الزواج التقليدي كأحد أهم أشكال شراء الجنس

لميس الصيفي

الحوار المتمدن-العدد: 2227 - 2008 / 3 / 21 - 11:21
المحور: ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة
    

فلتتوقف جميع أشكال شراء الجنس و لنبدأ بأهم شكل وهو الزواج التقليدي تحديداً ، الهدف الأساسي من الزواج في مجتمعاتنا هو الجنس أولاً و الإنجاب ثانياً .
و تبدأ العملية الشرائية بأشكال مختلفة منها و هو ما يزال يتبع في الكثير من المناطق هو طريقة الأم فنرى أن الأم تذهب و تنتقي عروس حسب مواصفاتها و يفضل أن تكون شقراء بعيون زرقاء و صغيرة في العمر و تبدأ مسيرة التسوق بالأعراس حيث ترتدي السلع " الفتيات " أجمل ما عندهن و يستعرضن طرقهن بالرقص أمام الأمهات حتى تقع القرعة على إحداهن و تذهب الأم لابنها المصون و تصف له و تقترح إحدى المنتوجات التي رأتها.
و هناك من يرى فتاة عدة مرات فيسأل أو في لعب أخرى يختبر أخلاقها و الأخلاق هنا لا تعني الصدق أو المحبة أو الشفافية أو عدم إيذاء الآخرين أو قو ل كلمة حق أو مساعدة الآخرين أو احترام الأشخاص و الآراء ، بل هي تعني شيء واحد فقط لا غير وهو إن كان قد لمسها شخص من قبل هذا هو المعيار الوحيد لمنظومة الأخلاق العظيمة .
دون الدخول بالكثير من التفاصيل التي تعرفونها تبدأ عملية الشراء أول شيء إذا كانت الفتاة جميلة فلا بد أن تتزوج من غني لأنها تساوي أكثر و إذا كانت متوسطة الجمال أو أقل فمن الممكن القبول بشخص متوسط الحال لأن التسعيرة هيك، بعدها يبدأ التفاوض كم المهر؟ كم المؤخر؟
أو لم تسألوا أنفسكم لماذا دائماً الأب يرفض الرجل الذي تحبه ابنته ، لأنه فقير و لا يلاءم البيعة.
و يقبض الأب ثمن ابنته أو بالأحرى ثمن مضاجعتها من قبل العريس،و تبدأ رحلة الزواج العويصة و على المرأة أن تخضع لجميع طلبات زوجها الجنسية و غير الجنسية أيضاً ، و عندما تبدأ المشاكل الزوجية بالتفاقم لأسباب عدة أهمها عدم فهم الطرفين لبعضهما البعض ، لا تستطيع المرأة طلب الطلاق لأنه لا يوجد لها أي مكان تذهب إليه و ليس عندها مصدر رزق ، أو المصدر الذي عندها لا يكفيها خاصة إذا كان عندها أطفال فتضطر الزوجة لتحمل الحياة و هناك الكثير من النساء اللواتي عشن طول عمرهن بهذه الطريقة ، و يتم اغتصابهن و خيانتهن و لا يستطعن حتى التمتع بحياتهن الجنسية لأنهن محكومات بعدم قدرتهن على الاستقلال المادي و عدم دعم أهاليهن لهن لأن الأهل لا يريدون أن يصرفوا عليها .

فإذا توقف الزواج المبني على أساس المصلحة المادية و التوقف عن التعامل مع المرأة كسلعة إنتاجية تخضع لفكرة العرض و الطلب ، و التعامل معها كشريكة لها نفس الحقوق الواجبات، فإن أحد أهم أشكال شراء الجنس تتوقف.

#لميس_الصيفي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات