أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الدولة التركية والعدوان الجديد على العراق














المزيد.....

الدولة التركية والعدوان الجديد على العراق


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 2203 - 2008 / 2 / 26 - 10:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تتوقف العمليات العسكرية العدوانية التي بدأت بها القوات البرية والجوية التركية منذ أربعة أيام على الأراضي العراقية. فقد بدأت هذه القوات بالزحف البري المسند بطيران جوي كثيف شاركت فيه أكثر من عشرين طائرة عسكرية مقاتلة. وتشير المعلومات إلى أن التوغل التركي بلغ حتى الآن حوالي 15 كيلومتراً في العمق العراقي وفي المناطق الجبلية التابعة لمحافظة دهوك وفي المثلث العراقي - التركي – الإيراني. وهي لم تعد بعيدة عن المواقع التي تتمركز فيها قوات الپيشمرگة الكُردستانية العراقية المسئولة عن حماية الحدود العراقية في إقليم كُردستان. وفي العمليات العسكرية الجارية قصفت القوات البرية التركية المناطق الجبلية والكثير من القرى والأرياف الكردية , إضافة إلى إطلاق الكثير من الصواريخ الموجهة ضد ذات المناطق. وتشير المعلومات الواردة من وكالات الأنباء العالمية إلى سقوط عدد غير قليل من الجنود الترك , إضافة إلى سقوط قتلى وجرحى لا يعرف الإنسان حتى الآن عددهم أو إن كانوا مواطنين كرد عراقيين أم بعض أفراد حزب العمال الكردستاني التي تدعي الحكومة والقوات التركية وجودهم في الأراضي العراقية.
والغريب أن القوات التركية في عملياتها العسكرية تؤكد أنها تريد أن تبقى هناك حتى تتحقق الأهداف التي بدأت بسببها هذه العمليات , وهي بهذا تترك الباب مفتوحاً أمام الوقت الذي تريد أن تبقى فيه هناك , إذ أن أهدافها غير واضحة رغم تذرعها بوجود مسلحين كرد من حزب العمال الكردستاني في المناطق الجبلية النائية والوعرة في كُردستان العراق. إن هذا العدوان الغادر يعتبر تدخلاً فظاً في الشئون العراقية وتجاوزاً على سيادة العراق واستقلاله وخرقاً خطيراً للقانون الدولي والعلاقات بين الدول. ويبدو أن الحكومة والقوات العسكرية في تركيا قد وقتت هذا العدوان مع إعلان برلمان كوسوفو استقلال البلاد عن صربيا وتكوين دولته الوطنية المستقلة , بما يعتبر بمثابة التهديد للشعب الكردي وقيادته السياسية في أن يبتعدوا عن التفكير بمثل هذه الخطوة بالنسبة إلى كُردستان العراق , إذ أن الجيش التركي سيكون مستعداً لإحباط أي خطوة من هذا النوع , رغم أن الشعب الكردي والقيادة الكردستانية قد أكدت مراراً وتكراراً بأنها لا تفكر بالانفصال عن العراق , بل أكد مسئولون كرد , كما جاء في تصريحات قادة التحالف الكُردستاني , وكذلك تصريحات السيد رئيس وزراء إقليم كُردستان نيجرفان بارزاني , بأن الإقليم يعمل من أجل أن يكون العراق قوياً , إذ أن قوة العراق هي قوة لإقليم كُردستان أيضاً.
ولكن الغريب في الأمر أيضاً هو أن احتجاج الحكومة العراقية ضد العمليات العسكرية التركية في العمق العراقي جاء ضعيفاً ومتأخراً , مما يستدعي القلق باحتمال وجود اتفاق عراقي – تركي عام يسمح لها بمثل هذا التوغل. إذ أن مثل هذا العدوان الواسع وبعد مرور عدة أيام على وقوعه واستمراره حتى الآن كان يتطلب من الحكومة العراقية تقديم احتجاج رسمي تحريري إلى الحكومة التركية ضد هذه العمليات العدوانية , كما كان ولا يزال يفترض أن تقوم الحكومة العراقية بتقديم احتجاج رسمي إلى الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي للمطالبة بمناقشة الخروقات التركية واتخاذ قرار يدين هذه العمليات العسكرية ويطالب بإيقافها فوراً ويفرض على تركيا الانسحاب الفوري من الأراضي العراقية.
أن التوغل العسكري الواسع النطاق في الأراضي العراقية يؤكد بوجود اتفاق مسبق بين الإدارة الأمريكية والحكومة التركية , إذ لا يمكن تصور حصول مثل هذا الأمر دون تنسيق مسبق معها. إلا أن التصريح الأخير الصادر عن الجهات الأمريكية والقائل بأن القوة لن تعالج المشكلة الكردية في تركيا شيء جديد ومهم في آن واحد , ولكنه غير كاف لإيقاف العدوان التركي ما لم يقترن بمطالبتها بالانسحاب الفوري والكف عن التدخل في الشأن العراقي ومنع تكراره.
إن الحكومة التركية تستثمر الوضع الشاذ الذي يعيش الشعب العراقي في ظله بسبب تمزق الوحدة الوطنية وعجز الأحزاب السياسية عن تشكيل تحالف سياسي قوى ومتماسك من جهة , وبسبب ضعف الحكومة العراقية في مواجهة المشكلات الداخلية والخارجية من جهة ثانية , ثم عجز القوات العراقية بوضعها الراهن عن مواجهة العدو الداخلي , دعْ عنك العدوان الخارجي التركي. ومن هنا تنشأ الحاجة الماسة والجادة إلى حل المشكلات السياسية الداخلية وبلورة فرص جديدة للتحالف السياسي الديمقراطي البعيد عن الطائفية والمحاصصة الطائفية باعتباره الطريق الوحيد والكفيل الفعلي في مواجهة الأوضاع الجديدة والتغلب عليها لصالح إقامة عراق اتحادي ديمقراطي موحد ومتين.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقوق القومية بين النظرية والتطبيق*
- حوار مع السيد الدكتور عبد الخالق حسين ... الانتخابات الأمريك ...
- عن ماذا أدافع في العراق؟
- حوار مع السيد الدكتور كنعان مكية حول رؤيته للعراق الراهن 3-3
- حوار مع السيد الدكتور كنعان مكية حول رؤيته للعراق الراهن 2-3
- حوار مع السيد الدكتور كنعان مكية في رؤيته للعراق الراهن 1-3
- حوار مع السيد الدكتور عبد الخالق حسين الانتخابات الأمريكية و ...
- لتتضافر كل الجهود الخيرة لدعم مطالب الكُرد الفيلية العادلة
- إيران واللعب والمراهنة على كسب الوقت!
- 8 شباط المشئوم وكوارث العراق المتواصلة!
- لتتسع جادة الحوار الديمقراطي ... ليتسع صدر الإنسان لسماع الر ...
- لتتسع جادة الحوار الديمقراطي ... ليتسع صدر الإنسان لسماع الر ...
- رحل عنا بهدوء الشخصية الوطنية والديمقراطية العراقية والشاعر ...
- أين ألتقي وأين أختلف مع الأستاذ الدكتور سيَّار الجميل ؟لتتسع ...
- في الذكرى الأربعينية لرحيل الأستاذ كامل الجادرجي
- أين تكمن أهمية نداء -مدنيون- في المرحلة الراهنة ؟
- لست أنا المقصود .. بل المقصود غيري ..!
- قتل الناس الأبرياء يعني النهاية القريبة التي تنتظر كل الإرها ...
- لتتسع جادة الحوار الديمقراطي ... ليتسع صدر الإنسان لسماع الر ...
- في الذكرى الأربعينية لرحيل الصديق الشاعر مرتضى الشيخ حسين


المزيد.....




- العلماء يكتشفون سر -اليوم المثالي-
- السلطات المصرية تغلق عيادة ابنة أصالة نصري
- في أول خطاب له منذ رحيله.. بايدن ينتقد إدارة ترامب
- عصير فاكهة يخفف من التهابات القولون التقرحي بنسبة 40%
- آبل تطور نماذج جديدة من نظارات الواقع الافتراضي
- -مفاجآت تعكس أرفع درجات الكرم-.. سيئول تشيد بتعامل الشيباني ...
- دراسة تحذيرية.. خطر حقيقي في مراتب نوم الأطفال يهدد نمو أدمغ ...
- نائب أوكراني يدعو ترامب للتحرك فورا ضد زيلينسكي قبل -تقويض م ...
- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الدولة التركية والعدوان الجديد على العراق