سامي العامري
الحوار المتمدن-العدد: 2215 - 2008 / 3 / 9 - 08:14
المحور:
الادب والفن
نفَّرتُ نبضَ القلبِ تَلاًّ من فراشاتٍ
صداحاً يا هوى عُشِّ البريدِ
وليس سِرَّاً ما أريدُ ,
أريدُ عمراً للضَّلالِ ,
ضَلالِنا مثل الجناحِ
يمرُّ مُختَرِقاً بكلِّ صداهُ أضلاعَ الرياحِ
فهذهِ الأيامُ ما وفَّتْ وقد عبرتْ سنونْ
كلماتُها كلماتُ صاحٍ
فالسكارى لا أراهم يكذبونْ !
ما بالُها الأشواقُ ماثلةٌ أمامي
والكواكبُ هاربهْ ؟
ويدي نداءاتٌ
وأحلامي كنجوى صاخبهْ ؟!
أرفو قناطرَ نحو نبعكِ ,
ترحلُ الأطيارُ
وهي تجرُّ أسرابَ الغيوم وراءَها ؟
ظمآنُ غيرُ مُكذِّبٍ ما لاحَ
لكني كما تدرين
لا أجري اذا ماءٌ جرى
حتى أرى شَفَتي ترى !
جُزُرٌ من الغد والرمادِ
من الكروم من الهمومِ
هي التي رفعتْ اليها خاطري كالبيرقِ المثلومِ
إني هكذا مستأثرٌ بمتاهتي ,
الزفراتُ تلمعُ في عُلى الأسحارِ ,
يسري القَطْرُ صَفَّاً
والغصونُ غفتْ
لأبدو تحتها مُتعدِّداً مثلَ النذور ,
يلمُّني منكِ الخيالُ
وكنتُ أنظرُ في الطريق
فكانَ شِعري مُبعِداً
والصمتُ يحمِلُهُ
وإنْ تأتي فشاعرةٌ
وهل إلاّ قَوامُك ما يُرتِّلُهُ ؟
ويأتيني سؤالُكِ : كيف انتَ ؟
إجابتي :
باقٍ على لَحني انا
غيماً تُثَقِّبُهُ البروقُ تَوَلُّهاً
او غابةً
فَقِفي على مَسرى مدائحها
وميسمِها العنيدِ وكيف يفتنُهُ الخريفْ
وخطاي يفتنُها الرصيفْ !
ظمآنُ لكنْ فاعلَمي
ياعذبةً كطبائعِ الصهباءْ
إني شربتكِ ديدناً
حتى نسيتُ الماءْ !
------------------
كولونيا - 2008
[email protected]
#سامي_العامري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟