أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فاضل خليل - الرأي الجاهز في التلقي ... والنقد الاكثر جاهزية في المسرح














المزيد.....

الرأي الجاهز في التلقي ... والنقد الاكثر جاهزية في المسرح


فاضل خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2209 - 2008 / 3 / 3 - 11:02
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


"ان جمهور المسرح المعتاد ليس دائما جمهورا حيا"
(بروك)
أثار انتباهي كثيرا واوقفني للتأمل، واحيانا للنقاش مع المتخصصين حول ظاهرة الجاهزية في الرأي التي تسبق التلقي في المسرح، أي أن الكثير يأتي الى العرض المسرحي ومعه الرأي في المسرحية قبل مشاهدتها، وهي عادة سيئة جدا، ومن أكثر أمراض المسرح خطورة. نلمسها جليا من قدوم البعض، وغالبيتهم من المسرحين أو المهتمين بالمسرح – ولو كان هذا البعض قليلا لأهملنا الحديث في هذه الظاهرة لكنهم كثيرون في غالب الاحيان –. وكما أسلفنا فهم يؤمون العروض المسرحية وهم محملين بالرأي الجاهز الذي أخذوه من الآخرين. وأكثره ينطلق وفقا لسوء العلاقة أو لقربها، مه هذا أو مع ذاك، كأن يكون هذا الواحد هو، المؤلف، أو المخرج، أو الممثل الاول، أو أي من المبدعين في مجالات التكوين المسرحي الأخرى. المهم أن هؤلاء يأتون الى العرض المسرحي، وهم محملون بالرأي – السلبي غالبا – الذي أملته عليهم علاقاتهم المغلوب على أمرها مع أحد المنافسين لأحد أو كل أعضاء الفرقة المسرحية. والخلاصة أنهم يتلقون العرض وهم يحملون الرأي الذي غالبا ما يكون رأيا في غير صالح العرض الذي يتلقون. أما المنصفون منهم – أحيانا - فيعترفوا بأن ما حملوه من الراي الجاهز الذي أجبروا على حمله لسبب أو لآخر انما هو رأي ليس فيه من الصواب الى القليل – وغير المحسوس، وبعيد كل البعد عن رأيهم الخاص الذي وصلهم من المشاهدة.
على العموم ان هكذا آراء هي حالة غير صحية، وتحمل من السلبية الكبيرة في التلقي الذكي الذي يفخر به الاذكياء من مرتادي المسرح. كما ويفترض بالمسرحي الابتعاد عن تلك العادة غير المحمودة تماما في تلقي الرأي عن الآخر، فهو مثلبة لاتحسب للمبدعين، بل تحسب ضد ثقافة التلقي المساهمة في المسرح، والتي نطالب بها نحن كمسرحيين، باعتبار( الجمهور ) واحد من أركان المسرح الخمسة ( النص، المخرج، الممثل، المنصة، الجمهور )، والتي بدون أحدها يصعب النهوض بالحركة المسرحية اينما كانت.
على العموم وفي كل الاحوال فأن الجهود المسرحية، ومهما كانت نتائج المسرح، والعرض المسرحي، فأن تلك الجهود التي بذلت يجب ان تحمد. فليس من المعقول أن مبدعا خلاقا يقوم على تأسيس عرض مسرحي يطمح من خلال نتائجه الشتيمة، بل على العكس، ان ما ابتغاه هو ان تشكر الناس جهوده التي بذلها من أجل اسعاده وايصال المتعة والفائدة اليهم. فبدل أن تحمل الرأي الجاهز الذي أخذته من الآخرين خجلا، وتذهب الى العرض لتهنئ العاملين بعدها كذبا. ليكن ديدنك الذهاب والتهنئة على ما استقبلته من جهود مهما كانت، وانت تعرف انها كانت تبغي الحصول على رضاك واسعادك اولا واخيرا. على ان نعرف بأن مباركة الجهود الابداعية من الصفات الحسنة، والمحمودة. ومباركة جهود الآخرين عادة جميلة، حتى وان لم تأت النتائج لصالح جهودهم.
والخلاصة: فان على المتلقي ان يستقبل فكر المسرح وخطابه، بما يملكه هو من استعداد معرفي خاص وشخصي وقدرة على استقبال القراءة الخاصة بالمتلقي نفسه. كما لا ننسى بان الكثير من النقاد الذين لايمتلكون الرأي الخاص بهم، بل يسعون الى تجميعه التي تسبق الكتابة بواسطة استقرائهم لآراء الآخرين من ذوي الرأي الحصيف ليكون هو خلاصة رأيهم الذي سيصيغون من تجميعه مقالهم النقدي الهام – والذي احيانا يرهبون به الاخرين – لينشروه في مجلة أو يعرضوه في احدى الفضائيات المرموقة. هذا اذا ما اراد ان يبتعد عن السائد من النقد الذي يتحدث كثيرا عن النص – وهو الذي يحسنونه غالبا – ولا يقولون الا القليل عن الجوانب الفنية، في الاخراج والتمثيل، والتصميم والتنفيذ أحيانا. فغالبية النقاد من القراء المهمين وليسوا من المسرحيين الا قليلا. لذلك يطلق العنان لانطباعه كمشاهد عادي في مديح هذا او ذاك كي يقال انه لم يترك في نقده – شاردة أو واردة الا اتى عليها.



#فاضل_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموسيقى في المسرح ... بين التأليف والاختيار
- الواقعية في المسرح (1)
- ( باسوان ) المسرحية الأنموذج
- هاملت بين .. [كريج] و[بيكاسو]
- تكنولوجيا الخشبة توصل خطاب المخرج بلا ثغرات
- جاسم العبودي(#) .. المربي الأكاديمي
- توفستونوكوف .. مخرجاً .. ومنظراً
- حين تجيء الشهادة متأخرة .. ذكريات... أحلام... تأملات
- فن المخرج : فن الفعل ... فن المتفرج
- الجمهور وتطور المسرح
- السينوغرافيا ... وإشكالات التعريف والمعنى
- في ذكرى المبدع الذي سعى لاختزال المسرح
- الدور التاريخي للمخرج
- إشكالية التأليف... في المسرح العربي
- المشاكل التي رافقت الظاهرة المسرحيةالعربية
- إشكالية التمثيل في المسرح العربي
- في التأليف ... الادب احتياطي المسرح
- إشكالية النقد في المسرح العربي
- أنا والمسرح والتجربة
- مائة عام من المحبة .. أنموذج لمسرحية الحرب


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - فاضل خليل - الرأي الجاهز في التلقي ... والنقد الاكثر جاهزية في المسرح