أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أحمد العتبي - الاسس الفلسفية للتطور الليبرالي الغربي والعلمانية














المزيد.....

الاسس الفلسفية للتطور الليبرالي الغربي والعلمانية


أحمد العتبي

الحوار المتمدن-العدد: 2201 - 2008 / 2 / 24 - 09:26
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


لم تصل المجتمعات الغربية إلى ما تنعم إليه من إطلاق الحريات الشخصية واسر الإنسان من التخلف والظلم إلا بعد ان أطلقت العنان للأفكار الليبرالية بعد عصر النهضة والثورة الأوربية

لقد كانت بدايات التطور السياسي الأوربي على يد الفيلسوف الانكليزي (توماس هوبز) حيث كان يقول : (إن الإنسان ذئب لأخيه الإنسان) حيث يتصارع البشر فيما بينهم في الحياة كل يبحث عن تحقيق مصالحه الشخصية المتضاربة مع الآخرين ولتجنب الفوضى القاتلة كان على هوبز أن يجعل التنازل وسيلة لتصحيح فكرة خاطئة والتنازل المقصود هو أن يتنازل كل فرد للملك وحده فيما يحقق الملك الأمان والعدل واستمرت هذه الفكرة حتى الثورة الفرنسية عام 1789 .

من ثم حدث تطور تاريخي كبير على يد الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو الذي انتقد هوبكز في فكرته وجاء ببديل عنها وهو(أن الإنسان طيب بطبعه لكن المجتمع هو ما يفسده من هنا يجب إصلاح المجتمع ودمقرطته) .

لتبدأ الدعوات المتتالية من اجل تغليب الحريات الشخصية على الأحكام المتسلطة الديكتاتورية في العالم المتحرر الجديد .

وتبلورت مع مونتسيكو الفرنسي فكرة اخرى كانت الاهم والاشمل والاعمق وهي (فصل السلطات الثلاث ، التشريعية والتنفيذية والقضائية) ها هنا تبلورت افكار اولوية الفرد وحمايته مقارنة مع الدولة وهذا يحقق حماية للفرد من أي استغلال للسلطة بغير وجه حق .

وانقسم السياسيون بشكل عام إلى فريقين أساسيين: فريق اليمين ويمثل المصالح الرأسمالية البورجوازية والداعي دوما إلى الحرية الاقتصادية والدفاع عن الهوية الوطنية للبلد من جهة وفريق ثان من جهة أخرى هو فريق اليسار الداعي إلى العدالة الاجتماعية والحد من جنوح الرأسمالية وترسيخ نزعة إنسانية في الإنسان بدل النزعة القومية. وبين الفريقين برز مفهوم (المجتمع المدني) الذي أصبح قويا ينافس الأحزاب وفي بعض الأحيان يتفوق عليها ولتعريفه بصورة مبسطة فهو (تلك المنظومة واسعة النطاق من اتحادات العمل والمنظمات غير الحكومية والمجموعات القائمة على الأديان والمؤسسات والمنظمات القائمة على المجتمعات في المجتمع المدني. ويذكر أن العديد من زعماء منظمات المجتمع المدني يمثلون شبكات ضخمة للمجتمع المدني وطنية وعالمية) واضطلع المجتمع المدني بمهمة الوساطة بين الدولة والمجتمع أي القاعدة المتشكلة من المواطنين .

وهكذا أنشئت الآلية الديمقراطية في الحكم وأصبح صندوق الاقتراع هو الحكم بين المتنازعين سياسيا . ولم تعد كل القوانين ربانية وإنما أصبحت قوانين تاريخية من وضع البشر. ولم يعد القانون مقدس في ذاته، لأنه متغير بالتعديل والتطوير وحتى التغيير، ولكنه مقدس بتطبيقه على الجميع دون استثناء.

وحدث أخيرا ما نسميه بالعلمانية أي فصل الدولة ليس عن الدين، لأنه لم يوجد دين واحد موحد عبر التاريخ، ولكن فصلها عن المذاهب والطوائف. فالدولة يجب أن تكون محايدة مذهبيا وطائفيا وعليها أن تفصل بين مختلف المجالات. فالدولة العلمانية إذن لا يمكن أن تكون مذهبية أو طائفية ومن مهامها هي إدارة التعايش السلمي بين مختلف اثنيات ومكونات المجتمع حيث تم الاعتراف بالخلاف ولم يعد مصدرا للتقاتل بل أصبح مصدرا للوحدة والتنوع. ذلك أنه عمليا لا وجود لدولة دينية في مقابل دولة علمانية. حتى تاريخيا وُجدت دائما دول طائفية، أثنية ومذهبية، وقد وجدت دائما من يرفضها داخل المجتمع نفسه. فالدولة البروتستنتية يرفضها الكاثوليك والأرثوذكس والأقليات اليهودية ونفس الشيء يحدث لأي دولة تنحاز فقط لطائفة معينة ضد طوائف أخرى. كان الحل التاريخي الناجح هو علمانية الدولة بمعنى حيادها وفصلها عن المذاهب والطوائف لتصبح حكما بين الأطراف بدل طرف بعينه.

اعلامي رابطة الابداع الثقافي / سابقا
عضو المفوضية العامة لمؤسسات المجتمع المدني العراقية / سابقا



#أحمد_العتبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أحمد العتبي - الاسس الفلسفية للتطور الليبرالي الغربي والعلمانية