جدران معبد الوركاء ...... ومتحف برلين

محمد العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2197 - 2008 / 2 / 20 - 11:43
المحور: الادب والفن
    

معبد الوركاء في منطقة الوركاء من بلاد الرافدين
معبد في منطقة السماوة من ارض العراق...
عصر الوركاء السومري 3800--- 3100 ق. م

تعتبر الأعمدة احد السمات المعمارية ، المهمة والأصيلة من سمات الفن المعماري السومري في بلاد الرافدين ، وهي من التجارب المشتقة من الجدران البنائية لأسلوب البناء الرافد يني القديم . أهمية العمود هنا يشكل احد عناصر التكوين المعماري البنائي وتشكل في معبد الوركاء ، وفقا للتطور المعماري لبلاد الرافدين بدءا من ايشنونا وصولا إلى بابل هذا من ناحيته الشكلية ، ولكن الدلالات الرمزية تكمن هنا في أن تكون الفنون القديمة ، تعبيرية في كل تشكيلاتها ورمزية في دلالاتها ، ولمعبد الوركاء هناك صفة مميزة لم تجد في الكثير من معابد بلاد الرافدين.
لم تكن أعمدة الوركاء ، ألا تعبيرا يمثل تطورا ملحوظا لا يكن مجرد حلية تزينيه إثناء البناء ، وإنما له دلالات بالمعنى لموسم من التعبد ليحرز بذلك الشهرة الكبيرة في فن البناء المعماري وفنون العمارة وهذه الشهرة بحد ذاتها مقياس لقيمة فنية ولوجود المخاريط الفخارية المزججة، هي التي أعطت الجدران قيم دلالية تحيلنا بدورها إلى تتبع الفنون الجديدة وهي فنون الفسيفساء ، التي غطت أعمدة جدار الوركاء بهيئات ملونة وجميلة شكلت ، عناصر جمالية تتفق مع نجاحات لم تفارق فنون العمارة أثناء التكوين ، وهنا لابد لنا أن نستقصي كل العناصر الفنية والعناصر المعمارية ونتوقف بشكل خاص إلى الوسيلة التي ارتفعت بها جدران معبد الوركاء ليكون ألان حاجزا عند احد قاعات متحف برلين ، ليكون احد الأبنية الغريبة الشكل في مخيلة الإنسان الألماني كونه استند إلى جزء مفقود وهو الأرض التي أنشا عليها الجدار نفسه.
ومن خلال بلورة معطيات مضمون الفن المعماري نرى أن المظهر الجمالي لفنون المعبد البنائي ، لايبرز من التأكيد المنصب على العناصر التركيبية للبناء الواقع هناك كوحدة كلية ولكن نصل إلى مستوى من الاستحالة في أن نفسر تكوينات ( الحنايا في الجدران) لان الفنان البناء في بلاد الرافدين اعتمد بالدرجة الأساس أعلام الدلالة من اعتبارين أساسيين هما:
رفض التعليق للأعمدة على سطح الأرض دون وجود دعائم الأسس ليجد بذلك البناء مناسبة علمية وهندسية دقيقة لان تكون الأعمدة مع الحنايا موازية للعمود الآخر ، وغالبا ماشكلت واستعادت مع المخاريط الملونة تنويعات زخرفيه كونت خلفيات أعطت للمنظور دورا يتابع الاستنتاج المنطقي في الهندسة والرياضيات المعمول بالقياسات الصحيحة

الأخر هو عنصر المنهج البنائي الدلالي لان حنايا الأعمدة هي طريقة مبتكرة ووجود المخاريط المحورة هي الأخرى مبتكرة ومن ثم التوزيع الذي اعتمد التناظر الأساسي للمضمون ، اخذ يحيل الأعمدة إلى اختزالات عديدة وهذا سر من الغرائبية في البناء وانطلاقا من الاختزال العام تم بناء قاعدة أساسية وفقها تعطى لمضامين الأشكال دورها في الصياغة الهندسية ومن هنا لابد أن تسير باطمئنان كونك من ارض الرافدين.
محمد العبيدي

#محمد_العبيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات