أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد علي محيي الدين - ((الشيخ أحمد العبد الله-أبو عبد الله))














المزيد.....

((الشيخ أحمد العبد الله-أبو عبد الله))


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2237 - 2008 / 3 / 31 - 11:23
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


من منا لا يتذكر الشيخ أحمد ذلك القروي المتنور الذي فاق أقرانه بإجادته القراءة والكتابة ودراسة العلوم الأولية في الفقه والشريعة،وبز أنداده بالروح الثورية المغامرة،ونذر نفسه لخدمة الشعب بانتمائه لحزب الفقراء والكادحين،الحزب الشيوعي العراقي.
كان من السباقين للتشرب بالأفكار الشيوعية،والأيمان بالنظرية الماركسية التي لا تكتفي بتفسير العالم بل تسعى لتغييره والسير به الى عالم خال من التسلط والاستبداد،رافل بالمحبة والسعادة،فأنتظم في صفوف الحزب أوائل الخمسينيات وجاب أرياف الفرات الأوسط على قدميه وهو يزرع العبوات الناسفة التي تميد الأرض تحت أرجل الاستعمار وصنائعه الرجعيين ورجال العهد المباد البغيض،ينظم الخلايا ،ويزرع النواتات في أرياف بابل وقراها البائسة،ويرسم للفلاحين صور المستقبل الزاهي والغد السعيد وقرب اليوم الموعود الذي سيجعلهم في بحبوحة من العيش الهانئ الرغيد.وأوشكت الأحلام أن تتحقق،فقد بزغ فجر الثورة،وانطلقت جحافل المجد رافعة الشعارات المدوية الواعدة بوطن حر وشعب سعيد.
وكان له دوره المتميز ومواقفه الرائعة ،وأنطلق المارد من قمقمه ليقود الجماهير الفلاحية في كل مكان للمطالبة بحقوقها في الأرض والإنتاج، ورافق لجان الإصلاح الزراعي وهي توزع الأراضي على أهلها الحقيقيين وكان لهم ما وعدهم به،فأسلموه أمرهم وارتضوا له قيادهم،ولكن الثورة تأكل أبنائها وتنقلب عليهم،فيعود الشيخ الوقور لسالف عهده بالتخفي والنضال السري،تطارده الكلاب البوليسية النهمة،فيختفي عن أنظارهم ويحفر نفقا يمتد لمسافات طويلة،فكان عصيا على الشرطة ولم تستطع القبض عليه رغم حملاتها المتكررة ومداهماتها المستمرة،فيكون أسمه مدار مكاتبات طويلة في أروقة الأمن ومديرية أمن بابل وبغداد،ويكبر ملفه في المديرية ويحسب له ألف حساب،وقد أقلق السلطات وجعلهم أضحوكة للناس لعدم تمكنهم من ألقاء القبض عليه،وذات يوم تمكنوا من أمساكه فأرسل مخفورا إلى مديرية الأمن العامة،وعندما أدخلوه على مدير الأمن قام عن مقعده ذاهلا...أهذا هو شيخ أحمد الذي أتعبهم هذه السنوات..وسأله أأنت...؟قال نعم أنا شيخ أحمد.فقال له أنت الذي أقلقت الأمن العامة وأصبح ملفك أطول منك..؟(وكان الشيخ قصير القامة إلى حد كبير)وكان لمدير الأمن شيء من الإنسانية فأكرم وفادة الشيخ،وأبدى له من المساعدة ما أدى إلى أطلاق سراحه، وظل وفيا على العهد راسخ العقيدة،لم تغيره الأحداث التي عصفت بالحزب،وظل سائرا في دروب الشيوعية،لم ينزلق يمينا أو يسارا رغم ما حدث من انشقاقات وتكتلات،وظل وفيا للحزب داعيا لوحدته ونقاء أفكاره،وأتذكر في ندوة خاصة بمحلية بابل حاضر فيها الرفيق الشهيد صفاء الحافظ عن أساليب العمل الجبهوي،وكان الشيخ جالسا في الصفوف الأولى وأمامه قدح من الماء والرفيق يلقي محاضرته،وقد نزع الشيخ أحمد عقاله ويشماغه بسبب الحر لعدم وجود وسائل التبريد الحديثة في مقر الفقراء،فأخذ الشيخ يضع طرف يشماغه في القدح ويعصره حتى نفذ الماء،وكان الرفيق الحافظ قد لاحظ عمل الشيخ،وبعد انتهاء المحاضرة سأله الحافظ:الظاهر أيها الرفيق أنك لم تستمع إلى المحاضرة لأنك مشغول بالعبث بقدح الماء؟فرد عليه بعفويته الريفية الرائعة والله يا رفيق أنا فلاح بسيط وقد أجهل التكتيك و الديالكتيك ولكني أعلم أن صدام بجبهته سيسعى لإنهائنا تدريجيا كما أنهيت الماء من القدح ،فانفرد معه الرفيق في غرفة جانبية وتحادث معه بحديث طويل لم يفصح لنا الشيخ عنه،وقد عرف بعقليته النضالية وحسه الثوري طبيعة الصراع والمرحلة،وكان له رأيه المخالف للآخرين إلا أن التزامه الحديدي جعله ينقاد لرأي الأغلبية ويعمل وفق سياسة الحزب المرسومة تجلى ذلك في موقفه من انشقاق القيادة المركزية حفاظا على وحدة الحزب.
وذات يوم تناهت لنا الأنباء بوفاة هذا الشيخ الجليل بعد أن أقعده المرض وهدته السنين،وشيعته مدينة القاسم بما يليق بعلم من أعلامها، وأبن بار من أبنائها،كان له شرف الدفاع عتها والسعي لتحقيق طموحاتها،فنم قرير العين أيها الشيخ الذي أتعبه النضال،وأضناه الكفاح،فهاهم أبناؤك على الدرب سائرين ،يستلهمون العزم من جهادك المنقطع النظير،وأعينهم شاخصة لبريق الشمس التي لا تعرف الأفول..!



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ((لطيف عبد هويش رهين المحبسين))
- الخلط بين السلطات
- المعتقدات الدائرة حول الحيوان
- سلاما عيد النضال
- مع الحلاوي مرة أخرى
- حميد الحلاوي ورؤيته الحلاوية للتيار الديمقراطي
- وحدة الحركة النسوية ضمان لنجاحها
- شيوعي... ولكن خارج التنظيم
- (الشهيد المهندس عبد الحسن هادي فرحان ألدبي-أبو سلام-)
- (صفحات مجهولة من نضالات الطلبة العراقيين)
- حمزة عبد الرضا الغريباي
- جابر جودة مطر... شيء من الماضي
- سعاد خيري والخلط العجيب
- المدرسة الشيوعية..المعلم الأول لشهاب التميمي
- التوغل التركي في العراق
- كاظم الجاسم مختار الحزب في الفرات الأوسط(2)
- محطات في حياة الراحل معن جواد(7)
- محطات من حياة الراحل معن جواد(8)
- حول عودة الملكية للعراق - القسم الأول
- (روح فهم أحمد أغا)


المزيد.....




- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد علي محيي الدين - ((الشيخ أحمد العبد الله-أبو عبد الله))