرها الديون الرخيصة .
ثانيا , أنه في العقود الثلاثة الماضية هيمنت إيديولوجيا المحافظين الجدد , التي تؤكد أن الأسواق معصومة من الخطأ و بالنتيجة كانت تزدري أي تدخل من جانب الدولة , على الفكر الذي يتعلق بالقضايا الاقتصادية خاصة في الولايات المتحدة . ألان غرينسبان , الذي كان رئيسا لمجلس البنك الاحتياطي الفيدرالي لفترة طويلة حتى عام 2006 , كان مدافعا متحمسا عن هذه النظرة , التي أصبحت أداة للإيمان أو الاعتقاد بالدوائر السياسية و الاقتصادية الأمريكية القوية – هذا أمر غير مستغرب بما أنها قد بررت ترك النخب الاقتصادية تسعى وراء مصالحها في مقابل تدخل محدود من جانب الدولة .
ثالثا , إن الكومبيوترات و برامجها الفعالة جدا , مع الاتصالات عبر الألياف الضوئية , قد سمحت لعرابي المال بإجراء معاملاتهم التجارية بطرفة عين حول العالم و خلقت الأدوات المالية – المشتقات , المقايضات , الاستثمارات البنيوية , و ما شابه – لتعقيد أعمال السيطرة . و في خدمة كل النوايا و الغايات , أدت هذه الأدوات إلى تشوش حدود ما نسميه بالمال . قبل عدة عقود كان رجال البنوك المركزية قادرين على الكلام بشكل محسوس و السيطرة عند الضرورة على الإمداد بالمال . الآن ما يعتبر مالا ليس واضحا على الإطلاق و هناك أشياء كثيرة تبدو على أنها , و تتصرف مثل , المال لا يمكن السيطرة عليها .
منذ انفجار شركات الدوت كوم ( الشركات العاملة على الانترنيت – المترجم ) و الركود الذي صاحبها في السنوات الأولى من هذا العقد , فإن هذه العوامل الثلاثة قد اجتمعت معا لتشكل خميرة ( محفزة ) سامة . تريد البنوك المركزية , لا سيما الفيدرالي الذي رأسه غرينسبان فيما مضى , أن تعيد الازدهار إلى اقتصادياتها الوطنية لذلك فهي تنظر إلى الجهة الأخرى حيث تخلق أشباه البنوك صرحا هائلا من الديون – صرحا ( أو ركاما هائلا ) عالميا مترابط بإحكام من أدوات الإقراض التي لا يمكن فهمها على نحو كامل . و ندرك اليوم أن هناك شيئا ما أقرب للاحتيال المستوطن يمد و يحث هذا العمل : شركات نفقات الديون مثل شركة مودي و ستاندرد و بور التي تعرض مضاعفة المبلغ ثلاث مرات – علامة الموافقة أو الرخصة على الأوراق المالية المدعومة بالأصول التافهة , البنوك الاستثمارية التي لا تضيف معظم التزاماتها إلى دفاترها , و كل فرد تقريبا في التجارة الذي يزن قيمة الأوراق المالية المعقدة بإرجاعها إلى الأرقام التي تصدرها نماذج الكومبيوترات التي لا سبيل إلى فهمها – و ليس بالعودة إلى الأسعار في الأسواق الفعلية .
هكذا فإن قواعد اللعبة قد تغيرت . لقد أصبحت منظومتنا المالية العالمية معقدة و غامضة بحيث أننا انتقلنا من عالم الخطر إلى عالم المجهول . في عالم الخطر يمكننا أن نحكم على المخاطر و الفرص باستخدام أفضل الدلائل المتوفرة لحساب احتمال نتيجة معينة . لكن في عالم المجهول فلا يمكننا تقدير الاحتمالات , لأننا لا نملك أي أساس واضح للقيام بمثل هذا الحكم . في الحقيقة قد لا يمكننا حتى أن نعرف ما هي هذه النتائج المحتملة . تستمر المفاجئات بالقدوم من المجهول , لأننا جاهلون أساسا بجهلنا . إننا محاطون بمجاهيل مجهولة .
ما يزال المعلقون و صانعو السياسة يتحدثون بعبارات الخطر . يقولون أن الأسواق تحتاج إلى إعادة تقييم و إعادة تحديد المخاطر الكامنة في الأوراق المالية و الشركات . لكن في الواقع فإن هذه الأسواق تعمل الآن تحت حالة المجهول . لا يعلم أحد بالفعل أين تقع حدود المشكلة , و ما هي المفاجئات القادمة , أو أية إجراءات ستكون مناسبة لإيقاف النزيف . و البنك الفيدرالي الأمريكي يرسم سياسته في الهواء .
لكننا نعلم مع ذلك أننا لا نتعامل مع مشكلة سيولة . إننا نواجه مشكلة مديونية ضخمة : فالبنوك و مؤسسات الاستثمار ليست قلقة كثيرا بخصوص تمويل استثماراتها القادمة , بل إنها تخشى على بقائها , لأن أصولها نفسها – خاصة القروض في دفاترها المالية – قد انخفضت قيمتها فجأة و على نحو دراماتيكي . في هذه البيئة فإن الأدوات التي بتصرف مصرفيي البنوك المركزية قد لا تعمل . يمكنك أن تشجع الناس على الاقتراض بضخ المزيد من المال في الاقتصاد لكن لا يمكنك أن تجبر الناس على أن يقرضوا .

يشغل توماس هومر ديكسون مقعد جورجي إغناتييف لدراسات السلام و النزاعات في جامعة تورنتو و هو مؤلف كتاب القلب رأسا على عقب .

ترجمة : مازن كم الماز
نقلا عن http://www.zcommunications.org/znet/ViewArticle/16995



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة سامي العريان الطويلة
- اقتصاد الكراهية العنصرية
- تسمية أوباما مسلما ليست تهمة
- إلى دماء الشهداء الثلاثة في القامشلي
- في الذكرى الخامسة
- وثائق ثورة أيار 1968
- هل الديمقراطية تهديد وجودي ؟
- رفع كفاحية اليسار السوري
- تطييف اليحاة السياسية
- ما الذي يعنيه أن تكون يساريا في القرن 21 ؟
- خارج عقلك
- خلجنة الثقافة العربية في نسختها الثانية
- في مواجهة الحروب الوشيكة في غزة و لبنان : يجب تحطيم الشرق ال ...
- كذبة الدولة
- انضم إلى الاجتماع العالمي التحضيري
- نحو نمط جديد من الممارسة السياسية لمواري بوكشين
- قلب العالم رأسا على عقب
- إعادة استعمار العراق بقلم طارق علي
- حالة المعارضة السورية
- رد على الدكتور الياس حلياني : كفى تخويفنا بأنفسنا


المزيد.....




- ماكرون يطرد 12 موظفا في الدبلوماسية ويستدعي سفير بلاده في ال ...
- ابنتا بوعلام صنصال تطالبان ماكرون السعي لإطلاق سراح والدهما ...
- الجميع -هدف مشروع-.. محللة توضح أهمية الفاشر لـ-الدعم السريع ...
- إسرائيل: لن تدخل أية مساعدات قريبا إلى غزة للضغط على حماس
- عباس إلى دمشق الجمعة المقبل للقاء نظيره الشرع
- الداخلية التركية تعلن القبض على 89 إرهابيا يشتبه بهم بالانتم ...
- إسرائيل تفرج عن 10 أسرى فلسطينيين من قطاع غزة
- الحكومة اللبنانية تطلق مشروع إعادة تأهيل طريق المطار
- شاهد.. -سرايا القدس- تعرض مشاهد من قصف استهدف الجيش الإسرائي ...
- بكين تمدّ جسورًا مع جنوب شرق آسيا


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مازن كم الماز - الرأسمالية العالمية تتأرجح على الحافة , بقلم توماس هومر ديكسون