احمد العجيلي
الحوار المتمدن-العدد: 2215 - 2008 / 3 / 9 - 08:13
المحور:
الادب والفن
في ليلةٍ طويلةٍ عمياءْ
ودّعها الهلالُ قبلَ وقتهِ
وما رأتْ ضياءْ
اطلّ وجهكَ المخيفْ
وشعرُكَ المنثورُ في الهواءْ
تثيرُبيننا الاسى
مكبلا
بساحةِ القضاءْ
عيناكَ مثل شُعلةٍ------------- توقدها الدماءْ
لتُلقي بالضحايا خطبةًً عصماءْ
مليئةً بالكذبِ
والنفاقِ
والرياءْ
لتدّعي بانكَ العراقْ
والشعبُ كلّه هباءْ
*****
كيفَ اصطبرنا كلَّ تلكمُ السنينْ
نبللُ الخدودَ- بالدموعِ- والوسائدْ
وانت في التلفازِكلَّ يومْ
تُشبِعُنا قصائدْ
تحرسُنا بالجندِ عندَ نومِنا
تخافُ من احلامِنا
لانّها بعُرفَكُم مكائدْ
تنثرُنا
–تجمعُنا
تربطُنا بالخيطِ والسلسالِ كالقلائدْ
يجلدُنا لسانُكَ السليطَ كلّ ليلةٍ
وترمي بالسهامِ فوقَنا
وتحتنا
كاننا طرائدْ
نخافُ من اولادِنا
نخافُ من نساءنا
فربما قد اصبحوا -من دون علمنا- مصائدْ
****
وحين يطلعُ الصباحْ
تُوقضُنا المصائبْ
فقد رأى فيما يَرى النيامْ
قائدنا- بانّهُ يُحاربْ
وانّ روما أُحْرِقَتْ
والناسُ فرّقتْ مذاهبْ
ونحن خانعون
نهللُ
ونرسلُ الوفودَ
والعصائبْ
لنحفرَ القبورَ-للعصاة-
ونُغرِقَ المراكبْ
وتسرع الايامُ والرحى تدورْ
توزعُ الردى على الجياعِ والنوائبْ
وانت تصنعُ القصورَ من رخامْ
ونحن نسكنُ الخرائبْ
في بلدِ التاريخِ والخيراتِ والحضارهْ
في بلد يعجُّ بالعجائبْ—
الناسُ تسكنُ الجحورَ والخرائبْ
****
وددتُ لو عدوتَ من تغربي
الى العراقْ
محمّلا بهمّ كلّ يوم
عشتهُ على الفراقْ
اعظُّ بالنواجذِ واصفعُ القضاءْ
لانَّهُ اعطاكَ وقتا كي تقولَ ما تشاءْ
وانت ما تركتنا نُصلّي
او نرددَ الدُعاءْ
ولا منحتَ والديّ فرصةَ اللقاءْ
ولا جعلتنا نموتَ مثلَ الخلقِ
او نقيمَ في بيوتنا مراسمَ العزاءْ
وحين تصحوا بعد عامْ
تزيلُ عنّا وصمةَ الاجرامْ
وتصدرُ المرسومَ بالشهادهْ
كانك الاله في السماءْ
وتدّعي بانك البرئُ من دمائِنا
وما قتلتَ من شبابِنا
ولا فرقتَ في الاصقاعِ اهلَنا
ولا وأدْتَ في ابناءِنا - اخلاقَنا
وعرفَنا
ونخوةَ الشهامهْ
ولا نزعتَ عن نفوسِنا الكرامهْ
مقرفٌ انتَ يا سيادةَ الرئيسْ
لانكَ الغمُّ الذي اصابَنا ظلامهْ
لانّكَ البلاءْ
من أين أتي بالحياءْ؟
لمن يعيشُ كلَّ عمرِهِ بَغاءْ
فانّهُ خُرافةٌ لمثلِكُمْ
كطائرِ العنقاءْ
وتدّعي بانّكَ العراقْ ---والشعبُ كلَّهُ هباءْ
#احمد_العجيلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟