أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام خماط - ذكرى الانتفاضة العراقية














المزيد.....

ذكرى الانتفاضة العراقية


سلام خماط

الحوار المتمدن-العدد: 2226 - 2008 / 3 / 20 - 11:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد مرور ما يقارب على 18 عام على قيام الانتفاضة الشعبية ونتيجة لكثرة واختلاف القراءات وتعددها والتي قد تتكامل في بعض الاحيان وتتصادم في احيان اخرى مما ادى الى عدم بلورة فهم شمولي متجانس عن هذه المحطة الثورية أو تأرخة متكاملة لها ، من هنا أود أن أعرج على بعض الاراء في هذا الخصوص .
فهنالك رأي يقول ان علاقة الانتفاضة بالواقع الاسلامي يكان يلخص عنوانها السياسي ، دون ان يلغي شموليتها أو اشراك فئات سياسية علمانية ، ودون ان يؤثر على الجدل الحاصل حول كونها مخطط لها أو انها جاءت عفوية من الانفجار الشعبي الذي قادت اليه منظومة من الظروف والعوامل المتعددة .
لقد واجهت السلطة الغاشمة الانتفاضة المباركة مواجهة تظهر التدليل على اسلاميتها من خلال الطرح الطائفي وشعارات (لا شيعة بعد اليوم) التي كُتبتْ على الدبابات المستخدمة في قمع الثوار ,لقد استغل صدام طيلة السنوات التي سبقت الانتفاضة الجزء الاكبر من الشعب بسبب عدم امتلاك هذا الجزء للوعي السياسي الكامل بما يدور في العراق ولهذا السبب وحده لم تكن هنالك مواجهة بين الجماهير والسلطة الدكتاتورية بل اقتصرت هذه المواجهة على بعض القيادات من خلال النخبة وجزء بسيط من الجماهير ولهذا لم تكن هذه المواجهة فاعلة من الناحية العملية .
الا أن هذا الوعي السياسي والنضج الجماهيري قد برز بعد سنوات من القمع والرعب والدماء مما دفع الى حتمية العمل الثوري للتخلص من هذا الواقع المأساوي ، من هنا انطلقت الشرارة الاولى للانتفاضة من المحافظات الجنوبية التي كانت تعيش كغيرها من محافظات العراق الاخرى جوا من الاحتقان والتوتر الذي لابد ان ينتهي الى الانفجار .
بدأ هذا الانفجار بالتظاهرات ثم بالصدامات واعقب هذه الصدامات لجوء البعثيين الى مقراتهم والتخندق بها ومن ثم محاصرتهم ، حتى كانت النهاية سقوط هذه الدوائر في قبضة الثوار .
تعتبر انتفاضة الجنوب اقوى صفعة يتلقاها نظام فاشي كنظام صدام على مر التاريخ ، كما وتعتبر محطة بل من اكبر المحطات الثورية في تاريخ العراق المعاصر .
لقد كشفت الانتفاضة عن التكوين الاستبدادي للحكام العرب ، وساعدت على تعرية الاعلام العربي وكشفت اقلام التزلف لكبار الشعراء والكتاب العرب الذين باعوا ضمائرهم قبل اقلامهم متسترين على حرائم الانظمة الفاشية ومستهينين بدماء الشهداء الطاهرة من اجل حفنة من الدولارات او كوبونات النفط سيئة الصيت .
لقد كان انتصار شهداء الانتفاضة عبارة عن صفحة من المجد اختطفها الثوار من براثن هزيمة الدكتاتور ومنذ تلك اللحظة التي انقضت فيها بقايا الحرس الجمهوري الصدامي المهزوم من الكويت والمترنح تحت ضربات القوات الدولية ، اخذوا يحفرون قبورهم باصابيعهم الملوثة بالجريمة ، وارادوا في نفس الوقت ان لا يبقى احد من الشهود على جريمتهم النكراء ، الا ان الجريمة كانت اعظم من ان تخفى فهي عبارة عن مقابر جماعية تظم بين ثناياها جثث وجماجم وهويات وعقود زواج ودمى اطفال وعباءات نسائية ممزقة لنساء دفنّ وهنّ احياء ، ولتبقى هذه الصور تذكارا من الوفاء يستحقه ابطال الانتفاضة في كل ربيع ، وليبقى درس الانتفاضة كيوم ازلي خالد يذكر بجريمة الطغاة وحتمية مصيرهم الى اقفاص الذل ومزابل التاريخ ، من هنا يجب ان يكون تاريخ الانتفاضة شاهدا على بطولة شعب كما يكون في نفس الوقت شاهدا على هزيمة سلطة ارتكبت من الجرائم ما لا تفعله أي سلطة في تاريخ البشرية فاستحق الشهداء المجد والخلود واستحقت هذه السلطة الغاشمة وصدام خاصة اللعنة والذل والعار .




#سلام_خماط (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المختلف والمؤتلف
- نحن بحاجة ألي فلسفة دولة وليس حزب دولة
- إخفاق المشروع التنويري في المنطقة العربية وشروط استنهاضه
- الانتخابات الامريكية واهتمام وسائل الاعلام
- المجتمع المدني هدف لفلسفات ونظريات مختلفة
- أنصار المهدي بين المغالاة والخروج عن العقيدة
- من أجل رؤية ناضجة لمستقبلنا الوطني
- دور الاعلام في عراق ما بعد التغيير
- هيبة الدولة وسلطة القانون
- بين الافعال وردودها
- التطرف واستفحال ظاهرة العنف
- -لا تجعلوا من فضائياتكم منابر للارهابيين-
- التحشد التركي واللعبة الامريكية
- العراقيين بين سندان البرلمان ومطرقة مجلس الرئاسة
- التطرف الديني والفراغ الفكري
- نظرية صراع الحضارات وقانون التقسيم
- قانون التقسيم كشف عن العقل المدبر لكل الجرائم
- الاستبداد الديني والاستبداد القومي
- رحيم الغالبي الانسان ونموذج الشاعر المبدع
- الإنسان غاية الخلق


المزيد.....




- ماكرون يطرد 12 موظفا في الدبلوماسية ويستدعي سفير بلاده في ال ...
- ابنتا بوعلام صنصال تطالبان ماكرون السعي لإطلاق سراح والدهما ...
- الجميع -هدف مشروع-.. محللة توضح أهمية الفاشر لـ-الدعم السريع ...
- إسرائيل: لن تدخل أية مساعدات قريبا إلى غزة للضغط على حماس
- عباس إلى دمشق الجمعة المقبل للقاء نظيره الشرع
- الداخلية التركية تعلن القبض على 89 إرهابيا يشتبه بهم بالانتم ...
- إسرائيل تفرج عن 10 أسرى فلسطينيين من قطاع غزة
- الحكومة اللبنانية تطلق مشروع إعادة تأهيل طريق المطار
- شاهد.. -سرايا القدس- تعرض مشاهد من قصف استهدف الجيش الإسرائي ...
- بكين تمدّ جسورًا مع جنوب شرق آسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام خماط - ذكرى الانتفاضة العراقية