أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - خصخصة الحرب في العراق














المزيد.....

خصخصة الحرب في العراق


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2219 - 2008 / 3 / 13 - 02:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في تصريح صحفي يقول أحد ضباط الجيش الامريكي في ديالى أنهم نجحوا في خصخصة الحرب ضد القاعدة في العراق والتصريح إشارة الى قوات الصحوة التي تقاتل القاعدة الى جانب الامريكان، وجاء التصريح في سياق تقرير يؤشر أيضا حالات من الاختراق والخلل التي تشهدها تنظيمات الصحوة ذات الطابع العشائري التي تمول غالبا من الجيش الامريكي وسبب حالات الاختراق والخلل هو الحقيقة التي غالبا ما يتم تجاهلها او تناسيها حيث سبق لأفراد الصحوات أن تعاونوا مع التنظيمات الارهابية وربما هذه العلاقة هي التي تفسر معنى التسمية التي تستخدمها التنظيمات العشائرية الجديدة، التي تعترف بذلك بغفلتها أو خطأها السابق.
كان التبرير السائد لإنخراط العراقيين في التنظيمات الارهابية او المتطرفة هو التبرير الاقتصادي ولكن العلاج الذي استخدمه الامريكان كان ذا طبيعة مزدوجة حيث تم الحفاظ على مهنة المقاتل وتم نقله من صف الى آخر ولكن هذا يعني إن بإمكان المقاتل الاستفادة من ماضيه القريب وعلاقاته السابقة كلما مر بضائقة مالية وهو بإقترابه من الامريكان والقوات العراقية أصبح أكثر أهمية للتنظيمات الارهابية وبالتالي ستدفع له هذه التنظيمات أكثر بسبب ما يملكه من معلومات ولقدرته أيضا على الدخول الى أماكن مهمة، ولكن هذا الوضع يعرض حياة أفراد الصحوة للتهديد أيضا حيث تخشى التنظيمات الارهابية من أن يقوم هؤلاءالافراد بلعب الدور المعاكس في نفس الوقت ولذلك هناك حالة من الاستهداف اليومي يتعرض لها رجال الصحوة وصارت الهجمات الارهابية قادرة على الوصول إليهم وهذا يمثل محنة جديدة للعوائل العراقية ولأمن البلاد.
يبدو العامل الاقتصادي حاسما في تحديد المواقف هنا، ومن المفهوم أن يضعف الانسان في وقت الحاجة والغضب فيختار طرقا خاطئة كما إن العودة عن هذه الطرق أمر مرحب به ومن واجب الدولة أن تسعى لدعم هؤلاء المنسحبين من خط الارهاب والتطرف ولكن من الخطر الابقاء عليهم كمقاتلين بل لابد من تحويلهم الى مهن مدنية لينالوا قسطا من الاسترخاء بعيدا عن حمل السلاح أبد الدهر وكأنه كتب على العراقي أن يدمن القتال.
الامريكان أرادوا ضغط تكلفة الحرب بدفع أجور زهيدة إلى عراقيين للتعويض عن جنودهم في بعض المعارك وهم بذلك قلصوا أيضا من عدد خصومهم وأضعفوا أعداءهم وكسبوا ود بعض المناطق العراقية، لكنهم على المدى البعيد سيتركون ثغرة في الأمن العراقي وعبئا على المجتمع، فعندما يتوقف الأمريكان عن الدفع لأعضاء الصحوات فسيطالب هؤلاء بأجورهم من الحكومة العراقية وهذا حقهم ولكن من غير الصائب اجتماعيا واقتصاديا إن تتم عسكرة المجتمع العراقي بهذا الشكل فالمؤسسات الأمنية جهات استهلاكية وقد تضخمت هذه المؤسسات بشكل عشوائي وكان من الأجدر توفير مهن عادية أو قروض دعم للمنسحبين من خط الإرهاب والتطرف بما يساعدهم على توفير العيش الكريم لهم ولعوائلهم بدل نقلهم من جبهة إلى أخرى بطريقة لا تراعي أي تحوط أمني ولا تحرص على حياة هؤلاء الأفراد ولا مستقبل عوائلهم فيما لو قررت الجماعات المتطرفة استهدافهم.
الرواتب التي يحصل عليها أفراد الصحوات من الأمريكان تمثل مبالغ ضئيلة وغير ذات تأثير كبير فيما لو قررت الحكومة العراقية دفعها لهؤلاء من موازنة الدولة دون أن تحشرهم في الجهاز العسكري العراقي الذي يعاني أصلا من مشاكل كبيرة تم التراخي في معالجتها أكثر مما تتحمل تلك الاجهزة.
جرب الأمريكان خصخصة الأمن في العراق عبر الشركات الأمنية الخاصة التي تقوم بحماية الدبلوماسيين والمقاولين الأمريكان في العراق نظرا لقلة تكلفة هذه الشركات مقارنة بالقوات الرسمية وكذلك لعدم وجود توابع سياسية واقتصادية تلزم الحكومة الامريكية مستقبلا وقد شهد العراق والولايات المتحدة الأمريكية نفسها الكثير من المشاكل بسبب اللجوء إلى هذه الطريقة في توفير الأمن ولذلك من الخطأ تكرار التجربة بنسخة عراقية تحمل أسم الصحوات.
إن أولئك الذين اكتشفوا خطأ خياراتهم وتراجعوا عنها يستحقون كل التقدير والعناية من المجتمع والدولة ولكن ليس عبر عسكرتهم خاصة أن العراق بحاجة إلى بناة وعاملين في مختلف مجالات الحياة المدنية بأكثر من حاجته إلى مقاتلين أبديين.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفعيل قانون الأقاليم
- كفاءة الديمقراطية في العراق
- مسارات السياسة في الإقتصاد العراقي
- شفير المواجهة
- الملامح العراقية للإتفاق القادم
- خرائط معقدة
- محنة قانون المحافظات
- المستقبل في الجدل السياسي
- القدرة على التغيير
- الموازنة ..حكاية طويلة
- العراق وانتخابات الرئاسة الأمريكية
- إمكانيات التقدم السياسي
- الارهاب والاستبداد
- تجربة الهيئات المستقلة
- جدل الاتفاق العراقي الامريكي
- قضية الحرية
- باريس تقترب...
- زيارات متداخلة
- خطوات سريعة
- واجبات متراكمة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - خصخصة الحرب في العراق