أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عايد سعيد السراج - لماذا غرقت - وطفة- بالنهر مرتين؟















المزيد.....

لماذا غرقت - وطفة- بالنهر مرتين؟


عايد سعيد السراج

الحوار المتمدن-العدد: 2225 - 2008 / 3 / 19 - 10:28
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


تتدانى الحروف , فِتُلْهب هَمّ القيظ المُتَأرَّق بلحظة الذبح , ومن أَنّة الرباب على أضلاع الحروف , تتماهى المفردات الموجوعة التي وخزها حزن الأنثى 0
وما لَمّت عصافير ٌ دمها , بل ألهبت ظهر الحروف بسياطها التي رَشت عليها نعناع الصبا , واحتَشَمَتْ آهّةَ الأنثى المكبوتة في مهرجان الغربة , وتظل المسافة بين "زحل ٍ وكمأة ٍ" كالمسافة بين الحرف الذي أدمت أصابعه شيطنة الحروف , وذاك الذي شَرَدَ عن أخواته لُيقصِّر عمر " الثريا" كما لهجة التأريخ تماماً, في البحث عن مضايع الوقت , أو وقت يُريد منك أن ْ تلم ّ أحرف العالم لترسم لوحة ضياع النفس , التي تتنافر , عنها المسيلات وهي مركونة في تصحرها الأبدي , وكأن لعنة التخفي رفُعت أصبع الوهم الذي بتره الفراغ , كم تحاول لمّ النجوم المبعثرة في أرجائها , وعلى مذابح نحرها تتصيّد خراف الهمّ 0 ما بين وجهتها وسالف الغيم مسافة , وعلى مقربة من إبط المسافات , يؤذّن الوقت بإحباط ٍ عجيب ٍ , وكأن ّ " جنون الظمأ " شَدَّ قيْعانها إلى أنهر ِ الأرق المفضوح كالنهارات الجميلة , وهكذا في " الّدّنِّ" الطيني تتجذّر المسافات , وتهوي الروح لتصطرع , وتتسارع مع ذرات الماء التي تُلطَّف الأعماق بلذة ِ وحنان ِ الماء , كوّةُ المهموم لا تحدها رغبة ُ " الدراويش" بالرقص لأنّ الدائرة هي وثوب إلى الأعماق , ونكوص إلى أصل التجذّر الرحمي لطفولة الهيولى , " دوري يا روحي " فالتَيَهَانُ شَدْوُُهُ بلحظة الوهم 0 الغربة هي الدليل الوحيد الذي يستند على عكازة الهمّ والإرتواء 0(( مَهَّدّتّ قدماك وعورة الجيل , وَرَوّضت شقاوة الصخورة وحينما يُجَنّ الليل , ولم تلتق به تتذاءب عليك الظلمة )) " وطفة " التي انتفخت بطنها , شقّت عصا الطاعة على الموروث الموهوم, وراحت تثب غزالة إلى النهر الفرات " (بخشوع ٍ وتبتل ٍ تضع أصابع قدميها في الماء , تمشي , لا ترمش , ولا يهتز فيها عضو , مطمئنة إلا من بعض نوبات مخاض ٍ تجتازها بشجاعة , يداها تتلمسان البطن الدافئ 0 حينما وصلت المياه الصدر , تحرّك المشهد ) وهكذا نكون مع " وطفة " بطلة قصة " سحرُ المباءة" التي من مجموعة – النصوص – القصص- للأديبة ( نجاح إبراهيم ) التي عملت على كل حرف بأناة تامة , فلا فذلكة ولا لغو , ولا استظهار عبارات , فكل حرف هنا مشغول غير ُ دار بالذي حَوْلَهُ لأنه يبحث عن إتمام العمل الأدبي والفني الذي تريده الكاتبة , وهكذا ترانا نذهب وإياها إلى عوالم أرادتها أن تكون كما هي أرادت , فالكل في النصوص مضمر يريد أن يعـْـبر إلى داخله الحركي , بهدوء غير متكلفّ , " أقصد الداخل هنا" إذ أن عوالم الكاتبة الداخلية مشغولة على النصوص- القصص – بما يجعل العمل أكثر تقنية , وأبعد عن الهرج اليومي الذي نقرأه عند أغلب الذي يدعون الكتابة , لأن حالة " التبئير" هنا , تتصيد غزلان روح الكائن المأخوذ في النصوص إلى أبعد من المسافة التي تلتقطها قلم الكاتب المتُكلّف , وهذا بداية الدخول إلى الكتابة ذات الطابع النفسي , ومن أجْدر, غير امرأة تلمّ إنسانيتها لترمي الدفق الطلقي بوجه الشفق , الراهف , تعاطفاً مع الألم الأنثوي آن الدفق الذي تكَوَّرت عليه ومنه , ماهية الأنثى , لا إدعاء المرأة الرجل , أو الرجل المرأة , في وصف الخيبات المتكررة , " فوطفة " بطلة قصة " سحر المباءة "0لا تؤمن بالخيبات , ولا تضمر الكره للآخر المختلف0
- متى حدث ؟
- قالت وطفة " حينما سمعت الأناشيد بتبتل خاشع "
- تراغى القوم في الخارج وتصايحوا بألسنة عيّابة تهدر غضباً 0
فالرغاء الإبلي – يعبر عن حالة هيجان القطيع , أمام المرأة , ولم تكن تَعْبَهُ المرأة ( الحلم) إلا بسقسقة مياه نهر الفرات , وهسيس أعواد القصب , التي تشكل رموشاً تحمي أجفان النهر الناعسة , في ظلماء ليل أوحشهُ السهر , ونرفزهُ لَبْطُ الأسماك فوق لحيته المائية الزرقاء , وهكذا نرى ( كل الجسد استحال إلى آذان تلتقط الهمسَ والنقر وصهيل فرس, وزفير رجل يصلها فتنتفض وتهرع إليه بكلِّها , تقطع أرض الديار ذات الأحجار الناتئة , تجتاز التنور الغافي , والمصطبة وحوض الوضوء , لتزرع أمام الباب الذي فُتح على مصراعيه ) 0
* فالرواة من دموع ٍ راث ٍ , ومُستشْف ٍ حاقد ٍ, ومستهجن ٍ شامت ٍ , ومتعاطف صامت ٍ , وتدخل وطفة إلى ملكوت النهر مرحبة بها سفائن الموج , وغَزَل الجنيات المائية التي تتلاطم على نواتئ الصخر , فتذوب وبطنها المتكوّرة داخل رحم الماء الوَلاّدة , هرباً من بطون النساء الصخرية اللواتي لم يلدن سوى عقارب العذاب , الذي أمات ضمائرهن , كدفن قلوبهن التي أدمنت طبع الأفاعي , وعقربية الدون , رغم بصاق الفحولة , أما تينك اللواتي جرى الماء في شرايينهن , فقد بكينها بدموع ٍ غسلت مشاتل النعناع , وسماوات البوح , والحجر المائي الذي يغسل دموعه برذاذ الماء الفرات , هكذا هي الأديبة , نجاح إبراهيم , ولو فردنا كتب الكاتبة – لوجدنا مدى التطور الكبير والمتدرج , وذلك منذ مجموعتها القصصية الأولى عام 1992 – المجد في الكيس الأسود – وحتى كتابيها المهمين – ما بين زحل وكمأة- وأحرقوا السّذاب لجنونها – نرى مدى التطور المتصاعد - في المعنى والمبنى – أيْ التصور المتدرج صعوداً , والمحاولة الجادة لدمج اللغة الممسوكة , والمتساوقة مع الحدث الأكثر تجذراً , وهو يتغلل دون تكلف وسط اللغة 0 بلا تكلف ولا مبالغة , رغم التركيز على جمالية اللغة في الأعمال الأخيرة , والتي طغت في بعض جوانبها على أسلوب القص , وجعل منها نصوصاً قصصية جميلة , تتداغم مع الشعر ولا تكونه , وهذا يؤكد مدى الجدية , والاستفادة من تجربة الآخر المختلف , من أجل الوصول إلى الصوت المتفرّد, واللغة الخاصة , والتناص الجميل , والوثوق بالذات لدرجة التماهي , نجاح إبراهيم كاتبة جادة تملك لغتها الخاصة , وموهبة تجعلها تعزف على أوتار الحروف 0
* صدر للكاتب المجموعات الأدبية التالية :
1- المجد في الكيس الأسود 1992م- 2- حوار الصمت – 1997 م – أهدى من قطاة – 2001 م- مابين زحل وكمأة – 2003 م- أحرقوا السّذاب لجنونها – 2005 م- عطش الأسفيدار – لمن احتراق الهومة -2008- نداء القطرس – 2008 م



#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل أهان برنامج الاتجاه المعاكس – وفاء سلطان ؟
- ماجدة بوظو – تنتصر لبنات جنسها0
- القضية الفلسطينية والموت الرحيم
- هن . مالهنّ وماعليهنّ.
- اطلقوا سراح عبد الله اوجلان
- عيد الحب , دعوة إلى الحياة 0
- لماذا الحوار المتمدن ؟
- عام مضى , وعام سيمضي0
- الشخصيات المريبة -2-
- هل لمحمد معجزات؟
- حوار مع الشاعر : عايد سعيد السراج
- الشخصيات المريبة-1-
- حكي بردانين
- الحوار المتمدن منارة الحرية
- الشخصيات المريبة
- القراءة الناشئة من اختلاف اللغات
- جمعية سي السيد , ومأساة فتاة القطيف0
- تعدد القراءات واختلافها في القرآن -1-
- تعدد القراءات واختلافها في القرآن
- جدلية العلاقة الفلسطينية الإسرائيلية


المزيد.....




- القضاء العراقي يحذر من ظاهرة -مهور الزواج الضخمة لتبييض الأم ...
- حين تُسلّم الدولة الأطفال للقتلة: جرائم مروّعة في العراق تُر ...
- المال الانتخابي.. كلفة الترشّح تسقط المرشحات المستقلات قبل و ...
- فضيحة مدوية.. زوج نجمة شهيرة يعترف بمثليته الجنسية بعد ربع ق ...
- تمساح يقتل امرأة في بحيرة بفلوريدا خلال نزهة بالقارب
- هجوم ثان خلال أسبوع على ملهى ليلي في دمشق ومقتل امرأة
- ناد ألماني يسمح بإقامة حفلات الزواج على ملعبه
- قنبلة موقوتة في بيتك تهدد خصوبة النساء
- تقرير داخلي للشرطة ”كان يمكن إنقاذ عدد من النساء المعنفات من ...
- من هي المغربية وداد برطال بطلة العالم في الملاكمة النسائية؟ ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عايد سعيد السراج - لماذا غرقت - وطفة- بالنهر مرتين؟