أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - من الرياض الى دمشق تتواصل البيانات














المزيد.....

من الرياض الى دمشق تتواصل البيانات


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2228 - 2008 / 3 / 22 - 01:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ كنا أن تعلمنا نقرأ الصحف طالعنا إخبار مؤتمرات القمة العربية وتابعناها بحكم سذاجتنا السياسية وكنا أيامها نرى أن زعمائنا قادرون على التغيير ومجابهة التحديات وأتذكر كنا نتسمر إمام شاشات التلفاز لنتابع رؤساء أمتنا وهم يصلون مطارات العواصم العربية التي احتضنت مؤتمرات القمة وكيف يحيط بهم رجال أمنهم الخاص ومستشاريهم , وتابعنا جلساتهم بوجوه مكفهرة لا تعرف أن تبتسم وكنا ساعتها نقول ويقولون لنا إن هؤلاء الزعماء يحملون هموم 250 مليون عربي , وكلما ذكر اسم فلسطين تساقطت دموعهم ودموعنا.
وبحكم سذاجتنا السياسية آنذاك كنا في لهفة لسماع البيان الختامي لمؤتمر القمة ونعود نتسمر أمام التلفاز وفي الصباح تنفذ الصحف بسرعة ويعود القادة العرب كل لجواريه وتستل الأقلام من غمدها لتمجد للقمة وتقبض.
وبمرور الزمن والقمم اكتشفنا إن البيان الختامي للقمة الأولى يشبه البيان الختامي للقمم اللاحقة الذي يؤكد على التضامن العربي ووحدة الصف وتحرير فلسطين وأضيفت في القمم اللاحقة مدن وأراضي أخرى بحاجة للتحرير فكان الجنوب اللبناني في فترة والجولان وسيناء والجزر العربية الثلاثة ثم العراق , والديباجة نفسها تتداول.
معنى التكرار هذا يؤكد فشل الجامعة العربية في إيجاد قواسم مشتركة بين القادة العرب وربما يتصور البعض إن القادة العرب متفقين وهذا هو الخطأ بعينة إذ إن بعد عام 1990 والغزو ألصدامي للكويت والذي أحدث شرخ كبير ليس في العقلية العربية فقط بل في جميع مفاصل المنظومة العربية السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهذا التحول انعكس أول ما انعكس على مؤتمرات القمة العربية التي لم تستطع أن تجتمع لفترة طويلة وباتت القمم العربية ليست ضمن اهتمامات المواطن العربي الذي اكتشف بمرور الزمن إن ما يحدث في اجتماعاتها ما هو إلا تحصيل حاصل لأفكار القادة العرب الذين يبحثون عن مجد شخصي ويتاجرون بقضايا العرب. وكما هو معروف فان العالم تغير كثيرا منذ عام 1945 سنة تأسيس الجامعة العربية وبعد أكثر من 63 سنة ظلت جامعتنا تراوح مكانها بل كادت تتوقف في منتجع شرم الشيخ لولا إصرار بعض قادة العرب على الانعقاد الدوري في العواصم العربية المنهكة بالاستعداد لقمة لا تقدم ولا تؤخر في الشرق الأوسط .
ما الذي ستبحثة القمة العربية؟ هذا السؤال ممكن أن يوجه أي طفل لأبيه حين يجده متسمرا أما التلفاز؟
بالتأكيد سيخرج الإعلام العربي فور انتهاء القمة بأوصاف جميلة لها ورائعة وربما تشكل انعطافة في مسيرة التضامن العربي وما أكثر الانعطافات التاريخية عند العرب لدرجة إن البعض يعتبر كل مؤتمر قمة هو إنعطافة جديدة.
باعتقادي الشخصي إن الجامعة العربية انتفت الحاجة لها لأن العالم اليوم لا تحكمه البيانات السياسية والشجب والاستنكار والدعوة للتضامن بل العالم اليوم عالم الاقتصاد والمعرفة وان قادتنا عبر جامعتهم يحاولون تكريس نظرياتهم السابقة في تفريغ العقل العربي من محتواه واجبار المواطن العربي على سماع بيانات تشبه المعلقات دون أن تجد له حلولا لمشاكله الاقتصادية فالأمية في الوطن العربي نسبتها عاليه وهدر الحقوق المدنية مرتفعة والسجون تغص بمعتقلي الرأي والمحاكم الصورية هي سمة النظام العربي , كل هذه وغيرها يجب ان ينظر إليها قادتنا العرب الذين تقع عليهم مسؤولية تحويل الجامعة العربية إلى ملتقى اقتصادي يرفع القدرات الاقتصادية للعرب وان يبحثوا قضايا واقعية من صميم مشكلات العرب لا من خيالات حكامها. ففلسطين دولة وان كانت ناقصة السيادة والعراق دولة وان تواجدت القوات الأمريكية على أراضيها كما تتواجد في مصر والأردن والخليج . ولبنان دولة وان اختلفت قواه السياسية في انتخاب رئيس وللجامعة العربية وبعض أعضائها اليد الطولي في عرقلة المسيرة الديمقراطية في لبنان. نعم يا قادة امتنا العالم العربي يجب أن ينتقل للتغيير وعليكم تقع مسؤولية التحول المنتظر فلا تتوقعوا أن يتسمر شعبكم أمام التلفاز ساعات طويلة ليستمع لخطب سمعها من قبل , ولا تنتظروا نفاذ الصحف الحكومية صباح اليوم التالي لأنها تشبه بعضها البعض , كونوا كقادة أوربا احملوا حقائبكم الصغيرة وافتحوها واستقرؤأ احتياج شعبكم وتأكدوا ستكون القمة هي الانعطافة الحقيقية.



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خميس الرصاص في العراق
- الرؤيا الأمريكية في نشر الديمقراطية
- العرب والنت
- الإعلام وأدوات التغيير في العراق الجديد
- انظروا لإيران من الجانب الآخر
- العراقي والستلايت
- بناء العقلية العراقية الجديدة
- عقارب الساعة لن تعود
- رعب الإرهاب في ميزان المصالح
- الديمقراطية التوافقية في العراق
- من مع إيران.. من مع أمريكا؟؟؟
- المواطنة ما هي؟
- ماذا بعد زيارة بوش؟؟
- العلاقة بين المدرسة وأولياء الأمور
- المعرفة مورد لا ينضب
- النهوض بالواقع التربوي
- الديمقراطية في عراقنا الجديد
- أسباب العنف عند الأطفال
- مدير المدرسة الناجح
- صراع اصوليات لا صراع حضارات


المزيد.....




- ترجف من الإرهاق.. إنقاذ معقد لمتسلقة علقت أكثر من ساعة في -م ...
- تمنّى -لو اختفى-.. مخرج -Home Alone 2- يعلق مجددًا على ظهور ...
- جوزاف عون يتحدث عن مساعي نزع سلاح حزب الله: نأمل أن يتم هذا ...
- ثنائي راست وتحدي الكلاسيكيات العربية بإيقاعات الكترونية
- -من الخطأ الاعتقاد أن أكبر مشكلة مع إيران هي الأسلحة النووية ...
- عراقجي: زيارتي إلى روسيا هي لتسليم رسالة مكتوبة من خامنئي إ ...
- تصاعد أعمدة الدخان فوق مدينة سومي الأوكرانية بعد غارات بمسير ...
- المرسومً الذي يثير القلق!
- دورتموند يتطلع لتكرار أدائه القوي أمام برشلونة في البوندسليغ ...
- عاصفة رملية تخلف خسائر زراعية فادحة في خنشلة الجزائرية (فيدي ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - من الرياض الى دمشق تتواصل البيانات