أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أوزجان يشار - نوايا تقمص الشخصيات














المزيد.....

نوايا تقمص الشخصيات


أوزجان يشار

الحوار المتمدن-العدد: 2228 - 2008 / 3 / 22 - 09:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ربما يستفز السؤال عقولنا عندما نبدأ بالبحث عن نوايا تقمص الشخصيات و أسبابها و هذا ما جعلني أقف امام مقارنة ربما تبدو غريبة نوعاً ما بين شخصية "فؤاد مرتضى" الذي تقمص شخصية ولي عهد المغرب الأمير رشيد و بين "انستازيا" الابنة الصغرى لآخر قياصرة روسيا "نيكولاس الثاني".

نشأ فؤاد مرتضى في مدينة كلميمة المغربية في وسط محافظ بسيط و كان أبوه يعمل في وظيفة مفتش بالتعليم الابتدائي وتربى هو و اخوته الأربعة تحت إشراف أمه و هي ربة منزل بسيطة.

يقول فؤاد مرتضى بأنه لجأ إلى أحد مواقع الانترنت من أجل أن يضع حداً لمعاناته النفسية و فشله مع الجنس الآخر. وبالفعل أنشأ فؤاد مرتضى معلومات شخصية صحيحة و صادقة في قائمة التعريف الشخصية في هذا الموقع بالإضافة إلى صورة شخصية له على أمل أن يجد الفتاة التي قد تتفاعل معه من خلال الشبكة الإليكترونية.

ولكن لم تأتي الرياح بما تشتهي السفن, حيث لم تثير المعلومات الصادقة اهتمام أي فتاة مما زاد من معاناته النفسية كما يقول وهنا بدأ بالتفكير بانتحال شخصية شخص معروف و مشهور يلقى تأثير افضل لدى قلوب الجنس الآخر.

و قرر فؤاد مرتضى أن يتقمص شخصية ولي عهد المغرب "الأمير رشيد" حيث أن ولي عهد المغرب رجل أعزب وهذا هو النوع المرغوب من الرجال لدى الفتيات, وبالفعل بدأ فؤاد مرتضى بإنشاء بيانات جديدة على نفس الموقع و لكن هذه المرة بأسم ولي عهد المغرب الامير رشيد بعد ان قام بجمع معلومات شاملة عن الأمير من خلال الشبكة الإليكترونية بل و استطاع الحصول على صورة شخصية للأمير أرفقها ضمن البيانات الجديدة.

و يقول فؤاد الذي تم اعتقالة فيما بعد , بأنه بعد مرور يومين فقط من إنشائه للمعلومات المزيفة انهالت عليه الرسائل الإلكترونية من الفتيات المعجبات بولي عهد المغرب, بل اقتنعت الكثير من الفتيات بأنهن يتحدثن فعلاً مع ولي العهد المغربي.

أن تقمص الشخصية في حالة فؤاد مرتضى تبدو اسبابها جليه و واضحة بكافة الجوانب و لنا أن نتعاطف مع الظروف النفسية لفؤاد مرتضى أو لا نتعاطف.

و اعود إلى لغز "انستازيا" و هي من أكثر القصص غموضاً في التاريخ المعاصر من خلال مصير عائلة " نيكولاس الثاني" , آخر قياصرة روسيا , الذي قال البولشفيون أنهم أعدموه وعائلته في 19 يوليو 1918 بعد عدة أشهر من عزله من الحكم اثر قيام الثورة الروسية في أوائل عام 1917 .

تضاربت الأقوال و كثرت القصص حول هذا الموضوع , فمن المؤرخين من يقول أن القيصر اعدم بمفرده, وان أفراد عائلته تم نفيهم إلى مكان سري غير معروف, وهناك من يقول أن جميع أفراد الأسرة ( زوجة القيصر وأولاده الخمسة وهم أربع بنات وصبي واحد اعدموا جميعاً باستثناء " آناستازيا" الابنة الصغرى التي تمكنت من الفرار.
ومهما اختلف المؤرخون في الأمر يبقى أن شخصية "اناستازيا" أصبحت هي بالتحديد هدف الكثير من المحتالين والمزورين , إذ تقدمت خلال السنوات القليلة التالية على إعلان موت" اناستازيا" مئات الفتيات اللواتي ادعين أنهن الدوقة "اناستازيا" طمعا في ثروة والدها الضخمة. ولكن أشهر تلك القصص كانت بطلتها مراهقة ثم انتشالها وهي فاقدة الوعي من قناة مائية في برلين و بالتحديد في 17 فبراير 1920 , ونجحت تلك الفتاة في إقناع الكثير من العائلات الإرستقراطية الروسية المتواجدة في ألمانيا بأنها فعلا ابنة القيصر " نيكولاس الثاني" .

قالت الفتاة أنها اقتيدت مع عائلتها ( القيصر وزوجته وأولاده ) إلى احد الأقبية, وهناك أطلق عليهم الجنود النار. وأصيبت هي بطلق ناري فقدت على أثره الوعي , فظن الجنود أنها ماتت . وكان بين هؤلاء الجنود شقيقان لم يريدا الاشتراك في الجريمة وعندما اكتشفا بالصدفة أنها مازالت حية , عملا على تهريبها إلى رومانيا , ومن هناك إلى برلين. وخلال العشر سنوات التالية عملت هذه الفتاة على استرجاع ما ادعت أنه حقها, وتمكنت من صنع بلبلة في الأوساط الإرستقراطية الروسية في برلين , بل اشتهرت قصتها لدرجة أنها أصبحت محور العديد من الكتب والروايات.

كان المدهش في الامر أن هذه الفتاة كانت تعرف أدق التفاصيل عن حياة القيصر وعائلته , وأكدت الأميرة "أيرين" شقيقة زوجة القيصر " نيكولاس" أن هذه الفتاة تشبه فعلا إلى حد كبير "اناستازيا" ابنة شقيقتها , كما أكد أبن عم القيصر شخصيتها. وبينت بعض صور الأشعة التي أخذت لها في المستشفى أنها مصابة بجروح في الرأس و من الممكن أن تكون الإصابة نتيجة ضربة شديدة بطرف مسدس, وأن هناك نتوءات عظمية على قدمها في المكان ذاته الذي كانت توجد به النتوءات العظمية على قدم ابنة القيصر, و ان هناك اثر جرح على كتفها الأيمن في المكان ذاته الذي اجرت فيه ابنة القيصر عملية لإزالة شامة. كما فسرت الفتاة الجرح الصغير على أحد أصابع يدها اليسرى , بأنه نتج عندما أغلق أحد الحراس بالخطأ باب العربة على يدها. وقد أكدت أحدى المربيات اللواتي كن يعملن في القيصر في ذلك الوقت القصة.

وظلت قصة الفتاة المجهولة التي تدعي أنها "اناستازيا" عالقة في محاكم "هامبورج" حتى شهر مايو 1968 عندما حكمت المحكمة ضدها , لكن مازال العديد يعتقدون أن "اناستازيا" لم تمت , وأن تلك الفتاة ربما كانت تقول الحقيقة .



#أوزجان_يشار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحمى و الخوخ الأخضر
- فضلات المدن و التعامل معها
- و مضات من حياة ديكنز
- الكأس الأخير
- رهاب الحديث امام الجمهور
- يا سكان الأرض اتحدوا..!
- بيئة العمل و المخاطر المهنية
- ثائر ليبرالي ام مصلح اجتماعي
- الكلور الحارس الغادر
- لحم البشر و آداب المائدة
- الغيرة بين شارلوت وياسمين
- توم هانكس مبدع يمتطي الصعاب
- المياه محور الصراع القادم
- القرآن وماكينة الخياطة
- ومضات من حياة فولتير
- الطبيب و المقبرة
- بدلة أول عيد و أول يد أنثى
- الملائكة تتكئ على عصا
- أسنان البحر
- المحظورات و أول و آخر صفعة


المزيد.....




- أمريكا: قبل 16 أسبوعًا من انطلاق التصويت.. نظرة على توقعات ا ...
- أمريكا.. تحذيرات من أعمال عنف انتقامية محتملة بعد محاولة اغت ...
- -يتعرض لضغوط متزايدة ولا يخشى الموت-.. مصدر مطلع يكشف تقييم ...
- ترامب جونيور يطرد مراسلا: -لم يكن بوسعك الانتظار بأكاذيبك وه ...
- -50 طلقة وجهاز تفجير عن بعد-.. تقرير: سلاح مطلق النار على تر ...
- أفغانستان.. 40 قتيلا جراء الأمطار الغزيرة و17 قتيلا في حادث ...
- سجن مؤثرة على انستغرام بتهمة الاتجار والعبودية
- مراسلتنا: الاشتباه بعملية تسلل في مدينة إيلات والشرطة الإسرا ...
- رغم محاولة اغتيال الضيف.. المفاوضون الإسرائيليون يتجهون لمتا ...
- العثور على دليل يؤكد وجود الماء في الغلاف الجوي لـ-إله الحرب ...


المزيد.....

- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أوزجان يشار - نوايا تقمص الشخصيات