بهاء هادي
الحوار المتمدن-العدد: 2193 - 2008 / 2 / 16 - 10:26
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
في الرابع عشر من شباط يحتفل الشيوعيون واصدقائهم بالذكرى السنوية لارتقاء القائد الشيوعي الاممي ومؤسس الحزب الشيوعي العراقي وسكرتير لجنته المركزية الشهيد يوسف سلمان يوسف
(فهد) والقائدين الشيوعيين الباسلين عضوي المكتب السياسي زكي محمد بسيم (حازم) وحسين
محمد الشبيبي (صارم) للمشانق التي نصبتها لهم حكومة نوري سعيد رئيس الوزراء العراقي في ذلك الوقت ,المحمية من التاج البريطاني والمتعاونة معه ضد اماني العراقيين في الاستقلال وبناء الوطن على اسس العدالة والمساواة والحرية للجميع.
لقد اعدم الرفيقين الشهيدين فهد وصارم في الرابع عشر من شباط واعدم الرفيق حازم في الخامس عشر منه وذلك في العام 1949 وبذلك يكون احتفال هذا العام هواحياءا للذكرى التاسعة والخمسين للحدث الذي اجتهد الشيوعيون في تسميته بيوم الشهيد الشيوعي العراقي تكريما للكوكبة التي
كانت عنوانا للثبات والاخلاص للمبادئ التي امنو بها دفاعا عن حقوق شعبهم وتحقيقا لاستقلال وطنهم من الاستعمار البريطاني واذنابه.وطوال تلك الاعوام كانت الاحتفالات تقام سنويا باساليب ومستويات واشكال تحددها الظروف سواءا داخل العراق او خارجه ,في البيوت ومواقع العمل ومقرات الحزب والمدارس والمعاهد والجامعات والمصانع والاسواق والحدائق العامة وحتى في السجون والمعتقلات التي كان الشيوعيون ضيوفا دائميين فيها على مر العقود السابقة .
لقد اعتاد الانصار الشيوعيون على الاحتفال بيوم الشهيد الشيوعي طوال سنوات نضالهم المجيد في ثمانينات القرن الماضي وهم يقارعون السلطة الدكتاتورية البغيضةفي واحدة من انبل واشرف صفحات الوطنية العراقية الصادقة , والتي قدموا فيها عشرات الشهداء الميامين الذين ارتقو سلم الشرف في
تاريخ العراق الحديث لينظموا لقوافل الشهداء الشيوعيين منذ تاسيس الحزب في اذار من العام 1934 وليومنا هذا ,ومثلما اختار الانصار الكفاح المسلح لمقارعة الدكتاتورية في القرن الماضي كاحد اشكال النضال لاسقاطها فانهم الاكثر ابداعا في اختيار الاساليب الموائمة للنضال من اجل عراق امن وبناء
اجتماعي سليم يحقق العدالة للعراقيين دون تمييز فكانت غرفة ينابيع العراق في البالتوك منبرا وطنيا لهم ولكل العراقيين المخلصين من اجل المساهمة في الجهد التنويري العلمي الذي يحتاج الية المجتمع العراقي بعد سنوات الظلام والحصار الفكري المقيت التي ادارها نظام البعث المتخلف طوال اربعة قرون.
كانت امسية الخميس 14 شباط في غرفة الينابيع خاصة باحياء الذكرى التاسعة والخمسين ليوم الشهيد الشيوعي العراقي ,وقد فتحت الغرفة على غير عادة ادارتها مبكرا لتستقبل اعدادا استثنائيةلم تعتدها الا في الاماسي المميزة ,حتى اكتمل العدد المسموح ضمن تحديد ادارة البالتوك وهو 100 نك نيم وبقيت اعداد اخرى من الراغبين بالمشاركة غير قادرين على دخول الغرفة,مما دعى الادمن المجتهد الرفيق اشتي للطلب من بعض الموجودين وبرغبتهم ان يغادرو الغرفة لفسح المجال لاخرين بالدخول والمشاركة وقد حدث ذلك فعلا وغادر البعض اكراما لرفاقهم الاخرين وللضيوف الذين اختارو ان يكونو في الغرفة مشاركة منهم لاحياء مناسبة وطنية تخص كل العراقيين.
ابتدءت الامسية بكلمة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي قرئها من بغداد الرفيق صبحي الجميلي اعقبتها كلمة الانصار الشيوعيون ثم كلمة غرفة اللبراليين العراقيين الذين اغلقوا غرفتهم الرصينة في تلك الليلة وانضموا الى غرفة الينابيع بعدها ابتدءت المشاركات التي اختيرت بعناية من قبل ادارة غرفة الينابيع وكانت الاختيارات رائعة حيث قدمت عدد من الرفيقات زوجات الرفاق الشهداء لمحات مختصرة من حياة ونضالات رفاق الدرب باساليب مهيبة في عفويتها وصدقها وبكبرياء وطني ليس غريبا على الشيوعيين فقد كانت الرفيقات ام ظفر وهيفاء كريم وام شروق وام بسيم مثالا صادقا للعراقية الاصيلة قبل ان يكن مثالا للشيوعية المخلصة للمبادئ والقيم الوطنية والانسانية النبيلة,كذلك قدمت احدى الرفيقات من الحلة مشاركة تخص اخويها الشهيدين وقدمت الرفيقة ندى مشاركة عن والدها الشهيد وقدم الرفيق تحسين المنذري مشاركة عن الشهيد بديع المنذري وشقيقته كانت مصاغة بطريقة كانها رسالة من الشهداء قبل تنفيذ احكام الاعدام بهم مؤكدين على ان ظلام الدكتاتورية لابد ان ينتهي وتشرق شمس الحرية على وطن الشهداء والمناضلين وان دمائهم التي ستروي تربة العراق ستكون حناء الغد المشرق للعراقيين .
لقد اعتمد الرفيق اشتي اسلوبا راقيا في تنفيذ سيناريو الامسية حيث كانت المقاطع الشعرية الرائعة التي يرددها بين الفقرات في غاية الانسجام مع اجواء المناسبة ,اضافة الى ترتيبة المشاركات
بشكل ناجح , فقد كانت مشاركات الشعراء الكبار خلدون جاويد وكامل الركابي وسامي عبد المنعم ووفاء الربيعي وسلام الصكر من اساسيات نجاح الامسية حيث اشعلو قناديل وجدانية لاتنسى وهم
يستحضرون معاني الوفاء والتضحيات الجسام التي هي عنوان التاريخ الشيوعي في العراق وليس ادل على ذلك من الاسماء المشرقة والمحفورة بحروف من نور في ذاكرة العراقيين لكل شهيد في قافلة النضال لجزبنا المجيد والتي لم تتوقف منذ تاسيسه ,كذلك كانت المشاركات الراقية للمبدع الدكتور حكمت السبتي كما تعودنا عليها طوال السنوات السابقة وهو الامين لفنه الملتزم بقضايا شعبة وبمبادئ الحزب التي حملها منذ بداياته الاولى في مدينةالناصرية والحريص دائما على المشاركة الفعالة في الانشطة الوطنية ,كذلك كانت مشاركة الفنان عبد النور بصوته المميز واحساسة الوطني الجميل مضيفا لاجواء الامسية سحرا اخاذا ,وقد شارك بعض من الموجودين بمداخلات قصيرة كانت تجمع على تمجيد الشهداء والثناء على الجهود المميزة لادارة غرفة الينابيع في تقديم كل مايتناسب مع الخط الفكري الوطني والمنحاز لمصالح الفقراء وامانيهم في العدالة الاجتماعيةبعيدا عن المزايدات السياسية والمتاريس الطائفية .
لقد رافق كل تلك الانشطة في امسية الينابيع الاستذكارية لمناسبة يوم الشهيد الشيوعي ليلة الرابع عشر من شباط كتابات عالتكست تحمل معان راقية من اجل بناء العراق وحماية شعبه من كل المخاطر الفكرية والاخلاقية وكانت شعارات الحزب ومبادئ النضال واسماء الشهداء تطرزالتكست وهي محاطة بباقات جميلة من الورود الحمراء التي يتميز بها البالتوك دون كل الالوان الاخرى ,واذا
كان العالم يحتفل في الرابع عشر من شباط بعيد الحب الذي يميزه اللون الاحمر فان يوم الشهيد الشيوعي هو احد الايام البهية لحب الشيوعيين لبلدهم ولشعبهم الذي يناضلون من اجل حياة سعيده و كريمة له في وطن امن وحر.
الشكر لادارة غرفة ينابيع العراق وهي تثابر على تقديم كل مايساهم في البناء الجديد للعراق بعيدا
عن الفكر الضيق والطائفية والظلامية المقيتة,ودعوة مخلصة لمواصلة العمل وتكثيف الجهود ودعوة الاسماء الوطنية المعروفة بنظافة تاريخها للمساهمة في برامج الغرفة .
المجد لشهداء الشعب شهداء الحزب الشيوعي العراقي وشهداء الحركة الوطنية العراقية.
الحياة الحرة الكريمة لشعبنا العراقي العزيز .
#بهاء_هادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟