أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز العراقي - ما الفائدة بعد ان يوضع كل البيض في السلة الامريكية














المزيد.....

ما الفائدة بعد ان يوضع كل البيض في السلة الامريكية


عزيز العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 2208 - 2008 / 3 / 2 - 09:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكثيرون يحملون المسؤولية فقط على الاداء البائس للحكومة العراقية في تفاقم الازمات , ويتسترون على الاسباب التي جاءت بها, ويطالبونها بخطوات اكثر جرءة ووضوح في حل هذه الاشكالات , والوقوف بوجه سلطات الاحتلال التي تريد تحديد المسارات العراقية وفق التوجهات الامريكية , مثل تحديد فترة وجود الجيش الامريكي , وتحديد صلاحياته التي تفوق صلاحيات الحكومة العراقية , وما يجب ان يكون عليه العراق في اقليمه , او في الشبكة الدولية التي تضفرها اميركا بعد انفرادها بزعامة العالم , والاهم ما ستثبته من بنود في الاتفاقية المنوي عقدها مع العراق . ولاشك ان هذه الاتفاقية ستكون الاهم في تاريخ العراق , وستتحكم بمصيره ومصير ابنائه لعدة عقود اخرى , وقد جاء الاعلان عن البدء بوضع اسسها عبر دائرة فيديو لغرض تصوير ( قلة اهميتها ) , واعتبارها حدث يومي عادي , لاتستحق مناقشته اكثر من دردشة على فنجان قهوة عبر دائرة فيديو بين ( صديقين حميمين ) بوش والمالكي . واذا كانت هذه البداية , فما الذي سيثبته الامريكان في هذه الوثيقة التي سيوقعها العراقيون بأيديهم ؟!

ما من شك ان الادارة الامريكية حددت توجهاتها في العراق قبل البدء بأجتياحه , واصرارها على عدم مشاركة الاطراف الوطنية في عملية اسقاط النظام الصدامي - رغم وجود الامكانيات الجيدة مثل قوات البيشمركة - التي تستطيع ان تساهم بشكل فعال وتوفر بعض الجهد للجيش الامريكي . الا ان اصرار الامريكان كان لمنع القيادات السياسية العراقية من التحكم بالمسارات الكبيرة لتوجه لعراق , واشغال هذه القيادات بالصراعات على السلطة , بعد ان تؤجج اكثر نوازعها القومية والطائفية . والاهم , هو ابعادها عن الاعمال التي تحفز الانتماء للمشروع الوطني المشترك , والمشاركة في اسقاط النظام سيدفع الكثير من هذه المكونات لممارسة عراقيتها , والمشروع الامريكي يرفض ممارسة القيادات العراقية ل(عراقيتها ) حتى ولو بدافع انتهازي . ويحاول بقدر المستطاع ان يبقيها داخل قفص السلطة, المحاك بالانتخابات , وكتابة الدستور , والسكوت عن الفساد والسرقات , والانشغال بكسب النفوذ عبر الصراع على صلاحيات الاقاليم والمحافظات , ويعدم او لايعدم علي كيمياوي وجماعته ...الخ .

كان يمكن للامريكان ان يوضحوا رغبتهم للقيادة القومية الكردية بعدم الاندفاع في تأجيج المشاعر القومية التي تغذي نزعة الاستقلال , وتخلق اختلالات لكيانات حلفائها في المنطقة , ولنفس السبب عدم موافقتها بضم كركوك لاقليم كردستان . الا ان هذا التوضيح لو حدث بشكل مباشر فأنه سيحفز القيادة الكردية لايجاد بديل تستند عليه لتحقيق بعض طموحاتها القومية , ولايوجد مثل هذا البديل في دول الاقليم , بل في المشروع الوطني وهو ( اضعف الايمان ) . واكتفت اميركا كما ظهر لاحقاً بتحريك الحليف التركي , لمنع فيض التطلع الكردي خارج ضفاف المصلحة الامريكية . ومن جهة اخرى , كان يمكن لللامريكان ان يستفيدوا من فضيحة سرقة النفط العراقي من قبل النظام الايراني , وتحويله الى مشكلة جديدة يمكن عرضها على مجلس الامن لزيادة تكبيل النظام الايراني بأتهامات دولية , ووضعه في خانة تزيد من ضعفه . الا ان تأجيج هذه المشكلة سيرفع المناسيب الوطنية للجماهير العراقية , وستكون القيادات السياسية مجبرة على الاصطفاف في المشروع الوطني , وهذا ما لايريده الامريكان .

ان التعويل على الحكومة العراقية وقيادات الاحزاب السياسية , او الامل في اشراك هيئة الامم المتحدة , في انصاف واقرار الحقوق العراقية عند التوقيع على الاتفاقية المزمع عقدها بين امريكا والعراق , سيبقى مجرد امل ما لم يتم النهوض بالمشروع الوطني الذي ينظم ويحفز العمل لانصاف حقوق العراق , في هذه الاتفاقية او في غيرها من المسارات العامة . والمشكلة هي في كيفية النهوض بالقيادات السياسية العراقية الفاعلة بعد ان انحدرت من طابق الوطنية التي كانت تدعيه قبل سقوط النظام , وتمترست في دهاليز منجزاتها القومية والطائفية .

ان الامريكان لن يسمحوا بأعادة بناء المشروع الوطني العراقي قبل ان يتم لهم توقيع الاتفاقية بالشكل الذي يريدونه . وبعدها , سوف لن يكون للمشروع الوطني ذات القيمة , ولن يحقق اكثر من المحافظة على وحدة عراقية شكليةهشة , لاتمتلك ادوات تنشيط انتمائها الوطني , ولاتجد ضرورة في ذلك , بعد ان يوضع كل بيضها في السلة الامريكية .



#عزيز_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امل العودة للتوازن المفقود
- خطوات تبغي الانفراد بالقرار
- سياسات لاتفضي الى انقاذ العراق
- التكافل الملغوم
- الرئيس الامريكي وترسبات السياسية العراقية
- الربع الطافي من جبل التخريب
- 8شباط وعودة الذئاب الديقراطية
- تحالفات التحاصص تزيد الجحيم للعراقيين
- التفاؤل المنكوب
- قانون المحافظات وصراع اطراف الاختلاف
- فقط من اجل شرف الحقيقة
- بين الرغبة الصادقة والنجاح المتوقع
- هيئة النزاهة ومطالبة الخبرة الهندسية
- فرصة قد لايجود الزمان بمثلها
- فرصة قد لا يجود الزمان بمثلها
- يقول الساخرون : شكراً للقيادة القومية الكردية
- تداعيات الزمن العراقي المنكوب
- العنوان الأوضح للمرحلة الحالية
- العنوان الاوضح للمرحلة الحالية
- لكي لا تختلط الاوراق


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز العراقي - ما الفائدة بعد ان يوضع كل البيض في السلة الامريكية