طارق حمو
الحوار المتمدن-العدد: 2209 - 2008 / 3 / 3 - 11:07
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
صدمنا بخبر وفاة المناضل والشخصية الوطنية العراقية الدكتور عبدالإخوة التميمي. كان الفقيد في قمة الصحة والتألق حينما تشرفت بلقاءه لأول مرة حين إستضافتنا له في الفضائية الكردية Roj tv في برنامج جمعنا ـ كاتب هذه السطور والأستاذ الطليعي زهير كاظم عبود والحقوقي الكردي الدكتور خالد عيسى، إضافة للمقدم الزميل بنياد جزيري ـ حول السياسة التركية ضد الكرد في كردستان الشمالية ونضال حزب العمال الكردستاني.
وخلال البرنامج ـ وبعده ـ تعرفنا على شخصية الفقيد المرحة والمتفائلة إلى جانب الرصانة الفكرية والسياسية الأصيلة. أطلعنا على أبيات طويلة من الشعر كان يحفظها عن ظهر قلب. منها الكثير لرفيقه الشاعر مظفر النواب...
تعرفنا منه ـ ومن صديقه الأستاذ زهير ـ على تجربته الغنية وماكابده في سجون النظام العراقي البائد لسنين طويلة، ومقدار الألم الذي يعتصر قلبه لمايجري في العراق الآن من تقتيل وإرهاب ونهب للبلد.
الدكتور عبدالإخوة أحبنا من كل قلبه. كان يتصل كل يوم أو يومين ليطمئن على الرفاق في الفضائية وليسأل عن الأوضاع في كردستان وجديد القمع التركي ضد الكرد( آخر مقال له في الحوار المتمدن كان عن حزب العمال الكردستاني والقضية الكردية في كردستان الشمالية). وقد أحبه زميلي بنياد جزيري من كل قلبه. أحبه كثيراً، إلى الدرجة التي خشيت فيها عليه وانا أستعد إخباره الخبر المؤسف عن رحيل صديقنا الكبير...
كنا قد خططنا أن نلتقي بالفقيد بعد إسبوع لتسجيل حلقة من برنامجي ( الرأي) حول الأوضاع الأخيرة، وقد اتصلنا به وأبدى موافقته. لكن الموت خطفه بسرعة وهو الذي كان في أوج عطاءه وقوته الفكرية والعلمية..
لم يمهلنا الموت مقداراً آخراً من جرعة الحياة لنلتقي الحبيب الكبير، فكان اللقاء الأول، هو الأخير...
#طارق_حمو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟