أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد علي محيي الدين - (الرفيق هادي حنتوش أبو سوزان)














المزيد.....

(الرفيق هادي حنتوش أبو سوزان)


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2225 - 2008 / 3 / 19 - 10:28
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


الخلق الرضي،والدماثة،والوداعة،والسخرية اللاذعة،والاتزان البعيد عن التزمت،صفات ندر أن تجتمع لإنسان،و(أبو سوزان) جمع هاتيك الصفات الى صفات أخرى،فهو ذو ذاكرة عجيبة تختزن الأحداث والوقائع،ولا تغفل عن دقائق الأشياء،وموسوعة متنقلة من المعلومات السياسية والتاريخية والأدبية وكل ما يدخل في مضمار الثقافة العامة،الى جانب معلوماته الطبية المركزة بوصفه معاون طبيب أعطى لمهنته حقها في الممارسة وزيادة المعلومات.
وفد لمدينتنا القاسم أواسط الستينيات من مدينة قلعة سكر في الناصرية الحبيبة،مدينة النضال والحب العذري،والغناء الأصيل،للتخلص من الرقابة والمضايقة التي واجهته في مدينته بسبب نشاطه،وطاب له المقام في القاسم بزواجه من أحدى قريباته،وخلال شهور صار معروفا في الأوساط الاجتماعية أنسانا وممرضا ومناضلا،جمع المزايا النادرة والصفات الحميدة،فاستحق الحمد والإعجاب.
وكان له مجلسه العامر في مقهى الشيوعيين في القاسم،مقهى (جاسم برغوث)والمقهى الوطنية الأخرى مقهى (أبو شاكر) اللتين لهما في الذاكرة الكثير الكثير مما سأشير إليه في فرصة لاحقه.وكان لأحاديثه الشهية وآرائه السديدة،ومعلوماته الثرة،أثر كبير في اجتذاب الكثيرين لصفوف الحزب الشيوعي،وله نشاطه المؤثر في المناسبات العامة،الى تأريخ سامق في النضال منذ الخمسينيات في صفوف اتحاد الطلبة،وفي الحزب الشيوعي..حدثني ذات يوم عن انتخابات اتحاد الطلبة،عندما كان طالبا في العهد الطبي ببغداد قال:كانت المنافسة شديدة بين اتحادنا والاتحاد البعثي الذي حاولت القوى المتحالفة من بعثيين ورجعيين فرضه بمختلف الطرق حتى وصلت الأمور الى المصادمات،وحدثت معارك بالأيدي ،وكنت من الشباب المندفع في تلك الأيام،وقد حدث اصطدام بيننا وبين الطلبة البعثيين مما أدى الى اشتباك بالأيدي والهراوات،فأنهلت على أحدهم بضربة قوية على قفاه،فالتفت نحوي ولكمني لكمة قوية أسقطتني أرضا،وعندما أنهضني زملائي حاولت الوصول إليه الا ان المعركة أوشكت على نهايتها بتدخل الشرطة بتحيز سافر لجانبهم،وتمت الانتخابات بالفوز الكاسح لنا رغم المحاولات الرامية لإنجاح الاتحاد الآخر،وظلت صورة ذلك الشاب راسخة في ذهني لحد الآن،وبعد أنقلاب1968الأسود فوجئت بذالك الشاب يقف خلف البكر قائد الانقلاب المشوؤم وهو يحمل بندقية وأذا به صدام حسين.
وبعد الحرب على إيران،قام صدام حسين بتهجير الكرد الفيليين الى إيران بحجة تبعيتهم الفارسية وهم العراقيين الأقحاح،وقد القي القبض عليه سنة 1981 وسفرت عائلته الى إيران وصادرت السلطات أثاثه وبيعت داره بالمزاد العلني بثمن بخس ألى أحد أزلام السلطة وأحتجز مع من أحتجز من الشباب الفيلية،وأقولها للتاريخ أن الكثير ممن سفروا لم يكونوا من الجالية الإيرانية وأغلبهم أن لم يكن جلهم من المناوئين للسلطة وأكثرهم من أعضاء الحزب الشيوعي أو مناصريه ولغرض التخلص منهم ،جرى احتجازهم وتسفير عوائلهم،وقد علمت من مصادر موثقة بأن النظام الصدامي قد جعل من هؤلاء المحتجزين دروعا بشرية و أدوات لتفجير الألغام وقدمهم أمام الجيش العراقي في معركة البسيتين في قاطع العمارة فكانوا ضحايا لأنفجارات الألغام الإيرانية المزروعة في خطوط الجبهة الأمامية وقد قتل الآلاف منهم بهذه الطريقة البشعة،وقتل آخرين بتجارب واختبارات أسلحته الجرثومية،أومن قتل أثناء التعذيب،وكان أبو سوزان واحدا منهم.
وبعد سقوط النظام البائد،قام شقيقه الرفيق عبد الله حنتوش،المقيم في قلعة سكر بإقامة مجلس العزاء له،وقد طبعت له صور كثيرة ألصقت في مدينته السابقة ،وقامت منظمة الحزب في القاسم بلصق الكثير من صوره على جدران مدينته الثانية،عرفانا منها لأبن بار من أبنائها،أمتزج بأوساطها ،وأصبح واحدا منهم ،أثير لديهم،حبيبا لنفوسهم،ولا تزال عائلته في إيران،وقد التقيت بأبنائه عند مجيئهم لزيارة بلدهم العراق،فوجدت أن هؤلاء الأشبال هم أبناء ذلك الأسد،يحتذون خطى والدهم،ويؤمنون بما آمن به،ودعا إليه،وأستشهد من أجله لك الذكر الطيب والجزاء الحسن على ما قدمت لشعبك ووطنك ،وستبقى ما بقيت رايتنا خفاقة في ربوع عراقنا الحبيب.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (عبد الحسين دريويش أبو شذى)
- ((الشيخ أحمد العبد الله-أبو عبد الله))
- ((لطيف عبد هويش رهين المحبسين))
- الخلط بين السلطات
- المعتقدات الدائرة حول الحيوان
- سلاما عيد النضال
- مع الحلاوي مرة أخرى
- حميد الحلاوي ورؤيته الحلاوية للتيار الديمقراطي
- وحدة الحركة النسوية ضمان لنجاحها
- شيوعي... ولكن خارج التنظيم
- (الشهيد المهندس عبد الحسن هادي فرحان ألدبي-أبو سلام-)
- (صفحات مجهولة من نضالات الطلبة العراقيين)
- حمزة عبد الرضا الغريباي
- جابر جودة مطر... شيء من الماضي
- سعاد خيري والخلط العجيب
- المدرسة الشيوعية..المعلم الأول لشهاب التميمي
- التوغل التركي في العراق
- كاظم الجاسم مختار الحزب في الفرات الأوسط(2)
- محطات في حياة الراحل معن جواد(7)
- محطات من حياة الراحل معن جواد(8)


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد علي محيي الدين - (الرفيق هادي حنتوش أبو سوزان)