أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال سبتي - الماء















المزيد.....


الماء


كمال سبتي

الحوار المتمدن-العدد: 2208 - 2008 / 3 / 2 - 11:04
المحور: الادب والفن
    


قصيدةٌ في أربعةَ عشرَ بحرا..

إلى : فؤاد التكرلي



-1-

دعْهُ..ليسَ الآنَ.. ماذا ؟
دَعْهُ..
هذا ساحرُ البَحْرِ.. وما في الليلِ
منْ هجْرٍ..
على الأبوابِ قدْ علّقَ تذكاراً
وآوى صحبةَ الأمسِ..
هنا قلبٌ كوجهِ اللهِ..
لا.. دَعْهُ
فما قَرَّبَ ناياً لسوى البَرِّ
وقالَ : النّايُ شطآني
فكونوا نجمةَ الشّطآنِ.. أوْ عودوا..
وأنتمْ صحبةُ التّذكارِ..
هلْ يُنْسى..
فتأتونَ بغيرِ الدّفِّ ؟
هلْ يُرْمى
لتنهالوا على أحجارِهِ بالفأسِ ؟
يا جدرانَهُ كوني جبالاً..
يالياليه : الدّموعْ
فهوَ في الطّوقِ بنى ظلاًّ
وفي الظّلِّ بنى ليلاً..
وساوى بينَ بعدِ البحرِ والذكرى
ونام

* * *


-2-

دَعْهُ.. في السّفُنِ الرّاسيةْ
خَلَّدَ المُدُنَ ، اِقْتَرَبَتْ
وهوَ مُبْتَعِدٌ..
وتَمَنَّتْ طَريقاً إلى ذعْرهِ
وَهوَ مُنْشَغِلٌ بالتذكّرِ..
كانَ ينامُ الليالي وَحيداً..
فَخُذْهُ إِلى السّفُنِ ، اِقْتَرَبَتْ
وهوَ مُبْتَعِدٌ..
كانَ في السّبَخِ ، القَلْبُ يَكتبُ : هذا طَريقي..
فيرسمُ نايٌ بلاداً..سيعرضُ عنها الذّبولْ..

* * *

-3-

منَ الماضي إلى الأَجَلِ المُسَمّى..
رمى هذي البراري بالمَطَرْ..
ونادى الحقلَ أنْ ينشقَّ ،
والمدنَ البعيدةَ أنْ تلوحَ .
هُوَ الليالي ،
والموانىءُ في الليالي..
والمُسافرُ كلَّ عامٍ ،
والقطاراتُ الحزينةْ .
منَ الماضي إلى الأَجَلِ المُسمّى..
وهوَ مُنْشَغِلٌ بما يأتي..
وأسْرابُ الدّخانِ تلوحُ :
هذا سيّدُ الصّحراءِ .. هلْ تأتونَ ؟
كانَ العشبُ أصْغَرَ منْ نهاياتِ البحارِ
وكانَ لا يدري :
أَيأتي سيّدُ الصّحراءِ ؟..
قالَ الجمعُ : يُعْرَفُ منْ لِسانِهْ
وكَلَّمَ سيًّدَ الصّحْراءِ ، كانتْ جَنَّةٌ خَرَجَتْ
ليصرخَ بَعْدَها ياجْمعُ : لا..
ما كانَ يُعْرَفُ هكذا..

* * *


-4-



إِذَنْ قدْ لا نكونُ بلا سُفُنٍ
ونقولُ : لَقَدْ ضاعَتِ الطّرقاتُ
...................................
وَقُربَكَ أَسْمَعُ أَجْراسَها
إنَّها بينَ كفَّيْكَ ..دلَّ الذي لا يرى
أنَّ باباً سَيُفْتَحُ
أنَّ جبالاً ستهبطُ
وانذرْ لها ما رَوَتْهُ الطّبولْ

* * *


-5-

رَوَتْ كُلَّ شيءٍ عَنْ عيونِ المدائنِ البَعيدَةِ ،
عنْ ظلٍّ تَلَوَّنَ بالتُّرابِ ،
هذا نهارٌ في الصّدى ،
والجرارُ بينَ كفّيكَ نامَتْ ،
قَدْ نقولُ : سَتُنْبىءُ النّساءَ بِما يأتي ،
ليُشْعلنَ نارَهُنَّ ،
ضَيْفٌ منَ الأَعْرابِ جاءَ ،
أَقمنَ حَفلَكُنَّ على عُشْبِ التّلالِ ،
أَمَأْتَمٌ هُنا ؟
لا.. هُنا الأَقْمارُ تنزعُ عَنْ صدى البَراري
بَريقاً كانَ يَصْدَأُ في التّلالِ
ما جاءَهُ سِحْرٌ منَ المُدُنِ التي رَأَيْنا..
أَهذا ظلُّنا في السّوادِ ،
نَحْنُ نمنا على البَحْرِ البَعيدِ
ونَحْنُ في الليالي بَعُدْنا عَنْ نجومِ مَدارنا
أَنَكتبُ شَيْئاً عَنْ نساءِ الجِرارِ ؟
بَعْدُ.. لَمْ نَتَلَوَّنْ في السّهوبِ ،
وَبَعْدُ..لَمْ نَقُلْ كَلِماتٍ عَنْ بَريقِ سَوادِنا
عَواءٌ وأيّامٌ.. وقَلْبُ غَمامَةٍ
وخلاّنُنا يَبْكونَ
لَمْ نكن الدّموعَ ، لمْ نَكُن المنديلَ..
قُلنا : كَأَنَّ قُبلَةً في الأَقاصي
أَرَّخَتْ تاجَها بِدَمْعِنا ،
ثُمَّ قُلْنا بالجَواهِرِ
كَيْ نُغَيِّرَ الماءَ في الأَنْهارِ
ماذا كتَبْتَ يا غُرابُ وما أَسْرَرْتَ ؟
غابَتُنا الجرارُ ،
لمْ نَتلَوَّنْ في السّهوبِ
أهاجَنا الطَّريقُ طَويلاً
فامْتَثَلْنا لِقَوْلِ شَيْخِنا
أَنْ نَبيتَ الليلَ في الغابَةِ ،
اِسْتَراحَ نايٌ.. وَنَجْماتٌ
بَكى لَيْلُها الطّويلُ
كُنّا نَرى في نَوْمِنا مُدَناً منَ الهواءِ
فَقالَ الشّيْخُ : منْ يُمْسِكُ الهواءَ ؟
واِنْطَلَقَتْ في نَوْمِنا سُفُنٌ إلى البحارِ ؟
فَقالَ الشّيخُ منْ يَعْرِفُ البحارَ ؟في الغابَةِ : النّايُ اِسْتراحَ منَ الصّدى
وَأَقْدامُنا هامَتْ على ظلّها الخَفيضِ
قالوا :
هنا نبقى ، سَنحصدُ زَرعَها ،
اِرتجفتُ ،
ونمتُ الليلَ وحدي كَقبرْ..
* * *


-6-



ضَيفٌ منَ الأَعْرابِ جاءَ ، هذهِ العيونْ
تجهرُ بالنّدمْ..
يُروّضُ الخُسرانُ ما تَراهُ في الأَهْوالِ
ضَيْفٌ جاءَ.. قُلْ لَهُ : مساءُ الخيرِ ،
ما نُريدُ ،..
والعصيانُ ؟
- هذا كلّ شيء..
...................
القبرُ.. يا مَولايَ في اِسْتِدارةِ العُنْقِ
وفي نِهايةِ الأَرحامِ..
والقبرُ : طلاسمٌ ونايٌ..
كانَ في المَلاذِ يُرسِلُ النّدى ،
يخطُّ ماؤهُ حياةً..
كبرتْ غابَتُنا ، قالَ الجنونُ :
الماءُ جوهري..
وقالَ : غابةُ الأهْلِ طريقي !
هلْ تَروْنَ سيّدَ الصّحراءِ ،
قدْ خطَّ على الماءِ : سَلامَهُ
وقالَ في الأَنينِ الطّرقاتُ ،
يرحَلُ الشّيْخُ فَتسمعونَ : أنَّ موكباً قدْ وصلَ المدينةْ
وفي الأنينِ الطّرقاتُ ، فتَحَتْ
للسّفُنِ الرّاسيَةِ الميناءَ
نحنُ السّعداءُ يا جُنونُ ،
كنتُ ضيفاً وانحَدَرتُ مرةً
بالدّمِ ، بالسّفينةْ
إلى قلاعِ الملكِ الوحيدِ ،
فامتلأتُ بالمرايا
ثُمَّ احْتَرَقْتُ :
كانَ وَحْدَهُ ينامُ في الحديقةِ ، احْتَرقتُ ،
دلّني يا مَلكَ القلاعِ
فانهالَ عليَّ بالسّياطِ ،
بعدَها ،اِسْتَيقظْتُ يا جنونْ

* * *



-7-
بعدَها ، كانَ فيَّ موتٌ سَعيدٌ
.........................
ونقولُ : اِحْتَرْنا ؟
إلى النّارِ يا قلبُ..
فكلّ الأيّامِ موتٌ سَعيدٌ ،
كلّ نارٍ بَردٌ إذا أنتَ في البحرِ تعلّمْتَ النفيَ ،
هذا كتابُ الشّعراءِ..
احْتَرسْ منَ الكَلماتِ ، اِخْرجْ بها
من أتونها ،
قلْ لها يا قلبُ : إنّي
أردتُ أبراجَها في النّايِ تستَصْحبُ النّديمَ
إلى الذكرى ،
وذكرايَ طَعْنَةٌ في المحطّاتِ ،
وذكرايَ : الدّارُ مُغْلقَةٌ ،
هلْ نحنُ قلنا منَ البِدايةِ يأتي الآخَرُ ؟
احْتَرنا في العبورِ إِليكِ ،
احْتَرَقَتْ في تطوافِنا مدنٌ
واقْتَربتْ أُخرى
والدّخانُ هوَ السّيّدُ.. نبكي ؟
فنعرفُ الكلماتِ ،
القلبُ أمْ عَتْمةُ الحنينِ
أم القبلةُ في السّاحراتِ تُشْعلُ هِجراناً ؟
وماذا بعدُ ؟
المرايا ، وذكرايَ وما في الغُبارِ
منْ جَنّةٍ منسيّةٍ..
يا غرابُ ماذا كتبتَ ؟
السّفُنُ التّعبى في الغبارِ ،
فمنْ يُبحرُ ؟
يا جَمرةَ المَحطّاتِ هذا كلُّ شيءٍ
نحنُ ابْتعدْنا عن النّاسِ.. وضعْنا
ضِعْنا.. فلا أَحَدٌ يَدْري بنا في الليلِ البعيدِ ،
احْتَرقنا..

* * *

-8-

رَأَيْناكَ..
وامتَثَلْنا لقوْلِ الشّيْخِ..
وماكانَ..كانَ :
الماءُ ينامُ الضّحى والليلَ..
وتأتي الحُروفُ الصّفرُ بذكرايَ :
كانَ الماءُ الصّديقَ..
إِذَنْ فليَذْهَبْ أَميراً
هُوَ الجَرْسُ.. وهوَ رجْعُ الصّدى في البرِّ
سيُحيي اليَباسَ المُرَّ..
ويُعْلي بكَفّيْهِ السّدَّ ،
نعلو مَعاً ، فَليَذهَبْ ،
رأيْناكَ..
يا لُغْزَ الذهَبِ اليومَ
كنّا فيكَ..
وكنّا نمدُّ الخَيْطَ..
فَيْعْرى ،
بَعيدٌ.. أَنْتَ..
بَعيدْ..

* * *

-9-
مِنْ أَيِّ سِحْرٍ خَرَجْتَ ؟
قالَتِ المُدُنُ المطْمورَةُ : اِنْداحَ والأَسْوارَ..
فابْتَكَرَ النّوْمَ الطَويلَ
ولوَّنَ المدى صُوَراً زَرْقاءَ..
مَنْ يَهدمُ الأَسْوارَ في وَجَلٍ ؟
قالَ المهاجِرُ : طفلَةُ البكاءِ
وقلنا : قدْ يقولُ الصّدى أسرارَهُ
فأتَيْنا قَلْعَةً ما لَها في الأَرْضِ متَّكَأٌ
قالوا : اِدخلوها ،
هُنا الأَعْشابُ تزخرُ بالخمورِ .
والليلُ : حفلٌ ، والنّساءُ : مَدارٌ
فادخِلوها..
عَلى أَبوابِها قَمَرٌ يضىءُ..
منْ يَهدمُ الأسْوارَ ؟
قالَ : غَداً تَرونَ ما للصّدى منْ غربةٍ
وغداً تَرونَ أسْرارَهُ ،
غَداً.. وهلْ تتمجَّدُ الرّقابُ بظلِّها الخفيضِ
وهلْ نعودُ ؟
لا شيءَ في الأبوابِ ،
والقمرُ المضيءُ وَهْمٌ.. ونحنُ والصَّدى : مُدُنٌ
مَطمورةٌ ، قلْ لَنا منْ أيِّ شاهدَةٍ
خَرَجْتَ ؟ ومنْ أيِّ دمعٍ ؟
قدْ نقولُ : سلاماً.. ثُمَّ نَرحلُ ،
قدْ نقولُ : يا قَمَرَ الأبْوابِ
هَبْنا- وأنتَ وهمُنا- طُرُقاً
لمشْيِنا الليلَ والنّهارَ ،
خُذْنا لنومِكَ البهيجِ ،
خُذ الأسوارَ ، والأبدَ الذي يلفُّ كنوزَنا
برحمتِهِ ، خُذنا
إلى سحرِ ما تبغيهِ.. ما نبغي
* * *
- 10 –
خذنا ، هناكَ شادَ مَنْ جالَسَ الأمطارَ
بيتاً ما انحنى للسّرابِ ،
ما احتمى إلاّ بغدرانِهِ ،
فردوسُهُ ظِلٌّ لبِحّارِنا العجوزِ..
أينَ أنتَ يا قاتلي ؟
بلْ أينَ ذاكَ اليومَ يا قاتلي ؟
...........................
أستَمِعُ الآنَ لرجعِ الصّدى :
لا شيءَ يا بُنَيَّ ، ما جاءَكَ المُهاجِرُ السَّهْرانُ ،
ما جاءَكَ الصّديقُ يا بُنَيَّ
ما جاءَكَ البحرُ بغيرِ المنْتَهى
فارحَلْ ،....
وغَيَّرتْكَ يا صاحبي طلاسمُ النّايِ ،
رَمتْكَ الجرارُ بالقَصيدَةِ ، اِنتَهيْتَ ،
اعْتَرِفْ..وماسَكَتَّ ،
الأصدقاءُ الكثيرونَ تناسوا زَهوَكَ الشاعريَّ
فاسْتكانوا للمّدى
والمَهبُّ طَيِّعٌ لساعِدَيْكَ ، اتَّكأْتَ مرَّةً على ظلالِ
النَّديمِ ، جاءَ ، ما جاءَ ، إِذنْ أنتَ ما عدتَ سوى
السّاكنِ في الحانِ ليلاً ونهاراً..،خارجٌ منْ ثيابِكَ القَديمةِ ،
انتهيْتَ ، اِعْتَرِفْ..
* * *
-11-
والآنَ..ماذا تُنادي ؟
والكلُّ أَبْعَدُ منْ عيْنيكَ ، الشّواطىءُ
والبيتُ ، الجارُ والكلبُ في عتْمةِ الشّوارِعِ
هلْ تسكنُ الرّصيفَ وتنجو بالهامةِ ؟
امْتلأَتْ بالأَصْداءِ ريحُكَ
والبرُّ أَقْصَرُ الكَلِماتِ ،
اِسْتَرِحْ وقلْ لَيْتَني لمْ اَكنْ نبيّاً
" وهلْ كنتَ ؟ "
في المدينةِ سَمّى الصَّديقَ سرّاً
وأهليها جمرةً في العيونِ
اِسْتَرِحْ وقلْ : لَيْتني..
لَيْتني اسْتَرحتُ قديماً..
كانَ الرّمادُ مرادي
أشْجارُهُ سُفُنٌ لمْ تغرقْ
رحَلْنا بها أَعواماً ، وضعنا بها
كانت ترتدي البحرَ ، إنّي الدّليلُ ،
ها صوتُ نجمٍ : هلْ تُبْحرونَ ؟
تأَخّرتَ يا دليلُ..
وماذا؟..
ماذا ؟
الرّمادُ مرادي
* * *
-12-
قلْ أينَ ؟ قدْ جاءَ فجرُكَ الذّهبيّ :
فالجرارُ – احتفالُكَ القَبَليُّ – أمطَرَتْ كَوكباً
إِذنْ سيكونُ البيتُ أَعلى من الصّنوبرِ..
قلْ لي :
هلْ رمى سيّدُ المدائنِ بالسّهوبِ ؟
أينَ السّهوبُ ؟

ناضرةٌ كواكبُ الجانِ ، والصّنوبرُ :
أسباخٌ على الأرضِ.. هلْ تقولُ : نعمْ ؟
والبئرُ ، والغامضُ الملوّنُ ، والأشْجارُ ،
والسّائرونَ ، تتركُهم في الليْلِ ؟
ماذا ترى إِذنْ ؟
مدُنٌ.. وعشتَها عابراً ،
ومتّكأٌ..واحترتَ في حبِّهِ ،
فكيفَ إِذنْ ؟
اللهُ.. ياقاتلي ، رجمتُكَ بالغيبِ
الذي تستَلذُّ ،
فابْتَكَرَتْ أَحلاميَ النّارَ
قدْ رَمتْ مُدُني بكلِّ شيءٍ
فخذْ غنيمتَكَ الأولى ، وخُذْ
حنظلاً ومائدةً ،
خُذْ خمرةً ، ثمَّ خذْ لجرحِكَ ملحاً . وابتكرْ قاتلاً
لنفسِكَ ، ثمَّ متْ..فقدْ جاءَ فجرُكَ الذّهبيّ..
* * *
- 13 –
الرّمادُ أُغنيتي..
تعرفُ المهاجِرَ.. والسّيّدَ الذي
نزلَ الغابَ ،
وهيَ رحلتُنا..
والنّساءُ يومَ تلَّثْمنا في الصّباحِ
وفي الليْلِ لا يُلونهنَّ اللثامُ
بالقَدَرِ المستفِزِّ..
هنَّ رمادي..ونجمُ قافلتي..
أينَ.. أينَ.. يا سُفُني ؟
* * *

- 14 -

ها أنتَ عدتَ ، منِ الجرارِ تجىءُ آخرَةُ الدّخانِ ،
إلى السّرابِ..
سيَرحلُ الضّيفُ الذي بكتِ الدّموعُ عليهِ..
انتَ صديقُهُ المجنونُ..
لمْ تسألْ لماذا ؟
لمْ تقلْ
أنا قلبُهُ المحروقُ..
يا للخيبةِ : المطَرُ الأخيرُ يُنادمُ الأبناءَ بالذّكرى
وغابَتُنا تنوءُ بحزنِها ،
نبني الجزيرَةَ في الخَفاءِ..
وللجفاءِ نقولُ : أَهْلاً..
هذهِ سُحُبُ النّساءِ ، مَدارجُ البسطاءِ ،
فلنَهنأْ
سلاماً أيُّها الشّعراءُ ، نذكرُ كِلْمَتيْنِ
وعتْمتينِ..، ونذكرُ الأبوابَ..
منْ منّا يُغادرُ ثوبَهُ..
فالماءُ أدرانٌ..وصحبتُنا نسوا
أنَّ الغمامةَ قلبُ كابوسٍ
سنذكرُ ما رأيتم ، في الدّخانِ وفي السّرابِ ،
سنُشعِلُ الهجرانَ في القُبلِ البعيدةِ
فاخرجوا..
أو فلتظلّوا قربَنا
نحنُ الهواءَ..وقدْ لبثنا بعضَ يومٍ في المدينةِ ،
لمْ نكنْ ندري بما يجري
رحلنا عن كنوزِ الخلقِ..فلنُعذَرْ
..........................
محطَّتَنا القديمةَ.. يا مَحطَّتَنا القديمةَ
ما رأينا صحبةَ الأمسِ ، اِستَعَدْنا
ظلَّكِ اليوميَّ ، فاندَفَعَتْ تُلولٌ
تُسمِعُ الأجراسَ حُزنَ حكايَةٍ..
.......................
ماذا تَبقّى أيّها المعنى؟..تعالَ إليَّ يامعنى..
أقلْ لكَ ما يقالُ ،
تعالَ في اللغةِ الجديدةِ والبعيدةِ ،
في القصيدةِ : حيثُ أنسى ما تكون .



#كمال_سبتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بِلادي ..
- السياب ، صِلة قُربى..
- العربات
- في الأصلِ الشّعريّ...
- لم أهدأْ فعرَّفني الجبلُ تائباً..
- قصيدة اِبْنُ رُشْد ..
- -تخطيط أوليّ- لفصلٍ مّا من المذكرات
- قَواربُ المليكة
- مقالان في مهاجمة الحداثة
- كلمات في المهب
- كلمات في المهب / الكتابة الجديدة / 2
- كلمات في المهب : في الكتابة الجديدة
- الطريق إلى الحرب.. والإعلام العربيّ
- الاختلاف الحر
- لم أهدأْ فعرَّفني الجبلُ تائباً
- مصائرُ السّرد
- خَريفُ الغِياب
- تلك السَّعادةُ غائبة
- في الليل .. قصيدة بدر شاكر السياب والاستثناء الشعري
- بمناسبة ذكرى رحيل السياب ..تشظّي الصّوتِ الشّعريِّ الأوّل


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال سبتي - الماء