أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عباس بوسكاني - في الذكرى السنوية لرحيل الأستاذ جاسم الكاطع














المزيد.....

في الذكرى السنوية لرحيل الأستاذ جاسم الكاطع


عباس بوسكاني

الحوار المتمدن-العدد: 2225 - 2008 / 3 / 19 - 10:25
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


الموت جميل و نحن محبوه، نعشق نحن حضور المآتم و مناسبات الفناء وكأن بها نمسك بهذا الآخر الذي يمثلنا على جثة الراحل. وهنا بداية الحكايات وروايات المودة الجميل، وبجرأة عجيبة نجد معنىً للخجل في عيون هؤلاء الذين يشهدون ركاكة العلاقة بالميت.. وهنا أنا الشاهد أدلي بشهادتي..

الحفل السنوي الأول لذكرى رحيل البروفيسور جاسم محمد الكاطع بسدني كان (وإلى الحد الذي غادرت فيه احتجاجا) مثالاً بسيطا على هذا الخوف الذي نعيش فيه من أشباحنا، و من هؤلاء الذين مثلوا قسوة الماضي القريب مع الدكتاتورية، مع إن الأستاذ الجليل قد قضى حياته شيوعياً، إلا انه قد أُظهر كأي مواطن غير مميز في زخم الحضور المليوني للموت العراقي الحاضر. لم يشر من بعيد أو قريب لماركسية الأستاذ الكبير لا في الفيلم التصويري و لا على لسان عريف الحفل، إنه هذا التخوف بسبب حضور التخلف الآني السياسي العراقي، كان للثبوت حضورا كاملا إلى حد أن ألقى ممثل الحزب الشيوعي الأستاذ أبو فادي كلمته ليأتي بموازنة (شبه منتقمة) لهذا التجاهل المؤلم.

أما عن ترتيبات الديكور والأعداد و مستواه المتدني وعدم لياقته بتاريخ الأستاذ، و وضع المصحف مفتوحاً بوسط شموع باكية في طقس كنائسي كان مناقضاً لرحلة حياة الأستاذ، وفي كل الأحوال فأن عيوب الديكور العجيب تتحمله عائلة الفقيد ومدى احترامهم لخيارات وتاريخ الأستاذ الكاطع..

وجع الاستمرار بالاستماع لمناسبات كهذه ليس فقط الدائرة التي تضيق حول إمكانية التذكر بمكانة البعض المتدنية حيث تمثيلهم لفترة الألم البعثي وصفاقة حضورهم الحالي مفروضاً على آلامنا نحن الضحايا.. كان هذا الحاضر ممثلاً للحزب الديمقراطي الكردستاني هذا المنشد الواطئ لصدام يأتي اليوم ويرثي الأستاذ، هذا الكردي الذي تغنى بانتصارات قائده صدام حسين على إرادة الشعب العراقي، هذا الذي كان يكتب "في مدرسة صدام حسين، من مدرسة العبقرية العراقية، تعلمنا من أين يبدأ طريق النصر المؤزر لمواصلة البناء العالي" ويكتب: "نحبك أيها القائد، يا صدام الشموخ و الكبرياء، نحبك.. قائداً، جندياً، فلاحاً، عاملاً و دنياً للألوان المبدعة و الأحلام الخضراء".. وهنا نرى بوضوح إن ممثلي الأحلام الخضراء هي سلطة أخرى تحلم بتخويفنا ببقايا مرتزقة و وصوليين مدربين لفن الإفشاء و التذليل.
حتى هذا الوقت وقمت بترك المكان، حيث تلوث بعبق النفاق المساوم للمستمعين الراضخين لحالة الإجبار لتقبل الأبله المرتزق الذي شارك في قمع شعبه بعمليات الأنفال.. تركت المكان والجمع يستمع لممثل الحزب الكردي، عميل المخابرات، البعثي السابق و القومي حالياً حسب تقديرات الحزب الديمقراطي الكردستاني..

في هذا الزمن الغريب حيث النسيان غاية لهذا الحضور السياسي و الاجتماعي الركيك، في هذا الزمن نحلم بأن لا يأخذ بنا الغضب إلى شواطئ الكراهية، نبحث عن فرصة نغفر فيها لهؤلاء الذين خانوا مشاعرنا بتمثيلهم الرديء.. لا نريد شيئاً من هؤلاء إلا أن يمنحونا هذه الفرصة لنغفر..بالاعتذار.




#عباس_بوسكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزوة الأنحطاط على الكلدو-آشور
- افتح فمك
- رسالة مفتوحة للشاعر سعدي يوسف
- سليم مطر يسكنه التطهير


المزيد.....




- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عباس بوسكاني - في الذكرى السنوية لرحيل الأستاذ جاسم الكاطع