|
نسألك الرحيلْ
نافع سلامه
الحوار المتمدن-العدد: 2215 - 2008 / 3 / 9 - 08:15
المحور:
الادب والفن
يا صاحب َ العمر ِ الطويل ْ يا سيدي نسألك الرحيل ْ بالله ِ عليك َ ندعوك َ رُحماكَ ، كفاك َ الدود ُ يأكل لحمنا قبل الممات الفقر ُ ينخر ُ عظمنا العمر فات نموت قبل أن تأتي الآجالُ جماعات ، جماعات جيل شقي وراء جيل يا سيدي نسألك الرحيل إن كان الموت يخشاك و نسي وجودك عزرائيل فما ذنبنا في الليل تسقينا المرار و في الصبح تعلمنا الفرار هل ذنبنا أننا أبناء نيل يا سيدي نسألك الرحيل أي دين أي شرع أي دستور رجيم يقول أنك آخر الصالحين لتبق فوق رقابنا طول السنين هل أنت آخر الأنبياء هل أنت مبعوث أمين أليس في القوم عاقل أليس بينهم دليل يا سيدي نسألك الرحيل أنت رمسيس جديد أنت فرعون أكيد فبمن عليك نستعين و موسي قد باع السماء و عيسي أخرّ اللقاء و صافحوك ندعوك رحماك ، كفاك الدمع يمزق ّ المناديل يا سيدي نسألك الرحيل الشجر مات الورد ذبل في الحقول الزهرات حتي الطيور الغانيات هُجرّت و قُتلّت و سُجّنت كنا نصحا علي صوت عصافير الكناري و الكروان اليوم نصحا علي أصوات بوم تنعق في الخربات لم يعد يطرح يا سيدي إلا ّ علقما ً النخيل و حدائق الكروم تثمر خردلا و النيل ضن و صار أبخل من بخيل يا سيدي نسألك الرحيل نحن نقدر أنك النسر الجسور نقدر أنه لولاك ما كان نصرنا في العبور نصرنا الذي أعاد أرضا و أضاع أمجادا الدهور و قد وهبناك في كل شبر من أرضنا درر القصور أما كفاك كم بيت و بلدة تسمي في وطني بأسمك علي شواطئ البحور و كم مدرسة و جامعة تسمي في وطني بأسمك في المدائن و النجوع و الكفور و كم حديقة و مشفي حتي الكباري و الجسور تسمي بأسمك المبارك المبرور في الجيش نقول مصبحين مصر مبارك في الشرطة نقول منافقين مصر مبارك حين يجئ الموت نقول مصر مبارك أصبحت سيد العصور و ما كفاك أصبحت مصر و ما كفاك فماذا منَّا تريد خطك المرسوم لنا إلي جهنم لم نحد عنه يوما و لن نحيد ليس في الإمكان أبداً من جرائمك هروب فقل لنا ماذا تريد هل تريد أن تكون إلهنا أو ما دريت أنك .. صرت معبودا مجيد و صرن نحن لك عبيد في المساء و الصباح ندعوك رحماك ، كفاك يا صاحب العمر الطويل يا سيدي من باب التغير و التجديد نسألك الرحيل بحق الذي هو في السماء إله عليم بحق الذي هو رحمن رحيم بحق الذي سيجمعنا هناك و بين يديه سنسأل فإما هلاك و إما نعيم إن كنت تؤمن أنه حقا قدير يا سيدي نسألك الرحيل الا ّ تخاف من فضائح التاريخ كم عجوز ترفع يديها إلي السماء و كم شيخ في الصباح و السحور كم طفل ألقيت أباه في السجون و ما ذنب الذي أراد أن يشكو إليك فقرهُ بالرصاص خرطوه ما ذنب آلاف مهجرة في البلاد يشحذون هذة مصر التي لكبرا العواصم يا سيدي كانت تحن و تعطف و تهب البذور هذة مصر التي كانت تشق طريقها علي الأعادي كأنها نار الجحيم كأنها حمم تفور أنت فوق عرشها يا ابن ( مصلحة ) طرطور مصر التي تاريخها غلب الدهور مصر التي في خاطرى وفي دمي جعلتها أنت التي سفكت دمي مصر التي قال فيها نبينا ( خير الجنود ) جعلتها للجبن دار للحزن جعلتها وطن للغلاء و العفن للبلاء و الجحود بعتها يا سيدي شبرا شبر للأمريكان و اليهود لم يبق فيها من الخيرات لا كثير و لا قليل و لا سكن مصر التي كانت مضرب المثل في عهدك صارت خرائب صارت جحور و كلنا صرنا مرضي بالطاعون و السكر و الفشل الكلوي الملعون أنت السبب و من سواك تشتري لنا السموم و تقول شهد نشرب و نقول عسل ، مقهورين و هو بعينه المرار و نار الحموم يتمتنا شردتنا في البلاد دعاة و علماء كتاب و شعراء يا سيدي مصر كلها عوانس مصر كلها آلالام مصر كلها تئن يا سيدي أنت تأكل لحمنا أنت تشرب من دمانا أنت مسعور ، مسعور أنت مصاص الدماء أنت أكال اللحوم يا سيدي إنتبه هناك في مصر مازلت تحلق في سماها الصقور و إن متنا قبلك أو مت أنت قبلنا فسوف نسأل ربنا يبرد فينا الغليل يا صاحب العمر الطويل يا سيدي أدعو عليك في الليالي المظلمة لرب العباد أشكوك أنا الفلاح إلي رب السماء اشكوك أنا العامل إلي رب السماء أشكوك أنا العاطل إلي رب السماء أشكوك أنا التاجر إلي رب السماء أشكوك أنا الإرهابي إلي رب السماء أشكوك أنا الإسلام إلي رب السماء أشكوك أنا اليتيم إلي رب السماء أشكوك و أنا المنافق يوم الحساب أهجوك أطفال القدس التي بعتها لن يتركوك أطفال العراق التي خذلتها لن يرحموك كلهم يوم القيامة سيحاسبوك مصر هي أم العرب حضنهم وقت الخطر و هي المنارة و و أنت جعلتها دار الحقارة دار الكروبدون حرب و تقول أنك رجل السلام و رجل العمار فماذا لو خضنا الحروب يا ليتك قتلتنا في معارك الإسلام كنا متنا في وقار أنت سفاح كبير أنت تراني أنا العدو أنت حجاج خطير يا سيدي أنت لم تعل ِ الهامات أنت نكست الرايات من اجل نبينا الحزين يا سيدي نسألك الرحيل
#نافع_سلامه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
و تنتصر في النهاية روما
المزيد.....
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
-
معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا
...
-
نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد
...
-
مايكروسوفت تطلق تطبيقا جديدا للترجمة الفورية
-
مصر.. اقتحام مكتب المخرج الشهير خالد يوسف ومطالبته بفيلم عن
...
-
محامي -الطلياني- يؤكد القبض عليه في مصر بسبب أفلام إباحية
-
فنان مصري ينفعل على منظمي مهرجان -القاهرة السينمائي- لمنعه م
...
-
ختام فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي بتكريم الأفلام الفلسطي
...
-
القاهرة السينمائي يختتم دورته الـ45.. إليكم الأفلام المتوجة
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|