صلاح سرميني
الحوار المتمدن-العدد: 2209 - 2008 / 3 / 3 - 07:42
المحور:
الادب والفن
السينما لغة الروح, تغذي القلوب, وتثريها
خلال الفترة من 6 إلى 12 سبتمبر 2007, انعقدت في ( قازان) عاصمة جمهورية تاتارستان(روسيا الاتحادية) الدورة الثالثة للمهرجان الدوليّ لسينما الشعوب المُسلمة(المنبر الذهبي), ويطمح المنظمون بأن تتبادل دوراته القادمة مختلف محافظات, وجمهوريات روسيا الاتحادية، مما يسمح بتبادل الخبرات السينمائية, والتلفزيونية, وتقنياتها الحديثة بين مختلف قوميات العالم الإسلامي, ومسلمي روسيا الاتحادية .
والهدف الأساسي من هذا المهرجان إبراز المُنجزات الثقافية, والفنية الإسلامية لسينما, وتلفزيون الشعوب, والدول المُسلمة, وإبراز الصورة الحضارية للدين الإسلامي, والثقافة الإسلامية الرفيعة في أوساط المجتمع الروسي, والعالميّ.
كذلك العمل على نشر القيم الروحية, والعادات, والتقاليد الإيجابية للشعوب العربية, والمُسلمة في روسيا الاتحادية.
وقد تساءلتُ يومها, كما الآخرين, عن طبيعة هذا المهرجان, وتوجهاته العلنية, والمُضمرة, ولماذا تخير الدين الإسلاميّ واجهةً لبرمجته, ونشاطاته.
وكي لا نظلم المهرجان كثيراً, وندّعي بأنها مبادرةٌ لاختطاف الإسلام للسينما, والتصالح معها بغرض تطويعها دينياً, أخلاقياً, واجتماعياً بما يُلائم النظرة الجديدة المُنفتحة للدين, فإنّ خبرتي في متابعة المهرجانات السينمائية بكافة أنواعها, تجعلني على درايةٍ بمُبادراتٍ (عربية), و(غربية) كثيرة تربط بين ديانةٍ ما, والسينما.
من المُفيد التذكير أولاً بـ(المركز الكاثوليكي للسينما) في القاهرة, حيث احتفل في شهر مارس من عام 2007 بالدورة الـ55 لواحدٍ من أشهر, وأقدم المهرجانات المحلية المُهتمة بالسينما المصرية حصراً, وفي تلك المُناسبة, منح جائزته(أفضل فيلم, أفضل إخراج, أفضل سيناريو,أفضل ممثلة/هند صبري, أفضل ممثل/محمود حميدة) لفيلم (ملك, وكتابة) لمُخرجته (كاملة أبو ذكرى) .
وتضمّنت المُسابقة خمسة أفلامٍ اُختيرت من 40 فيلماً مصرياً عُرضت في الصالات التجارية المصرية خلال عام 2006.
جديرٌ بالذكر, بأنّ نشاط (المركز) لا يبتعد كثيراً عن الديانة المسيحية, وكان (أنطونيوس نجيب) أسقف (الكنيسة الكاثوليكية) ضيفاً مُميزاً لتلك الدورة, وعلى عكس الخطاب الإسلاميّ المُناهض للسينما, فقد لخصت كلمته علاقة الدين المسيحيّ بها:
(إنني سعيدٌ بأن أكون هذا المساء بينكم, وأحييّ من كلّ قلبي المركز في مهرجانه الـ55 , وأشيد بعمله المُميز الذي يساهم في إثراء السينما المصرية, أحيّيكم جميعاً, وأتمنى بأن تتابعوا عملكم لدعم السينما, لأنها لغة الروح, تغذي القلوب, وتثريها).
وفي تلك المُناسبة, كرّم المهرجان كلٍّ من( لبلبة, وحيد سيف, زيزي البدراوي, سعيد صالح), وكاتب السيناريو (عبد الحي أديب), كما حصل (هشام سليم, ومعالي زايد) على جوائز عن أدوارهما في مسلسلاتٍ تلفزيونية, ومع تلك التكريمات, فإنني ـ صراحة ـً لا أعرف المُسلم من المسيحيّ بينهم, وأعتقدُ بأن (المركز الكاثوليكي للسينما) لم يتوقف ثانيةً واحدةً عند هذا الجانب.
وفي متابعةٍ الصحفية المصرية (عايدة غالي) لتلك التظاهرة, أشارت إلى القيّم, والأهداف التي يسعى إليها (المركز) من خلال مهرجانه, وعلاقته بالسينما بشكلٍ عام, وهي المستوى الفني, والنوعيّ, والقيّم التي تتضمّنها الأفلام : احترام الديانات الإنسانية, حقوق الإنسان, القيّم الأخلاقية, الإنسانية, والاجتماعية, ..
وبأهدافه هذه, لا يبتعد أبداً عما يسعى إليه (المهرجان الدوليّ لسينما الشعوب المُسلمة) في (قازان).
****
وبالانتقال إلى (الغرب العلمانيّ) لرصد حال المهرجانات السينمائية المُرتبطة بالدين, يمكن الإشارة إلى أشهرها, وهو(المهرجان المسيحيّ للسينما) الذي انعقدت دورته العاشرة في مونبلييه/فرنسا خلال الفترة من 27 يناير وحتى 4 فبراير 2007, وتخيّرت تيمةً بعنوان( قاوم), والمقصود منها : كيف نُواجه اليوم العنف, الجهل, الكذب, النفاق, احتقار الحياة الإنسانية, والطبيعة, وكيف لنا رفض الإحباط, والجبن, ....باختصار, كيف نظل واقفين .
وقدم المهرجان برمجةً متنوعة تضمنت أفلاماً من كلاسيكيات السينما, كما الأفلام المُعاصرة, مثل :
آلام جان دارك/دراير
عناقيد الغضب/ جون فورد
Amistad /سبيلبرغ
رشيدة/ أمينة شويخ
مولاده/عثمان سامبان
رسبيرو/ إيمانويل كرياليز.
ويُنظم المهرجان جمعية(مسيحيّون, وثقافات) بالتعاون مع (الجمعية البروتستانتية للسينما), وهدفها العمل على إظهار نظرة مسيحية حول الإنتاج السينمائي.
وخلال الفترة من 27 يناير وحتى 3 فيراير2008 سوف تنعقد الدورة الحادية عشرة لهذا المهرجان تحت عنوان (الحقيقية, والكذب).
كما يمكن التنويه إلى تظاهرة فرنسية أخرى هي (مهرجان السينما المسيحية) الذي انعقدت دورته الأخيرة في شهر أكتوبر 2007, وهو مهرجانٌ متنقلٌ بين باريس, وضواحيها, ومدنٍ فرنسية أخرى.
وبدون مُواربة, يشير المنظمّون بأنه تظاهرةٌ مسيحيةٌ طارئة, ومتنقلة, وهي موجهة للمسيحيين, والمسلمين, ولغير المؤمنين, ينظمها, ويدعمهاRadio France Évangile, والكنيسة CCVNوخلال الفترة من 29, وحتى 31 أكتوبر 2006, انعقد في (بروكسل) مهرجان (سينمائيون وروحانية), وإلى جانب الأفلام المُنتقاة, كان هناك لقاءات, وندوات نشطتها شخصياتٌ مختلفة ومتخصصون معروفين حول 9 أفلام, وذلك لربط الجسور بين التاريخ, والمسيحية, والثقافة المُعاصرة, ومن الأفلام التي عُرضت في ذلك المهرجان :
يوميات راهب في الأرياف/روبير بريسون /1950
مسيح مونتريال /دوني أركان/1989
الإنجيل بمقتضى القديس سان ماتيو /بازوليني/1964
تحت شمس الشيطان/ موريس بيالا/1987
تيريز /آلان كافالييه/1986
أندريه روبليف/تاركوفسكي/1966
ومن عناوين اللقاءات التي أقيمت : (المسيح كما يراه السينمائيون, الروحانيات, والتصوّف كما يراه السينمائيّون).
وليس بعيداً عن فرنسا, وبلجيكا, يبدو بأنّ (المكتب البروتستانتي للسينما) في سويسرا فعالٌ في كلّ جوانب الأنشطة السينمائية, وهو يقترح رؤيةً بروتستانتية حول النشاط السينمائي, وذلك من خلال نشرة نصف شهرية بعنوان (أوراق سينمائية).
نظرة مختلفة عن السينما, وهذا يعني الترويج لأفلامٍ ذات مستوى نوعيّ تتوافق مع الفكرة التي يعتنقها كتابها عن الإنسان, ومستقبله, وفيها لا يتحدث المُشاركون عن كلّ الأفلام المُتسمّة بنوعيّتها العالية, وهم يتوجهون, ويعنون بسينما تمنحهم متعةً كبيرة, ويريدون بأن يتشارك الآخرون معهم في هذه الرغبة, ولكن الفيلم هو رسالةً أيضاً, متفاوتة في إدراكها, وبالإضافة لهذه الأبعاد الفنية, فإنهم يقتربون أكثر من تلك التي تتضمن مضامين اجتماعية, إنسانية, وروحانية, وأخيراً, يشير هؤلاء إلى رغبتهم بأن يجعلونا نحبّ السينما أكثر, بمحاولة فكّ شفراتها معاً.
كما تجدر الإشارة بأن SIGNIS(الجمعية الكاثوليكية العالمية من أجل التواصل) تنظمُ لجان تحكيم الديانات في 32 مهرجاناً سينمائياً حول العالم*.
****
أما عن السينما اليهودية, فيبدو بأنها الأكثر نشاطاً, وانتشاراً, ففي عام 1983 انعقدت في باريس الدورة الثانية ل(المهرجان الدولي للسينما اليهودية).
وفي ديسمبر من عام 1992 انعقد في مونبلييه/فرنسا(مهرجان الفيلم اليهودي, والإسرائيلي).
ومنذ عام 1999 ينعقد كلّ عامٍ في سينماتيك القدس (مهرجان الفيلم اليهودي), وخلال سبعة أيام يعرض أكثر من 50 فيلماً إسرائيلياً من كلّ أنحاء العالم تعالج قضية الإيمان, المُمارسة, التاريخ, الثقافة, الموسيقى اليهودية, الحياة في إسرائيل, الدياسبورا اليهودية في وقتنا الراهن, العلاقة بين اليهودية, والأديان الأخرى, ودور الهوية اليهودية في إسرائيل اليوم.
ولأنّ المهرجان يُعقد في القدس, فهو يمنح الفرصة أيضاً لحفر خط, غير واضح أحياناً, بين الهوية اليهودية, والإسرائيلية.
وفي شهر مايو من عام 2005 انعقدت الدورة العاشرة ل(مهرجان الفيلم اليهودي) في مونتريال/كندا وعُرض فيه حوالي 40 فيلماً من 15 بلداً مختلفاً .
وفي نوفمبر من عام 2005 انعقد في ملبورن, وسيدني (مهرجان الفيلم اليهودي), ويشمل السينما التي تجسّد الثقافة اليهودية في كلّ مكوناتها, و/أو المخرجين من أصلٍ يهودي , وفي شهر نوفمبر من نفس العام انعقد في هونغ كونغ مهرجانٌ مماثل.
ومع أن عدد اليهود في فيينا يُقارب ال6000, ومعظمهم هاجر من روسيا, وأوكرانيا, ولكن (مهرجان الفيلم اليهودي) فيها موجود منذ عام 1995, وكانت تيمة دورته لعام 2007 تحت عنوان (تجسيد اليهودية الفرنسية في السينما منذ ميلييس).
ويعتبر (مهرجان الفيلم الإسرائيلي) واحداً من أهم التظاهرات السينمائية في باريس, انعقدت دورته السابعة خلال الفترة من 12 وحتى 27 مارس 2007, وكما يقول منظموه, فقد تأسّس انطلاقاً من عشقٍ مزدوج للسينما, وإسرائيل.
وفي الولايات المتحدة, هناك مهرجاناتٌ كثيرة للفيلم اليهودي في سان فرانسيسكو, نيويورك, بالم بيش, ...
****
The 2007 festival is a wrap! The 28th SFJFF will take place
وفي تحقيقٍ كتبته(مجلي فان ريت) عن الدورة العاشرة لمهرجان الفيلم الدينيّ(الدين اليوم) الذي انعقدت فعالياته خلال شهر أكتوبر من عام 2007 في عدة مدنٍ إيطالية, منها ترانت, ميلانو, وروما.
ويتميز هذا المهرجان, بأنه يجمع محترفي السينما من دياناتٍ مختلفة, يهود, ومسلمين, ومسيحيين, ينسجون علاقاتٍ إنسانية حول عشقهم للسينما.
وفي أيامه, تتشكل ورش عملٍ تسمح للمخرجين, المنتجين, ومديري مهرجانات الفيلم الديني باللقاء, ليتمكنوا من تقديم فكرة حول عملهم, ومجابهة معتقداتهم المُختلفة, والمُشاركة بحبّهم لإله واحد.
الأيام الثلاثة التي قضوها في (مركز الناصرة) في ضواحي روما, سمحت لهؤلاء الذين يمنعهم الوسط السياسي أحياناً باللقاء, ونسج علاقات صداقة حقيقية.
جاءوا من أفغانستان, أفريقيا الجنوبية, إيران, الصين, بنغلاديش, البرازيل, أوروبا, الولايات المتحدة, وإسرائيل, كلهم مؤمنين, وعاشقين للسينما.
وقد تمّ حفل توزيع الجوائز في مقرّ (راديو الفاتيكان) بحضور مديرها, الأب (فيديريكو لومباردي), وسفير إيران في إيطاليا, وبعض المسؤولين القادمين من أوساطٍ علمانية, أو دينية.
وتكونت لجنة التحكيم الدولية بدورها من شخصياتٍ تُمثل الديانات المُختلفة :
سيدني روم(ممثلة/إيطاليا), مجلي فان روت (صحفية/فرنسا), جيلاد غولدشميت (مخرج/ إسرائيل), مجتابا راي (مخرج/إيران), إنزو سيستي (منتج/إيطاليا).
ومنحت الجائزة الكبرى(روح الحقيقة) للفيلم الإيراني(The Sun shines on all equally) لمخرجه (عباس رافعي), وجائزة أفضل فيلم(M for Mother)/إيران, لمخرجه (رسول مولاغوليبور), وأفضل فيلم تسجيلي(Yoel, Israel & Pashkavils) /إسرائيل, لمخرجته (لينا شابلن),وأفضل فيلم قصير(Milagros)/ إسبانيا, لمخرجه(خافيير فيغويرو).
****
لا تهدف المعلومات الواردة أعلاه لحصرٍ توثيقيٍّ شاملٍ لمهرجانات السينما المُرتبطة بالديانات, ولكننا لاحظنا بالتأكيد العدد الوافر للتظاهرات, والمهرجانات المسيحية, واليهودية (خاصةً) المُنتشرة في بلادٍ كثيرة(علمانية), فهل نستكثر على المسلمين مهرجاناً واحداً ينعقد في (قازان) عاصمة جمهورية تاتارستان(روسا الاتحادية), ويهدف بأن يكون واجهةً للأفلام التي تنتجها جهات, ودول مسلمة, أو مواضيعها حول حياة المسلمين.
* تنظم SIGNIS (الجمعية الكاثوليكية العالمية من أجل التواصل) لجان تحكيم الديانات في 32 مهرجاناً سينمائياً حول العالم :
مهرجان فجر السينمائي الدولي في طهران/إيران.
المهرجان السينمائي الدولي في برلين/ألمانيا.
المهرجان الأفريقي للسينما, والتلفزيون في واغادوغو/ بوركينا فاسو.
المهرجان السينمائي الدولي في لاس بالماس/جزر الكناري.
المهرجان السينمائي الدولي في فريبورغ/سويسرا.
المهرجان السينمائي الدولي في ألبا/إيطاليا.
المهرجان السينمائي الدولي في هونغ كونغ .
لقاءات سينما أمريكا اللاتينية في تولوز/فرنسا.
مهرجان سينمات أفريقيا, أسيا, وأمريكا اللاتينية في ميلانو/إيطاليا.
المهرجان الدولي للفيلم المستقل في بوينس أيريس/الأرجنتين.
المهرجان الدولي للفيلم القصير في أوبرهاوزن/ألمانيا.
المهرجان السينمائي الدولي في كان/فرنسا.
المهرجان السينمائي الدولي في سيتوبال/البرتغال.
المهرجان الدولي لأفلام الأطفال, والشباب في زلين/جمهورية التشيك.
مهرجان التلفزيون في مونتي كارلو/فرنسا.
المهرجان الدولي للفيلم في زانزيبار/تنزانيا.
المهرجان الدولي للفيلم في كارلو فيفاري/ جمهورية التشيك.
المهرجان الدولي لأفلام الطفولة, والشباب في موتفيديو/الأورغواي.
المهرجان الدولي للفيلم في بريسبان/أوستراليا.
المهرجان السينمائي الدولي في لوكارنو/سويسرا.
المهرجان السينمائي الدولي في فينيسيا/إيطاليا.
مهرجان أفلام العالم في مونتريا/ كيبك/كندا.
المهرجان الدولي للفيلم في تورونتو/كندا.
المهرجان الدولي للفيلم في سان سباستيان/إسبانيا.
المهرجان الدولي للأفلام التسجيلية, والتحريكية في لايبزغ/ألماني.ا
المهرجان الدولي للفيلم في مانهايم, وهايدلبرغ/ألمانيا.
المهرجان الدولي للفيلم في مار ديل بلاتا/الأرجنتين.
مهرجان سينمات شرق أوروبا في كوتبوس/ألمانيا.
المهرجان الدولي للفيلم في آميان/فرنسا.
السوق الدولية للسينما, والتلفزيون, والمهرجان الدولي للفيلم في كاب/أفريقيا الجنوبية.
المهرجان الدولي للفيلم في براتيسلافا/سلوفاكيا.
مهرجان سينما أمريكا اللاتينية الجديدة في هافانا/كوبا.
#صلاح_سرميني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟