|
jتكفي القوى الوطنية خمس سنوات من التطلع وآن الاوان لاطلاقها النضال الجماهيري لتحرير الوطن والشعب
سعاد خيري
الحوار المتمدن-العدد: 2199 - 2008 / 2 / 22 - 10:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اكتفت قوات الاحتلال بما استخدمته من حرب ابادة وارهاب وتقتيل وتمزيق لوحدة القوى الوطنية، وما استطاعت من تهيئة طبقة بيروقراطية تابعة بديلا عن طبقة صدام من خلال العملية السياسية واتخامتها بمليارات الدولارات التي اتاحتها لها من خلال نهب ثروات الشعب التي قدرت بمائة مليار دولار!! طبقة لاهم لها سوى حماية كراسيها وما تدره عليها من ارباح مقابل التوقيع على اية اتفاقية او خطة او قانون تأمر به قوات الاحتلال. واعلنت بعد خمس سنوات تغيير استرتيجيتها القتالية الى استرتيجية تقوم على الامن المتبادل. واستبدال شرعية بقاء قوات احتلالها بطلب سنوي تقدمه الحكومة العراقية الى مجلس الامن، باتفاقية تضمن تواجد قواتها ودورها لعشرات السنين، أي دون ان تتخلى عن هدفها الاستراتيجي بالهيمنة التامة على وطننا . وانبرى كل اقطاب العملية السياسية بدءا برئيس الجمهورية ونوابه ورئيس الوزراء ونوابه ووزراؤه يبررون عقد هذه الاتفاقية التي صيغت في دوائر الادارة الامريكية حصرا والتوقيع عليها قبل عرضها على الشعب . ولم يتسنى معرفة خطوطها العريضة الا من خلال مناقشات الكونغريس الامريكي لها بعد تصاعد نضالات الشعب الامريكي ضد الحرب في العراق والمطالبة بسحب القوات الامريكية منه، ورفض الاتفاقية من قبل الكثيرين . فجاء عرض لبنودها التالية في معرض دفاع الادارة الامريكية عنها ونشرته الصحف الامريكية: " 1- حماية العراق من اخطار الداخل والخارج 2- سيرا مع الاتفاقيات 115 التي عقدناها مع دول اخرى هي استجابة لمتطلبات قواتنا ومهامها هناك 3- تضمن جواز وجود قواتنا في العراق ودورها 4- استجابة لحاجتنا للعمل في العراق الى ما بعد العام الحالي ولغاية الابقاء على استمرار التقدم والاستقرار ومساعدة العراق على مقاتلة القاعدة وتطوير قواه الامنية ومنع تدفق اسلحة ايران 5- علاقات قوية تضمن مصالحنا السياسية والاقتصادية والامنية 6- تتضمن التزامات امنية وعسكرية تمتد لسنوات ليست قتالية فقط" وتولى وزير الخارجية من خلال تجواله الدائم في جميع انحاء العالم الدعاية لها باعتبارها الوسيلة الفعالةلانقاذه الشعب العراقي من الحرب الاهلية ومن العدوان الخارجي واعلان وزير الدفاع بان الجيش العراقي لا يستطيع الدفاع عن العراق بدون القوات الامريكية . في حين راح اكثر المنضوين بالعملية السياسية تحفظا تبريرها بالواقعية كما سبق ان برر التوقيع على الدستور الدائم رغم اعترافه بتحفظه على بعض بنوده. فليس للمنضوين بالعملية السياسية والمتمتعين بكراسيها وامتيازاتها الحق في رفض التوقيع على أي مشروع او قانون او اتفاقية تطرحها قوات الاحتلال خدمة لمصالحها، بل وتبريرها وتشتيت الانتباه عن القضايا الرئيسية والتضليل بالامال والانتظار السلبي . فقد بدأ" بيانه بتعويله على نجاح الاتفاق على 1- مدى نجاح الحكومة في تهيئة مستلزمات تحقيق اجماع وطني تستند عليه في مفاوضاتها 2- تشكيل الوفد المفاوض وسعة تمثيل مختلف الفئات المساهمة في العملية السياسية 3- اعتماد اشفافية وعرضها على البرلمان" ولكن عن أي اجماع وطني يتحدث ؟ اهو الاجماع الذي يشكله اطرافها المتنافسين ام الاجماع الوطني الحقيقي المغيب؟؟ ولم يترك المرأ يحتار فقد اكد على ضرور ان يتسع الوفد المفاوض ليضم جميع اطراف العملية السياسية التي تخضع لشروطها وسائل الشفافية وتكوين البرلمان. واشترط 1- عدم التدخل بالشؤون الداخلية 2- واحترام المؤسسات التمثيلية والدستورية واستقلال البلدين وسيادتها وحقه في اختيار نظامه السياسي والاقتصادي الاجتماعي ورسم مستقبل شعبه 3- و ان لا يؤسس لاقامة قواعد وتواجد دائم لقواته " !! دون ان يشير الى كيف يمكن منع قوات الاحتلال وعشرات الالاف من خبرائها ومستشاريها المهيمنين على جميع مرافق الدولة واجهزتها، من التدخل في الشؤن الداخلية وترك حرية اختيار نظام الحكم و..الخ بدون اشتراط جلاء قواتها ومستشاريها او حتى وضع سقف زمني لبقائها؟؟ وكيف لا تحترم الاتفاقية المؤسسات التي خططت قوات الاحتلال وعملت على بنائها والدستور الذي صاغه خبراؤها لتحقيق اهدافها؟؟ . واي استقلال تحميه اتفاقية في بلد يعج بقوات الاحتلال وادواتها؟؟ وما حاجة قوات الاحتلال للقواعد العسكرية الدئمة في عصرنا لاسيما وقد اعلن السفير الامريكي والقادة العسكريين في العراق عن عدم حاجتهم للقواعد العسكرية الدائمة لما يكلفه بناؤها وحمايتها، والاستعاضة عنها بالقواعد الصغيرة المتنقلة التي ثبت بناء 57 منها في بغداد فقط، افضليتها. وانهى بيانه " بالتطلع الى تمتع بلدنا بكامل السيادة والاستقلال وان تأخذ القوات العراقية على عاتقها مسؤولية الدفاع عن الوطن وحماية حدوده ، واحلال الامن والاستقرار وان ينتهي الوجود الاجنبي على ارضنا مهما كان شكله واسمه"!! نعم اكتفى بالتطلع كما اكتفى بالتطلع الى بناء العراق الديموقراطي المزدهر قبل خمس سنوات في تبرير مساهمته في مجلس الحكم وتوقيعه على الدستور الذي وضع الاسس لجميع ما يهدد بلادنا من مخاطرالتقسيم والحرب الاهلية وكل ما احتواه من مواد موغلة بالرجعية والتمييز ضد المرأة . نعم اكتفى بالتطلع الذي لم يجني منه الشعب خلال خمس سنوات، سوى المزيد من الذل والاستعباد . وآن الاوان ان لم يكن فات لاطلاق طاقات الجماهير وتعبئتها لخوض النضال بكل الوسائل والاساليب لتحقيق ما يتطلع اليه شعبنا، شأنه على مر التاريخ فمن خلال النضال الجماهيري فقط تم تحقيق جميع منجزات شعبنا التاريخية . فالجماهير هي صانعة التاريخ ومهمة القوى الوطنية الاساسية بل وثبات هويتها الوطنية : هو قدرتها على تعبئة الجماهير وتوجيه نضالاتها والربط بين النضال من اجل تحقيق اهدافها ومطالبها الانية بالنضال من اجل تحرير الوطن من الاحتلال، وتفعيل مناهضتها لكل القوانين والاتفاقيات التي تشرع الهيمنة الامبريالية على بلدنا ونهب ثرواتنا واستعباد شعبنا ...
#سعاد_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اين تحالف مدنيون من الاتفاق الامني مع الامبريالية الامريكية
-
ليبقى 14/تموز العيد الوطني لشعبنا ومفخرة كفاحه واول انتصارات
...
-
كل الادانة لجرائم النظام السلفي العنصري الايراني ضد الشعب ال
...
-
الاتفاق الامني المتبادل مع القطب الاكبر للعولمة الراسمالية ا
...
-
المخاض الجديد للحركة الشيوعية الوطنية والعالمية يفرضه المنعط
...
-
تحالف -مدنيون- حركة جماهيرية يضم: الاحزاب والمنظمات والحركات
...
-
تحالف -مدنيون- فرضته انطلاقة الجماهير والنضال الجماهيري كفيل
...
-
جريمة بيع اطفال العراق احد افضع جرائم الاحتلال الامريكي التي
...
-
الشعب العراقي ينبوع زاخر بالنماذج والطاقات التي تعزز الثقة ب
...
-
اليوم العالمي لانقاذ البشرية من جرائم الامبريالية والصهيونية
...
-
تحالف -مدنيون- وتجربة جبهة الاتحاد الوطني لعام 1957، دروس تت
...
-
بلد يعوم على بحر من النفط وشعب يفتقر لقطرة منه تقيه برد الشت
...
-
انقذوا اطفال غزة والعراق، ساهموا في جعل العالم افضل، شاركوا
...
-
مكتبة الطفل العراقي في بغداد شعاع يخترق ظلمة واقع الطفولة وم
...
-
تبلور الاصطفاف الوطني والطبقي الجماهيري في العراق
-
الف تحية للشعب الذي افشل كل وسائل واساليب اعتى اعداء البشرية
...
-
لتكن وحدة نضال معلمي العراق من اجل حقوقهم منطلقا لتصعيد نضال
...
-
ليكن دور الشبيبة والطلبة في وثبة كانون محفزا لهم اليوم لقبر
...
-
هل يتعظ قادة فصائل العملية السياسية بمصير اقطاب معاهدة بوتسم
...
-
الحوار المتمدن في طليعة الكفاح الفكري المعاصر من اجل تحرير ش
...
المزيد.....
-
السيسي وولي عهد الأردن: ضرورة البدء الفوري بإعمار غزة دون ته
...
-
نداء عاجل لإنهاء الإخفاء القسري للشاعر عبد الرحمن يوسف والإف
...
-
-الضمانات الأمنية أولاً-..زيلينسكي يرفض اتفاق المعادن النادر
...
-
السلطات النمساوية: هجوم الطعن في فيلاخ دوافعه -إسلاموية-
-
نتنياهو: انهيار نظام الأسد جاء بعد إضعاف إسرائيل لمحور إيران
...
-
نتنياهو: ستفتح -أبواب الجحيم- في غزة وفق خطة مشتركة مع ترامب
...
-
كيلوغ المسكين.. نذير الفشل
-
تونس تستضيف الدورة 42 لمجلس وزراء الداخلية العرب (صور)
-
-مصيركم لن يكون مختلفا-.. رسالة نارية من الإماراتي خلف الحبت
...
-
مصر تعلن بدء إرسال 2000 طبيب إلى غزة
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|