أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجيب المغربي - همسات أصوات منثورة فوق صفيح الصّمت… .














المزيد.....

همسات أصوات منثورة فوق صفيح الصّمت… .


نجيب المغربي

الحوار المتمدن-العدد: 2237 - 2008 / 3 / 31 - 05:36
المحور: الادب والفن
    


0و كانت الاحلام أطفالا ماتوا داخلنا . . كانت الفجيعة شوكا يثقب اعماقنا.. فكنا رحلا يطالعون كل وجع يكبر مع الليل..0

الليل يختنق…يتورّط في حركة سريعة…يمتزج زمنه بدوران أحسّه يداهمني…كان منذ زمن بعيد…بلسما للعنة النّهار…لا زلت أدين له بفضيلته تلك…الليل وحده من يمنحنا أحشاءه الفارغة…لنتَسمّع منها لصمت الداخل…هو كذلك من يمارس سلطته القصوى علينا…يفرض مناخه على الأشياء كلّها…يقحم فيها معنى ما… و يقودنا في طريق العودة…لننظر الى الوراء… على الأقل…
فيما مضى كم كانت الذاكرة رائقة…بالكاد تتوقف عند القليل من الأشياء…اليوم صارت بسعة القاموس… لم أعد ارتاح لما أراه… الحزن الغامض ينيرعالما باهتا…يتورّد المزاج صارخا…يجرّ خلفه كلمات كسيحة… يحرك موسيقاه عل الأوراق!…دون ألم تغدو الروح مسطحة…لا تستطيع ان تبصر عمق الحياة…أصوات مزامير الداخل…ظلال الآخرين التي يحجبها زحام النهار…ان الألم من يصوّبنا بسمو…ضجر الحياة…الكآبة المكتومة…كلها تلهمنا بتأصّل أكبر… تعمقنا أكثر و نحن نتآكل باتجاه جوفنا…
لًشدّ ما تلتذّين بضراوتك أيتها الجراح…الأمنيات بجوارك تولد ذابلة…كم مضى على الحلم ؟…ألف احتراق… و بعض مواسم تشقّنا !…من أرغمك على ألاّ تمتدّ ؟…الأشياء جميعها تعاكسني…قوة اليأس…تنمو كالحشائش في كل مكان…تزحف على حديقة القلب…تطلع من حافتها زنابق دم…البوح يتهيؤ في صمت…الهذيان قد بدأ ينتشر…تتفسّخ الكلمات حد التبرّج المنفلت…ها… لست أنت من اختار طوعا أن تصيري هكذا…اضمحلالك كان الملاذ الأخير…هل تفهم هي نفسها ذلك…أتمتم…هل اعترفت لنفسها منذ زمن طويل ؟!…لا… تلك الصّيحة …انها تقترب…ستجعل كل كلامنا وهما بلا معنى…أيّ ثمن علينا أن ندفعه لتكسّر أعيننا الخوف ؟…يبحر الحزن فينا…كالشوك ينبت وحشيا…يرفرف بلا أجنحة…يحوم على كل شيء…يدور على اللاشيء…يتلبسنا هكذا حتى نختنق…
شيء ما يخدعنا… يجعل الحلم أكثر انفلاتا… أقل استهواءا من السّابق…انها هي الأخرى صارت ترى…تشتمّ الآتي كعطن يفوح من القعر…على أيّ حال لم يحن أوان اشراق الجرح كاملا…ساعة الظّل الذي سيبطل الاشتهاء…انه شيء آخر مختلف سيشد حبال الشّوق…يخصّب عظمة الحب بالموت…

الظلمة الأخيرة التي يلقي بها المساء…تقترب من التّلاشي…الصّقيع يهبط نافذا…يخترق جسدي كابر سامّة…صوت المعزوفة الحزينة…يحرّك أحاسيسا غامضة بداخلي… يبعث بنفسي القلق و الحزن…و صورا مجهولة مكدّرة…كثير من الأشياء لم يكن علينا أن نفعلها…أن نكون حيث ستقع…لكن من يدري …ربما الأشياء التي تستنفذنا… تلك التي تصيّرنا أكثر ترهيلا…قد تمنع عنّا جراحا أكبر…ترويضا أعنف…لكنّنا مع كل ذلك نظل كتماثيل من صلصال…
لا جدوى من دفع المأساة…القمر يسقط ضوؤه متألّقا…تتفاقم حركته… نور المصباح صار يزعج عيناي…أحسّ برأسي يفرغ…قدماي توشكان أن تتجمّدا من البرد…ضوء الفجر ينفذ من ثغرات في السّماء… النجوم تبدو أقل التماعا…ربما يوهنها برد الشتاء هي الأخرى…بدأت أحسّ بالضيق… و الحاجة الى التدخين أيضا…

اللّيل يتّكئ على الأرض…
يطعم البيوتَ بردَه…
يوقض الذّكرى…
و الحنين يتشبّت بالظلال…
أصوات الجراح تتعثّر…
لا تزال هناك كلمات تمتدّ كالخناجر…
تومض بضوء يرتجف…
تبحث عيونها عن صور بعيدة…


لم يكن الحزن يمتزج برقصات اللّيل…
كان يقبع هناك كامنا…
على اسفلت المساء…
حين فجأة تحوّل الى نسيم بارد
يغطّي جدار السماء…
كبقع مغلقة أخذ يتساقط…
هو أيضا صار الآن يغنّي


يحملني الصمت هناك…
كغيمة تحتكّ بالسماء…
كسنديانة تمتد معاندة ظلها…
تملؤ الفراغ…
أبدّد الصّور بالذاكرة…
كلماتي ترشح…
تتمدّد كشلاّل….
تتراقص على حافة الحلم…
و لا تسقط


كان بيننا وعد على الطّريق…
و قلبٌ يتدفأ من حريق مبكّر…
و ذكرى تركناها تصدأ…
كان…
كان الحلم يرافقنا…
و الألم كنّا سنسميه عيدا…


هناك على جسد الجرح…
كان يحدّق الغياب…
في عيوننا…
ارتجفنا ومشينا…
لم نودّع أوراقنا…
لم نحمل وتر الحلم…
لم نقل كلمة…
و نظراتنا…
ظلت عالقة هناك…


مللت توهان الليّل…رحيل الفصول…كلمات تشرب نخب الجرح…وجع الأحلام المستنفذة…المأساة المنغرزة ببياض الحلم…تصلبات القلق… صور الذكرى…التخيلات الشاردة…فتح دفاتر جديدة…بقيت صامتا طويلا…لا أتحرّك…اختلطت بكل الأشياء..تدفقت نحوها…ارتعاشات البرد…انفعالات النهار… انحدارات الصمت…ظلال الرّحيل التي تمتصّني…أضواء البوح التي لم تشع بعد !…بدأت الكلمات تتجمد كقطع صقيع…القلق يتأجج غائرا…أنا وجدت لأتنفّس الكآبة…الحب نفسه لا أستطيع انتزاعه منها…أتمتم بحنق…هكذا ظهر ضوء الصّباح…أعطوني كفاف ذاكرة حالمة…ان كلامي يرجع بدون شك… الى اللّون الأحمر…الى اللون الأسود…الى نشوة بلا لون…!



#نجيب_المغربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوابيس عائدة من عام جديد…!
- ارتباكات على مرآة اللّيل !..
- باقة حجريّة لمدينة غير مكتملة ..
- هذيان بطعم الصداع ! .
- شذرات فلسفية ! .
- لا… ليست هذه آخر طلقات الصّمت الثقيل .
- ...و للموتِ فينا بياتٌٌُ أبديّ
- تأملات فلسفية جدلية ! .
- تأملات فلسفية دياليكتيكية ! .
- شذرات عرفانية صادمة ! .
- دياليكتيك الوجدانات : الحب كرمز مكثف لفراريتنا من حتمية المو ...
- دياليكتيك الانطولوجيا الوجدانية : الحب كرمز مكثف لفراريتنا م ...
- دياليكتيكية الانطولوجيات الوجدانية : الحب كرمز مكثف لهروبيتن ...
- موضوعات لاجل فلسفة مستقبلية ! ( 2 )
- افكار من اجل فلسفة مستقبلية !
- الحركة الشيوعية المغربية وبناء الخط الطبقي في مواجهة الانتها ...


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجيب المغربي - همسات أصوات منثورة فوق صفيح الصّمت… .