أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حسن مدن - فيدل كاسترو‮: ‬القائل لا














المزيد.....

فيدل كاسترو‮: ‬القائل لا


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 2201 - 2008 / 2 / 24 - 09:48
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


للمسرحي الألماني الشهير بروتولد بريخت مسرحية شهيرة بعنوان: "القائل لا.. القائل نعم"، ولأشد ما ينطبق الجزء الأول من عنوان المسرحية على الزعيم الكوبي فيدل كاسترو الذي حوله اختلف وسيختلف المختلفون، والذي رغم كل ما عصف بالعالم من تحولات لم يشأ أن يتزحزح عن كلمة: "لا" بوجه القوة الدولية الأعظم في العالم. حتى الكوبيون أنفسهم انقسموا في الموقف منه، ففي ميامي التي بالكاد تقع على بعد أميال قليلة خلف البحر، الذي يفصل بين الولايات المتحدة وكوبا تعيش جالية كوبية، أو من أصل كوبي، اختارت من هناك أن تناوئ نظام فيدل كاسترو، بدعم لا تخطئه العين من الإدارات المتعاقبة في الولايات المتحدة ومن الاستخبارات الأمريكية التي وضعت نصب عينيها هدف إسقاط نظامه. لكن ليس بوسع أحد أن يجادل أن الرجل هو من أهم شخصيات القرن العشرين، والذي صمم على أن يلج بكوبا القرن الحادي والعشرين، وهي لما تزل تدار من قبل نظام اشتراكي، بعدما انهارت الاشتراكية في أوروبا، ورسمت لنفسها في الصين مساراً مختلفاً، مطعماً بعناصر اقتصاد السوق. حتى أشد خصومه كراهية له لا يستطيعون إغفال أنه رجل آمن بمبدأ لم يحد عنه رغم الصعوبات، ورغم الحصار الاقتصادي الذي أرهق كوبا وشعبها، وازدادت وطأته بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ومنظومة الدول الحليفة له في المحيط الأوروبي الشرقي. وفي الوقت الذي سعى السعاةُ على بقاع الأرض المختلفة للتفاهم مع الولايات المتحدة التي هيمنت على العالم منفردة، فإن كاسترو ظل مناوئاً لها بذات العناد الذي كان عليه. ليست مصادفة، والحال كذلك، أن الاستخبارات الأمريكية اعترفت بتدبير أكثر من ستمائة محاولة لاغتياله، وعلينا تصور كيف أن القدر كان حليفه، طالما استطاع أن ينجو من كل تلك المحاولات. سيدخل كاسترو التاريخ أيضاً بوصفه رمزاً من رموز التحدي في أوج الحرب الباردة، حين اتفق مع الزعيم السوفييتي الأسبق نيكيتا خروتشوف على نصب صواريخ برؤوس نووية على الأراضي الكوبية، كادت أن تدفع يومها إلى مواجهة ذرية. الرجل الذي شغل العالم نصف قرن من الزمن إلا قليلاً، غادر المسرح السياسي حين أعلن لشعبه تنحيه عن السلطة. وبمنطق العمر فإن المسافة الفاصلة بين تنحيه عن السلطة وبين رحيله عن الدنيا لن تكون طويلة. لكن طيفه سيظل حاضرا في الجزيرة التي تآلفت مع وجوده كل هذا الزمن، ليس فقط لأن خليفته ليس إلا شقيقه راؤول الذي لم يكن مجرد ظلٍ له، وإنما أيضا كان له دور، رغم انه أصغر منه سنا، في الأخذ بفيدل نحو الأفكار الماركسية، وإنما أيضا لأن آثار رجال بوزنه لا يمكن أن تزول بالسرعة التي يتوقعها خصومه الكُثر في الخارج، الذين أعياهم الانتظار وهم يتطلعون إلى أن يروا كوبا وقد غاب عنها الرجل الذي أرّقهم طويلا.




#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -عودة- التعذيب
- فرصة أمام الدولة
- الأربعون مليون‮ ‬ دينار وحبة‮ »‬البن ...
- قرار أم قرارات؟‮!‬
- عن الأحزاب السياسية
- هل صحيح أنهم لم‮ ‬يُجربوا؟‮!‬
- كيف نتدبر الأمور
- مداخلات في ندوتي الوطن والوقت حول الأحداث الأخيرة
- مجيد مرهون‮: ‬فلذة من تاريخنا
- ثلاث عشرة توصية
- كلمة جمعيتي - المنبر التقدمي - و-وعد- في حفل إحياء ذكرى الشه ...
- النص الكامل لأجوبة الأمين العام للمنبر التقدمي د . حسن مدن ع ...
- عن رواتب الوزراء والنواب
- أملاك الدولة
- قانون مستنير للصحافة
- قمصان جيفارا‮: ‬ رمز أم موضة ؟‮!‬
- بين الدراما والتاريخ
- أسئلة راهنة‮ (1-4)
- أسئلة راهنة
- انفلونزا الفساد


المزيد.....




- -بعد تفجيرات البيجر-.. موقع عبري ينشر تقريرا عن حرب بين إسرا ...
- إسرائيل لا تمتلكها.. خبير عسكري يكشف لـ RT من وراء تفجيرات ل ...
- ماذا وراء استقالة بريتون: كيف استنفذ المفوض الفرنسي صبر رئيس ...
- ماذا نعرف عن جهاز -البيجر- الذي اخترقته إسرائيل وأصاب العشرا ...
- ارتفاع عدد ضحايا إعصار -ياغي-: حصيلة القتلى تتجاوز 500 في جن ...
- اندلاع حرائق في شمال إسرائيل بعد هجمات صاروخية من لبنان
- نتنياهو يترأس اجتماعا عاجلا يضم وزير الدفاع وقيادات عسكرية و ...
- مصادر لبنانية لـ RT: وقوع نحو 2000 مصاب في انفجار أجهزة لا س ...
- -رويترز-: أكثر من ألف مصاب في لبنان إثر انفجار أجهزة اتصالات ...
- مسؤول في حزب الله يصف تفجير أجهزة الاستدعاء بـ -أكبر خرق أمن ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حسن مدن - فيدل كاسترو‮: ‬القائل لا