حسين خليفة
الحوار المتمدن-العدد: 2201 - 2008 / 2 / 24 - 09:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مر علينا الفالانتاين منذ أيام وصبغ بالأحمر شوارعنا وساحاتنا وخدود الصبايا. . .فكل فالانتاين وأنتم بخير، وقريبا سيكون الثامن من آذار الذي تحتفل فيه الكثيرات من نساء العالم ويشاركهن الكثير من الرجال بعيد المرأة العالمي.
الأول هلّ علينا مؤخراً (بعد مطلع التسعينات والانهيارات الكبرى التي حصلت في البنى والمفاهيم) ومع تدفق ثقافة العولمة، ويصادف الرابع عشر من شباط كما بات معروفا عند الجميع: الصغير والكبير، السياسي الملتزم والشاعر المتفلت من السياسة، المرأة التي تزوجت قبل «اكتشاف» الفالانتاين والرجل الذي لا يتذكر عيد ميلاده لان أباه لم يسجله في دوائر النفوس إلا بعد أن احتاج إلى تسجيله في المدرسة فما عاد يتذكر في أي يوم ولد هو الذي ينسى ما فطره اليوم!!
العيدان لهما علاقة بشكل أو آخر بالمرأة، 8 آذار عيد المرأة العالمي، و14 شباط عيد الحب الذي تشكل المرأة موضوعه و خالقه ومميته ومحييه، على الأقل بالنسبة لنا نحن الرجال.
ما يبعث على الدهشة هو أن طرفي الصراع في لبنان الآن يتوزعون هذين التاريخين كبطاقتي تعريف لهما، 14 شباط يضم القوى الحريرية مع تبع من (ج ج ج) وآخرين بينهم الست النائبة نايلة، وعلى سيرة النائبة فان تأنيث مفردة نائب يوقعنا في معضلة لغوية كهذه فلا ندري هل هي نائب مؤنث ام نائبة (مصيبة)؟! وكذلك كلمات مصيب عندما تؤنث فتصبح مصيبة وحي (حية) و قاضي (قاضية) وهاوي (هاوية)، وهي من موبقات اللغة بحق المرأة وكأنها لا تكفيها كل ما يرتكب بحقها من آثام حتى تكمل اللغة عليها.
أن يصبح 14 شباط عيدا للحب هذه تأقلمنا معها وتآلفنا، وصرنا نردد مع المرددين (هابي فالانتاين)، أما أن يصبح عنواناً لمجموعة منتهى طموحها هو اتهام سورية في كل جريمة تحصل في لبنان (والغريب أن جنبلاط وجعجع يتنبآن بكل جريمة قبل حصولها؟؟؟) وخدمة إسرائيل وأمريكا جهاراً نهاراً، حتى يقول بوش إن المساس بحكومة السنيورة هو مساس بالأمن القومي الأمريكي، فهو إساءة لعيد الحب، وحتى لا يزعل أنصار العيد نقترح تغيير تسمية هؤلاء إلى مجموعة شباط دون الرقم 14، فشباط يحمل معاني عدة منها انه كجنبلاط ليس على كلامه رباط ، وفيه تهتاج القطط وتموء بأصوات عالية غريبة تشبه إلى حد بعيد مواء قادة التيار إياه.
أما إخوتنا في 8 آذار فليعذرونا إذا طلبنا منهم أيضاً ترك هذا اليوم للنساء، واختيار أي يوم آخر من أيام السنة الـ365 إلا 29 شباط اسما لحركتهم، إذ يكفي المرأة كل ما انتزع منها خلال تاريخ الإنسانية الطويل الذي طبعه الذكور بطابعهم بعد أن خلعوها عن العرش وبدؤوا يتقاتلون عليه ويسفحون الدماء إلى يومنا هذا.
و. . . . هابي فالانتاين.
#حسين_خليفة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟