أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رحاب حسين الصائغ - معاني تسمو رغم قسوة الحياة














المزيد.....

معاني تسمو رغم قسوة الحياة


رحاب حسين الصائغ

الحوار المتمدن-العدد: 2194 - 2008 / 2 / 17 - 09:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


"بنى الحب من الصدق كوخاً؛ فأصبح قبلة العشاق"
((بغيابك يحتلني الظلام
فالبس السماء قبعة
وأنا والكون نبكي بهدوء))

‏ الحب يجب أن يكون كل يوم، وكل لحظة تمر نحتفل بالحب، وليس يوم واحد في السنة، لأنه لو كان له يوم واحد فقط في السنة، فهذا يعني كم الإنسان بخيل مع نفسه ومع من هم من حوله، ماذا تفعل قلوبنا باقي أيام السنة؟ هل تتمرن على موت الحب أم خزنه في كهوف الظلام!!.
أرى على العكس أن يكون يوم في السنة، نتذكر فيه ما مرَّ علينا ونحاسب أنفسنا يسمى( يوم النفس) وليس عيد الحب، الحب إذا لم يكن على أبواب صباحنا وعند نوافذ مساؤنا، وبين حنايا لحظات أيامنا، كيف نعيش بدون الحب طوال السنة، ونحدد له يوم واحد؟؟!!.
كم مظلوم الحب بهذه الحالة، كتبت عن الحب، ليس من باب التشبه بهذا اليوم أو تقييمه كيوم للحب أوعيد الحب كما يطلق عليه، ولكن لا بد من وجود الحب في حياتنا اليومية، المخنوقة بغيوم الحزن والألم، ربما كلماتي تسعد بعض القلوب العامرة بالحب الصادق.
شوق العشاق ليس له حدود في عالم الحب، يوثق العلاقات الصادقة وتتويج بالخطوبة والزواج، أوقد يتم تحديد يوم للزواج يكون ذلك اليوم هو عيد الحب كما يعتقد؛ ويصبح حلقة وصل بين سنين العمر المديد المتعطش للتجدد، والعودة بالذكرى لأول يوم جمعهم، قلوب الدافقة بالحب والحنان، تسهم في استنشاق عبيرها من عبق باقات ورد ليلكِ، يجمع ثم يدس بشفق الغروب مع كل مساء؛ كي ينمو في روح تلك الورود إشراق الصباح الندي، الآتي من فجر بسمة محبيهم، التي مرَّت على سنابل قلوبهم المزهرة من حمرة الخدود الفتية، مما يجعلهم قادرين على قذف سهام الشوق، المنطلقَ من شهوتهم بمن يهيمون، يقفون قبالة الشروق ليلاً، هامسين لعصافير الحب، أن تسرع كالشهب لتلقي قي أحضان أحبائهم، ما يجيش في صدورهم، قائلين:
- أنت الحب فلسفتي، لذلك لم يفهمنا.. الآخرون".
لا يملون من تلوين فراشات شعورهم العذب، والمستمر سريانه في شرايين أجسادهم، يزقون حبهم نسمات القمر النائمة تحت غيوم ربيعية، يعانقون طيف شوقهم الممدود على جناح أول لقاء كان، وأخذ ينمو مع حرارة كل نهار جديد في حياتهم، ويكبر مع لحظات الزمن المار على قلوبهم المتعلقة بحوافي أفئدتهم التي لا تعرف قرار لهذا الإحساس الناعم الملمس، وليس الانتظار ليوم يمر بالسنة من أعمارهم.
أما ما يقال عن يوم (فلنتاين) ذلك القديس الذي أعلن أن للحب سطوة لا تقاوم، يوم كسر الحب قلبه؛ وقادهُ الشوق للتخلص من كل حوار خارج عن معاني الجسد والعقل والقلب، الذي عشق ولم يقدر على غير طاعة تلك القوة التي سلبته أمواج اعتقاداته، وحصاد السنين من عمره في البحث عن معنى الحياة، فكان يوم الحب الذي أعلن فيه أن الحياة بدون حب كربيع جاف بدون زهور، وكالشتاء بلا مطر، قد كثرت الأساطير والحكايات عن ذلك القديس الذي سمي العيد باسمه، ولا يوجد شيء ثابت أو معلوم عن تلك الأسطورة، وبعض الشعوب ليس لديهم مانع من الاحتفال به.
وأسأل هل الحب بسيط لهذه الدرجة كي يحدد له يوم، أم العشاق غير مدركين لهذه المحنة التي وقعوا فيها بخلق يوم كهذا لهم؟!.
لنقل عيد الزئبق؛ لأنَّ يوم واحد في السنة لا يكفي لعمار الدنيا بالحب، يجب أن يملأ الحب حياتنا بكل أيامها ولياليها وساعاتها ولحظاتها، وليس يوم واحد مجندل على أسلاك عصر عصيب وسريع العطب.
يوم تشتبك قلوب العشاق، بتسجيل أول رصيد في عالمهم للحب، يأخذوا بلبس تيجان عشقهم الأبدي المنقوشة بهذه العبارة:
- على الرغم من فنون الحلم
شق طريقاً إلى حبها
ماسحا غبار تعبها
ثم ألبسها..
تاج حبه الأبدي.
كي تشع روحيهما بعطر العاطفة الخافقة بين صدريهما، يغزلان من قطرات المطر مشاعر هفهافة، ومن النسيم يحيكان مسلات العشق لأجمل هياكل العاطفة الباسقة فوق أعشاش الحلم العائم على وسائد الأمل، يشكلون من وجوديهما المختمر في أشرطة الصدق والمودة، ويرسلانها مع زفاف كل باكر؛ علمت أن الحب وحده سندها وقائد حياتها المقبلة، الفتيات يرسلنَّ من أعشاب قلوبهم الرقيقة والمنسوجة من شعاع خيوط الشمس محبتهم العامرة والملفوفة بأوراق أفئدتهنَّ المغمسة بالسعادة، وللعشاق حكمة تقول:
- للكلمة نوافذ.. يطل منها العشاق
إن غلقت.. يذبحهم الظلام.
الحب شيء سامي ولذيذ، ينعش القلوب، ويوقد حرارة السعادة في الجسد، ومع كل لقاء تنصهر معاني الحب كلها تحت أقدامهم وتتحول عبارات قلوبهم المرهقة بأثقال الحب وعذاباته، إلى شعر وقصائد يتغنون بها، لما تحمل مشاعرهم السابحة بغمار ساعات وجدهم الصافي، مانحة فضاءاتهم المحيطة بحياتهم وأسرارها الرغبة بسكب جمرات الحب بالهيام، قائلين لبعضهم:
- ".. ببحرك تهت
سلمني الموج لمملكة
وجهك فغرقت"
- " أيها الحب أيَّ غول أنت
في ظلك تسقط المسافات" .
الحب يحمل حالة من التجدد للحياة ويعمل على صقل النفس وانتعاش الروح، لذا نحتاجه كل وقت ولحظة، من ساعة الاستيقاظ حتى ساعة الخلود للنوم، يجب أن نتعلم كيفية العيش مع هذا الإحساس، لأن الحب إن سكن النفوس عمرها،وانتقت من الشوائب؛ كالغضب والتهور والتعنت والغدر، ولم يدخلها الخبث الذي يدفع للغش والكذب، للحب معاني تسمو بها النفس، ودائماً ترفع من شأن الإنسان للأفضل، والحب يحث البشر على التودد والتآلف وصفو الروح، والشعور بالإيمان والاطمئنان.
كاتبة: من العراق



#رحاب_حسين_الصائغ (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من زوايا أنفاس الموصل
- حضور الغيابات
- المرأة شعرأ تُصالب الزوايا
- بدلة أزرارها مجدولة
- عبر ذكرى
- القمر المنشطر
- ثلاث تخطيطات مفتوحة لظلال العالم
- تحية مباركة مع باقة ورد عطره
- قصائِد لا تُحرَقِ
- هرطقة..إمي
- قصص قصيرة جداً
- المرأة ضياء الوطن
- المرأة وفزاعة الحضارات
- مزامير راقصة
- قصص الكترونية قصيرة جداً.
- رغم الخرافة، أحبك
- وهم الدفء
- منجم مستمر
- عشقي وأحزاني
- موت لحظة


المزيد.....




- بيانات جديدة وتراشق بين بوسي شلبي وورثة محمود عبدالعزيز
- بوتين: قوات كييف انتهكت مرارا وتكرارا قرار وقف الضربات على م ...
- بوتين: روسيا تدعو كييف لاستئناف المحادثات المباشرة دون شروط ...
- قبيل جولة جديدة من المفاوضات إيران تحذّر: لن نتراجع عن حقوقن ...
- فرض إغلاق شامل على 150 ألف شخص لعدة ساعات بعد انتشار سحابة س ...
- نواب فرنسيون يحيون في الجزائر ذكرى مجازر 8 مايو عام 1945
- احتفالات النصر.. فشل الغرب بعزل روسيا
- الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يزور جمهورية الشيشان ال ...
- بوتين يجري 14 مباحثات على هامش احتفالات عيد النصر
- حين تتمرّد الآلات.. موجة حوادث مروّعة حول العالم تكشف الوجه ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رحاب حسين الصائغ - معاني تسمو رغم قسوة الحياة